د كمال البعداني
الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية يبلغ طوله حوالي الف وخمسمائة كيلومتر تقريبا .بينما لا يوجد كيلو متر واحد يربط اليمن بالإمارات ومع ذلك نلاحظ ان القرار والقول الفصل في مايخص اليمن منذ ثلاث سنوات هو بيد (الامارات) .بخلاف المنطق والوضع الطبيعي الذي ينبغي ان يكون ، الامارات ومن يقف خلفها اختارت الزمان والمكان المناسبين (لترويض)الرياض وهي التي كانت تهيمن على القرار الخليجي والعربي الى حدا كبير ، ومع إعادة ترتيب البيت السياسي السعودي والتي استغلته (ابو ظبي ) بكل لؤم اصبح المتابعون لمجريات الاحداث في اليمن يترقبون مايصدر من الاعلام ومن السياسيين في ابو ظبي ليعرفوا اتجاه (البوصلة)في اليمن .حتى المواطن اليمني نفسه وخاصة الذين وضعوا ثقتهم بالسعودية وراهنوا عليها وهم يشاهدون العبث الاماراتي والسعي الى (بلقنة)اليمن جغرافيا وسياسيا واجتماعيا حتى هؤلاء وهم يشاهدون مايحدث فإنهم يلتفتون يمنة ويسرة للبحث عن (الرياض ) فيجيبهم الواقع لا( رياض ) اليوم بل هنا (ابو ظبي ) رياض اليوم يكاد يقتصر دورها في ممارسة الضغط على المسئولين اليمنيين هناك للقبول وتمرير ما تريده (ابو ظبي ) . وحتى حضرموت التي ظن الكثير من اهلاها يوما ما انهم اقرب الى الرياض من غيرهم من ابناء اليمن هاهي معتقلات الامارات ونخب الامارات هناك تقول هنا ( ابو ظبي) وليس (الرياض ) تعتقل من تريد من اهلها وتستدعي من تريد اغلقت مطارها وحولته الى معتقل وتتحكم في ميناؤها ومواردها وبترولها وصادراتها وهاهي تسعى بكل الطرق لإبتلاع واديها والمناطق التي لا تسيطر عليها بينما ابناء حضرموت ينظرون ويكررون النظر الى الرياض فينقلب اليهم البصر خاسئا وهو حسير . الامارات في اليمن داخلة في الربح وخارجة من الخسارة .عكس السعودية التي تربطها حدود جغرافية وروابط اجتماعية مع اليمن وفي حالة (تفتت)اليمن وملشنته وزرع الفوضى فيه والخراب والدمار والقتل وبقى هذا الحال فهي من ستدفع الثمن الغالي والغالي جدا في المستقبل القريب وليس البعيد وستحصد ما تزرعه الامارات ، مهما كان الثمن (السياسي)التي تعتقد الرياض انها قد حققته فانه يظل ثمن بخس مقارنة بما ينتظرها، مايجري في اليمن شي مخالف للمنطق وللسياسة ولا يصدقه عاقل ولعلها ذنوب ولعل القدر قد نزل واذا نزل القدر عمي البصر #كمال_البعداني