اليمن .. ثورة لن تستسلم

2018/03/23 الساعة 05:05 مساءً

 

سبع سنوات من مخاض ثورة شعب طموح للتغيير في بلدي اليمن , تفكك بفعلها النظام الاستبدادي القديم , أثار ذلك حفيظة قوى إقليمية.

سبع سنوات برهنة دون شك , أن الأنظمة الإقليمية المستبدة والكومبرادور كيان واحد يحتمي به الفاسدون والمستبدون والطغاة سياسيا وعقائديا  , اتفقوا على تشديد قبضتهم على الشعب اليمني , خوفا من تحرره , تراه خطرا يحدق ببقاء كيانها العفن , فتجتهد بتقويض ثورته وتغيير واقعه , ليبقى صاغرا مطيعا مستسلم للواقع الذي تفرضه عليه بأدواتها  .

الزمن كفيل بكشف حجم المؤامرة التي أحيكت على اليمن بعناية , أدواتها منا وفينا , نفوس مصابة من ماسي و ويلات الماضي الاستبدادي وطغيانه العفن , أنانية في مشاريعها الصغيرة مناطقية كانت أو طائفية , هي الثقوب السوداء التي أوجدها ذلك الماضي مفخخ بها المجتمع والبلد بصراعات سلبية وثارات وأحقاد وضغائن .

ما يحدث اليوم برهان يؤكد دون شك إن التحالف العربي ما هو إلا تحالف لتقويض الربيع العربي , تحالف حماية كيان هذه الأنظمة وأدواتها .

بدأ المخطط على اليمن تتضح معالمه في أروقة الحوار الوطني , وتجلى بعد مخرجات هذا الحوار التي لبت تطلعات الثورة في أدناها , ومسودة الدستور كانت ناقوس الخطر لزوال الاستبداد بكل أشكاله للأبد , وحين اتضح مسار التحول والمستقبل المنشود , للحرية والاستقلال والدولة الضامنة للمواطنة , للنهضة والتقدم واللحاق بركب الحضارة والتطور , فجن جنونهم , و وجدوا مبررات للحرب .

 وهاهم يديرون سيناريو الحرب كعقاب لهذا الشعب الذي يرونهم متمردا من قبضتهم رافضا أدواتهم وهيمنتهم .

حرب أنهاك وطن وأمة , حرب تدمير أهم مصادر إعادة البناء والتغيير , حرب ضروس تحطم النفوس وتدمر العقول والبناء , ليبقى الشعب اليمني تحت رحمتهم وأمرتهم , فاقدا للسيادة والإرادة , طائعا مستصغرا ذليلا مهان .              

بعد أن أوجدت مبررات الحرب , بدأت في تسوية الملعب ليخدم أطماعها , إزاحة كل قوى الثورة الحقيقية , أصحاب المصلحة في التغيير والتحول المنشود والاستقلال والحرية من التبعية والارتهان للخارج بكل أشكاله , بل وصمتهم بكل التهم الكفيلة بتنحيتهم في واقع يسوده الجهل وتؤثر فيه الإشاعة وتحركه النوازع , لتعزز من دور أدواتها , بحثت بين ركاب خرابها عن نقاط الضعف وهشاشة المواقف وعززت الأنانية , فاختارت اضعف القوم وأسواهم ليتربعون المشهد فيسهل إدارتهم بالمال المدنس وإغراءات الجاه والنفوذ والسلطة والقوة .

لم يكن الحوثي أن يتجرأ في الانقلاب على السلطة دون ضوء اخضر بذلك , ولن يتجرأ المتمردون على الشرعية في الجنوب دون دعم عسكري ولوجستي مباشر , اليوم الصورة واضحة , لدور التحالف الذي يفترض به داعما لشرعية الثورة اليمنية والتغيير والتحول لدولة اتحادية عادلة في السلطة والثروة كمبدأ , واذا به تحالفا داعما للثورة المضادة .

حرب شعوا على الشرعية , وتجريف أدوات التغيير والدولة المنشودة , لإنعاش النظام السابق بزرع أدواته في الجنوب , وتهيئ له الساحة ليتربع العرش , ليسلم له وطن على طبق من ذهب , في انتهاك صارخ لتضحيات ودماء الشهداء والجرحى والمناضلين والثوار المقاومة الحقيقية .

تمعن جيدا بالكيان الطارئة على المشهد الوطني والمدعومة إقليميا  , ستجدها على ارتباط وثيق بهذا النظام , وقليلا ممن أعمت بصيرتهم وبصرهم المادة والوعود الكاذبة و وهم التحرير والاستقلال القادم من جلباب هذه الأنظمة الاستبدادية , بتدمير شرعية ثورة شعب طموح بمستقبل منشود .

حلل واستنبط ببصيرة وفطنة وحيادية و وطنية , تعدد الكيانات المليشاويه , والانتهاكات الصارخة للحرية والرأي والمواطنة , بالسجون والمعتقلات والتهم والإشاعات , تجريم التعددية السياسية , تجريف التنوع وعدم قبول الأخر , ولا صوت يعلوا فوق صوت البندقية والرأي الأوحد .

واقع لا علاقة له بالتحرر والاستقلال , واقع يجرنا للتبعية وفقدان السيادة والإرادة , واقع العنف هو المتصدر , واقع مفخخ بمليشيا صارت عائق أمام التغيير والتحول المنشود ,واقع يعيدنا لحضن المستبد , بل مليشيا صار عب على أصحابها والمراهنين عليها في وطن عريق وتاريخ سحيق في مواجهة هكذا مشاريع وطن لم ولن يستسلم بسهولة , وطن وصف بمقبرة الغزاة والطامعون , سننجو وسينتصر اليمن هذا ما يخبرنا به التاريخ عامه وتاريخ هذا البلد خاصة .

احمد ناصر حميدان