8 مارس عيد المرأة

2018/03/09 الساعة 05:27 مساءً


     هل تنجح المرأة في إخراجنا من نفق الرجل المستبد ؟! 
بذرة تزرع في ارض خصبة هذه الأرض هي من ترعى برعم الحياة ويمتص منها غذائه أنها أم الحياة وحاضنتها أنها المرأة الأم الأخت الزوجة أصل الحياة  .
أن المرأة كائن بشري لا يختلف عن الرجل بل يمتاز عنه بصفات حميدة العطف والشفقة الصبر والخدمة والتضحية والسهر من اجل استمرار الحياة ليست أنانية كالرجل بل هي الحضن الدافئ الذي يلجئ آلية الرجل في ألحظات العصيبة .
المرأة هي الضلع الأساسي في الحياة ومن لا يعرف معنى الحياة يقول عنها ضلع اعوج أن الطفل يتعلم من أمه الحياة ليصبح رجلا ومن لا يتربى في حضن أمه يفتقد للحب والحنان والعطف وهي أجمل ما في الإنسان أي بذور القيم  الإنسانية في الروح البشرية بما يعني أن المرأة منبع الحياة  .
هنيئا لكي أمي وأختي  زوجتي وبنتي ورفيقتي في العمل والنشاط هنيئا لكل امرأة على هذا الكون بعيدك العالمي الثامن من مارس الذي صادف هذا العام والمرأة تشق طريقا نحوا التحرر من استبداد الرجل والعادات والتقاليد المقيدة لحرية المرأة على مر الزمن  لقد أثبتت المرأة أنها قادرة على تكون عضوا فعال وأساسي في الحياة السياسية والاجتماعية وهي لا تختلف عن الرجل بل أكثر أفراد المجتمع نزاهة وأمانة ومثابرة  مع مراعاة الفروق الفردية .
التاريخ يشهد للمرأة ودورها الفاعل والمؤثر في ثورات الربيع العربي , المرأة أكثر شغفا للحرية والعدل والنظام والقانون , والتحرر من الاستبداد الديني والسياسي , واستبداد الرجل , تاريخ الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر غني بنضال وتضحيات المرأة اليمنية جنوبا وشمالا , ولازالت ليومنا هذا تقدم المرأة التضحيات الجسام في في الجنوب والشمال في صنعاء وعدن وتعز , وقائمة الشهداء تتزين بعدد كبير من النساء , والمرأة اليوم تتصدر النضال في مناهضة الانقلاب في المناطق الشمالية صنعاء وما حولها حيث خنع الرجال . 
 خمسون عام من فشل سلطة الرجال وفساده واستبداده في ظل غياب تام لدور المرأة , وثورة شعبية تطالب بالتغيير تستدعي مراجعة حقيقية في إفساح مساحة واسعة لمشاركة المرأة في العملية السياسية وإدارة شئون البلد والحكم , و للمرأة اليوم إرادة سياسية صلبة وجديرة في تحمل المسئولية , لو أتيحت لها الفرصة الكاملة لذلك .
لنا في اليمن تاريخ عريق نحن أحفاد الملكة بلقيس وأروى بنت احمد تاريخ مزدهر وعدل ورقي وسياسة حكيمة بشواهد ومعالم تاريخية  بارزه إلى اليوم ,  لو أفسحنا المجال للمرأة هل ستشهد اليمن انفراج ونهوض ؟ نقول نعم لان القوى التقليدية والمعيقة للنهوض هم من الرجال ومن تصدى لهم في جلسات الحوار هم النساء المناضلات حاملات مشروع الحداثة والدولة المدنية هم أكثر شغفا للتحرر من الجهل والتخلف هم أكثر تضررا من الاستبداد والهيمنة والطغيان والعنف , فل تتاح الفرصة للمرأة أن تنافس الرجل في كل المجالات السياسية والعملية والاجتماعية .
فالمرأة اليمنية اليوم هي المعلمة والطبيبة والقاضية والموظفة من وزيرة إلى مدير عام في عدد من الوزارات المرأة اليمنية هي من تعمل في الحقل وتدير شئون الأسرة والبيت في الريف تتحمل المسئولية اكبر والأعمال الخشنة والعضلية قد لا يستطيع الرجل مواكبتها في الجهد هذه حقيقة على الرجل أن لا ينكرها عندما تشاهد منظر النساء وهم يجلبون المياه والحطب من بعد وبأحمال ثقيلة ماذا تصف مثل هذا المشهد المرأة قادرة على ان تكون عضوا فاعلا ومؤثر في المجتمع فلا تعوقوها واتركوها تشق طريقها لتساهم في بناء البلد والنهوض 
احمد ناصر حميدان