تمنيت لو أن الفرصة التي أُعطيَت لفصائل الحراك المسلح كانت أُعطيَت لفصائل الحراك الجنوبي السلمي الأصيلة بإدارة المحافظات الجنوبية ، فلو تم ذلك لكان الأمر إختلف تماماً ولكانت الأمور على خير مايرام ، إنما نستطيع القول بأنه لازالت هناك فرصة سانحة والأمور مهيأة لإتاحة هذه الفرصة بمنح إدارة المحافظات الجنوبية لفصائل الحراك الجنوبي السلمي الأصيلة ، ولأجل أن يتم ذلك يتوجب على تلك الفصائل أن تبدأ بخطوات إستراتيجية لتحصل على هذه الفرصة .
أولى هذه الخطوات هي أن تقوم قيادات هذه الفصائل بلملمة القاعدة الشعبية للحراك تحت مظلة واحدة وتحت مسمى واحد وهو على سبيل المثال : مجلس الحراك الجنوبي السلمي أو مجلس الحراك السلمي ، وتبدأ قيادات هذه الفصائل بعقد إجتماعات يخرج منها المجتمعون بتسمية رئيس أعلى للمجلس ومجموعة من النواب ، وأقترح أن يكون من كل محافظة جنوبية نائب مُنتخَب من قِبَل القاعدة الشعبية للحراك في كل محافظة ، ومن ثم إنشاء نظام داخلي لهذا المجلس ، وياحبذا لو يتحول المجلس بعد فترة قصيرة إلى حزب جنوبي خالص ليمثل الشعب الجنوبي في أي مفاوضات أو تسويات قادمة .
وأقترح أن تسبق هذه الخطوات خطوة غاية في الأهمية يتوجب على فصائل الحراك السلمي أن تقوم بها وهي تحريض الشارع الجنوبي للخروج بمظاهرات سلمية أو وقفات إحتجاجية تطالب فيها بإطلاق الرواتب المحجوزة وتسليمها لموظفي الدولة ، فإن نجحت هذه الخطوة سأجزم بنسبة عالية بأن الخطوات التي تليها ستنجح أيضاً بنسبة عالية .
يتملكني يقين وثقة بأن هناك كوادر وطنية جنوبية أصيلة قادرة على الإرتقاء بهذا الكيان حتى يصل للمرحلة التي يكون فيها الحراك الجنوبي السلمي هو الأكفأ والأجدر دون منازع بإمتلاكه الصفة الشرعية ليحمل على عاتقه القضايا الحقوقية لأبناء الجنوب وخصوصاً أنه لم يرتهن للقوى الخارجية الطامعة في ثروات جنوبنا الحبيب كما إرتهنت مليشيا المجلس الإنتقالي لهذه القوى وجعلت من نفسها أدوات تحركها كيفما شاءت ، والأهم من كل ذلك أن لا يتم إقصاء أي فرد أو فصيل أو محافظة أو مديرية كما فعلت أيضاً مليشيا المجلس الإنتقالي .
علي هيثم الميسري