{
القرار الذي أصدره فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بإعفاء جميع المغتربين العائدين إلى أرض الوطن من الضرائب شكل حالة من الغبطة والسرور في نفوس أولئك العائدين وخفف عليهم وطأة الشعور بفراق الأهل والخلان في بلاد المهجر وفراق أرض الحرمين الشريفين التي إحتضنتهم وأكرمتهم لعشرات السنين ، ولعل العودة إلى أرض الوطن فيه الخير الكثير لحياتهم المستقبلية .
أما في الجانب الآخر وأخص بذلك تلك الفئة التي لا شاغل لها إلا الإصطياد في الماء العكر وهم أزلام وأذناب أعداء ولي أمرنا الذين يبحثون له أي عثرة ليصنعوا منها مسلسل طويل تحت عنوان الفشل والإخفاق في إدارة الدولة ومصالح الشعب ، فقد قال أولئك في هذا الشأن : عندما فشل الرئيس هادي من إعفاء اليمنيين من الرسوم في المملكة العربية السعودية ستر فشله بإعفاء العائدين من الضرائب الجمركية .
أرادت تلك الأذناب والأزلام إثارة وتهييج الشارع اليمني ضد قائده وولي أمره فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وتناسى أولئك بأن الشعب اليمني وصل من الوعي أقصاه ولذلك من المحال ان ينساق خلف تلك الشرذمة ويغضب من ولي أمره وقائده الذي بذل جهوداً جبارة قدر ما يملك من إمكانيات لرفع الظلم عنه ليعيش بكرامته التي فقدها لعشرات السنين على الرغم من الحرب الشعواء التي يتعرض لها من جميع الجهات والضغوط التي أرهقته وأرَّقت مضجعه .
حكومة خادم الحرمين الشريفين بذلت جهوداً جبارة لمساعدة الشعب اليمني بكافة الصُعُد ، وأنفقت المليارات للقضاء على الإنقلابيين وإعادة الشرعية ، وخسرت في ذلك أرواح أبنائها الذين قضوا في هذه الحرب اللعينة ، ولازالت حتى اللحظة تنفق الأموال وتقدم المساعدات من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة ، وتعمل على إيصال المساعدات الإنسانية في كل قرية من قرى اليمن ، وحينما بدأت ملامح إنهيار العملة اليمنية تلوح بالأفق رصدت ملياري دولار كوديعة لتعزيز العملة والحد من إنهيارها كلياً .
أما فيما يخص قرارها في فرض الرسوم فهذا شأن داخلي لا يمكن أن نعترض عليه ، وقد أقرت تلك الرسوم على كافة الجنسيات دون إستثناء ، ولم تفرض تلك الرسوم إلا بعد دراسة لرؤية إقتصادية مستقبلية أمر بها أمير الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز .
وأنصح جميع المغتربين اليمنيين وسواهم أن يحترم قرارات هذه البلد التي إستضافته وأكرمته لعشرات السنين ، فمن أراد الإستمرار فليستمر فيها ومن أراد المغادرة فليغادر ، ولا ينسى التوكل على الله والدعاء والإبتهال إليه بأن يعوضه ويوفقه في حياته المستقبلية في وطنه أو في أي أرض من أراضِ المولى عز وجل ، فمن توكل على الله خير توكله رزقه الله كما يرزق الطير في السماء .
علي هيثم الميسري