احمد الضحياني
قد تكون سياسيا وقد لا يحالفك الحظ لتكون مناضلا.. ثمة علائق كثيرة تحول دون تحول السياسي الى مناضل.. وذلك يعود الى التكوين المفاهيمي والنظرية السياسية التي يتحرك في ضوءها "السياسي"..السياسي العامل صاحب التجربة الفريدة في صنع السياسات وتبني خيارات الشعب في الحرية والعدالة والديمقراطية.. لا يضع حق الشعب في "الحوز والتملك" قضية للنقاش او المساومة.. ولا يخضع حق الشعب لسطوة الظلم والاستبداد والكهنوت الامامي.. هو السياسي المناضل..
ليس سياسيا مناضلا.. من يعتبر الانقلاب على النظام الجمهوي والشرعية اليمنية والتعايش مع الامامة حدثا سياسيا فريدا..
ليس سياسيا مناضلا من يسعى الى تبديد طاقات المجتمع الجمعية وتشوية الوعي الجمعي حول الثورة لتفقد الحاضنة الشعبية لمجرد.. فشل الثورة في تحقيق الانتاج المادي...
ليس سياسيا مناضلا من يعمل على تحييد الطاقات الشعبية و عزلها عن مسارها الثوري في التحرر من الظلم والاستبداد وانهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
كان قحطان سياسيا مناضلا يستنهض في الشعب غريزة البقاء كفعل ثوريا جماعيا يرفض فناء الشعب لاجل الحاكم الاوحد والقائد الضرورة.
كان قحطان سياسيا مناضلا.. يؤسس لوعي ثوري جديد يستنهض غريزة البقاء بشقيها المادي والمعنوي وبمعناها الحضاري والتاريخي..
لذا كانت الثورة عند قحطان ثورة كرامة يحركها الوعي الجمعي لغريزة البقاء(الدافع المعنوي والمادي) للشعب.
واجه قحطان دعاوي فصل الوعي الجمعي للثورة او نزوع الثورة نحو احد الدوافع دون الاخر او تسيد الدافع المادي على الوعي الجمعي للثورة..الذي يعني "القهر" مقايضة المعنوي بالمادي.. .. القهر يعني الفقر اشباع البطون لتجوع الارواح..
وقف قحطان ضد قهر المجتمع في مقايضة الحقوق المعنوية بالحقوق المادية.. وتمسك بحق الشعب مالك للسلطة ومصدرها"الحوز والتملك" شعب يحوز ارضا ويملكها حوزا.
كان قحطان يزيل الامتهان الملتصق في العلاقة بين الشعب والسلطة.. ويؤكد ملكية الاول وسيادته على الثاني(السلطة).
قحطان معلم السياسة والنضال لا زال مختطف في زنازين الانقلاب الحوثي الامامي للسنة الثالثة على توالي..