أحقية رئاسة المؤتمر الشعبي لفخامة رئيس الجمهورية

2018/04/03 الساعة 11:41 مساءً

 

  في حياة الهالك علي عبدالله صالح إنقسم حزب المؤتمر الشعبي العام إلى قسمين القسم الأول بقي مع الهالك للمحافظة على مصالحه التي كان يجدها في خزائنه الملأى من ثروات الوطن ، أما القسم الآخر فقد آثر أن يذهب مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ووقف معه لإحساسه بالمسؤوليه تجاه وطنه وشعبه وهؤلاء قليلون جداً ويكادون يُعدُّون بأصابع اليد الواحدة ، أما الأغلبية الساحقة المحسوبين على القسم الثاني فلا أدري هل كانوا مدفوعين من الهالك ليكونوا بجانب فخامة رئيس الجمهورية ليكونوا أعيُن وجواسيس له أم أنهم رأوا بأن الهالك لم يعُد له مستقبل سياسي ورأوا بأن فخامة رئيس الجمهورية هو الجانب الآمن لاسيما بأنهم سيكونون بحماية شقيقتنا الكبرى ، وهؤلاء قد لفظتهم وأظهرت حقيقتهم تلك الإنتفاضة التي أعلن عنها الهالك قبل مقتله بأيام معدودة ولم تُكشَف أقنعتهم إلا حينما تفاعلوا مع هذه الإنتفاضة ورفعوا رؤوسهم وأطلقوا ألسنتهم وحركوا أقلامهم وقالوا بأن المخلص لليمن من براثن مليشيا الحوثي هو البطل الأسطوري علي عبدالله صالح وقد إنتفض ليخلص اليمن ويجب الوقوف معه .

  ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فهلك الهالك علي عبدالله صالح بلدغة الثعبان الذي تربى وترعرع في جيبه وبقي فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي برأسه ويشم الهواء في الوقت الذي إنقطع نفس الهالك وقلنا بأن كل من كان مع الهالك من المؤتمريين سيتدافعون إلى فخامته ويعلنوا له الولاء على أقل تقدير ليقتص لهم من الثعبان الذي لدغ سيدهم الهالك وقتله ، ولكن للأسف الشديد الكثير منهم من إرتمى في حضن الثعبان ومنهم من رفع الراية لإبنه أحمد لإدراكهم بأن كل الأموال المنهوبة بحوزة هذا الإبن  المدلل الذي لا يفقه في السياسة شيء بقدر ماهو متمكن باللصوصية وبمضاعفة أرقام الثروة التي يمتلكها وأبوه الهالك وكافة الأسرة العفاشية ، فأصبح حزب المؤتمر إلى ثلاثة أقسام نستطيع تسميتهم بالشكل التالي : حزب المؤتمر الشعبي العام الشرعي وحزب المؤتمر الحوثي المليشياوي وحزب المؤتمر الشعبي المرتزق .

  هناك حقيقة سأذكرها قد يتعجب القارئ منها وهي أننا لا نخاف من حزبي المؤتمر الحوثي المليشاوي والمرتزق بقدر خوفنا من المندسين في حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للشرعية ، فهؤلاء المندسين إن لم يتم التخلص منهم بأسرع وقت ممكن فسيكونون هم من سيقضي على شرعية هذا الحزب ، وأنا على يقين بأن جُل أعضاء المؤتمر الشعبي الحقيقيين يعرفون هؤلاء جيداً وبأسمائهم ولكن لا يحبذون إثارة هذا الموضوع لأسباب خفية لا نعلمها ، مع العلم بأن معرفة هؤلاء المندسين سهل جداً لوصمتهم بالعلامة المميزة فيهم والواضحة للعنان وهي : إذا ذُكِرَ الهالك علي عبدالله صالح تراهم يسبحون بحمده ويترحموا له مع أنه لا يُعرَف له قبر عكس فرعون الذي حُنِّطَ ليكون آية للعالمين ومرقده يعرفه العالم أجمع ، والعلامة المميزة الأخرى هو مطالبة هؤلاء بأن يكون أحمد علي الرئيس للمؤتمر الشعبي العام وبمطالبتهم برفع عقوبات مجلس الأمن ، وبذلك يكونوا قد ضربوا بكل التضحيات التي قدمها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هذا إن غضينا الطرف عن أحقية فخامته بترؤسه للحزب كون النظام الداخلي للحزب يقول بأن رئيس الجمهورية هو من يتولى رئاسة الحزب إن كان أحد أعضائه ( حسب ما سمعت من بعض السياسيين ) .

  أقسم لكم بأنه لو وُضِعَ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في كفة ووضِعَ كل أولئك الذين ذكرتهم في الكفة الأخرى لرجحت كفة فخامته لما قدمه فخامته للوطن والشعب والجمهورية والوحدة ، فهو من حافظ على الوحدة من الإنفصاليين في حرب العام 94 و إنتصر عليهم ومزقهم كل ممزق وشرذمهم في بقاع الأرض ، وهو من جمع كل أطياف المجتمع اليمني من سياسيين ومشائخ وغيره ووضعهم في طاولة حوار تحت مسمى الحوار الوطني ، وهو من واجه مليشيا الحوثي وصالح الهالك وقضى على مشروعهم التدميري لليمن ، وهو من نسف أحلام المجوس الإيرانيين في التوسع بالمنطقة وفرض أجنداتهم بإقامة الهلال الفارسي في الرقعة الخليجية وحطم هلالهم ، وهو من رسم ملامح مشروع اليمن الإتحادي لأجل الشعب اليمني ولا زال يقاتل لأجله على الرغم من قوة كل قوى الخارج والداخل الذين يسعون للقضاء على المشروع الحلم الذي يحلم به الشعب اليمني في الرقاد واليقظة ، وأخيراً كان بإمكانه أن يختار حرية شقيقه العم ناصر منصور مقابل التخلي عن حرية الشعب اليمني والتخلي عن تحقيق حلمه .. لك الله يا عم ناصر منصور ثم دعواتنا وتضرعنا لله عز وجل لنراك أمام أعيننا سالماً معافى .

  وأخيراً أحب أن أقول لأولئك المرجفين والمرتزقة بأن شعبكم سيلعنكم وستلعنكم الأجيال القادمة المتوالية لتفضيل مصالحكم الخاصة وإرتزاقكم على حساب ما يزيد عن 30 مليون يمني ، ألم يكُن من الأجدر بكم أن تسعوا لإستعادة أموال الشعب اليمني التي بحوزة نجل الهالك علي عبدالله صالح بدلاً من مطالبتكم برفع العقوبات عنه وترشيحه لرئاسة المؤتمر الشعبي العام بدلاً من صاحب الفخامة وصاحب الشرعية الوحيدة الوالد عبدربه منصور هادي ؟ فوالله الذي لا إله غيره إن طالبتوا بالأموال المنهوبة التي بحوزة أحمد علي عبدالله صالح وطالبتوا هذا الولد المدلل بإعترافه بشرعية رئيسنا وولي أمرنا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وإعترف بشرعيته فحينها سنكون معكم وسنكون أول من ينادي برفع العقوبات عنه وستتعالى أصواتنا لتحقيق ذلك ، أما غير ذلك فمعناها أنكم تطالبون برابع المستحيلات وأنا على يقين بأنكم ستكون نهاياتكم وخيمة فشعبنا عظيم قد ينتفض ضدكم مثلما إنتفض على سيدكم الهالك وخلعه من كرسي الرئاسة ، وقد يرفع أكُف الضراعة للواحد القهار في وقت واحد وأنتم تعلمون بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .

علي هيثم الميسري