في عدن معانات فقدان الدولة , بغيابها انتشر العبث بحياة الناس ومعيشتهم وأمنهم واستقرارهم وخدماتهم , بعضهم يسال اليوم نخاطب من ؟, ونحن نفتقد لظل دولة ومؤسساتها , في مدينة طاردة للشرعية والحكومة , تديرها مليشيا لم تستطيع أن تكون دولة , ولن تستطيع , للدولة رجالها , ومؤسساتها وكيانها المعترف به إقليميا ودوليا , كيان له مؤسساته الممتدة في الداخل والخارج .
الواقع الذي نعيشه اليوم في عدن خطير , خطر الانفلات الأمني , وأريحية البلطجة , والاغتيالات , والبسط على الأراضي والمتنفسات , وتشويه عدن وجمالها الأخاذ , تشويه ارثها وتاريخها ومعالمها , اليوم اللصوص في الشوارع يجولون بأريحية , يخطفون حقائب النساء وتلفونات المارة , اليوم السلاح منتشر يهدد السلم الاجتماعي , و يقتل الأبرياء في الأسواق العامة ومنها سوق القات , يستخدمه اللصوص كوسيلة نهب وابتزاز , يعرقل به البلاطجة عمل المقاولين في رصف وترميم شوارع الأحياء , وتفتقد عدن لرجل دولة يضبط كل هولا .
اليوم عدن بحاجة لعودة فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي اليها , وعودة الحكومة , ومشروع الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة والحريات , لتستعيد عدن روحها الأخاذ , لتطبيع الحياة بترسيخ مؤسسات الدولة وتفعيل دور الأمن والنيابة والقضاء لضبط إيقاع الحياة العامة , وتنفيذ القانون وترسيخ النظام , لنرى الشرطي يؤدي دوره في حماية المواطن , ومطاردة المجرمين واللصوص والمبتزين والبلطجة على الناس , وحماية أعمال ترميم ومشاريع الدولة , ومحاربة الفساد والإرهاب , تريد بسط كيان الدولة على المدينة , بتشكيلات أمنية وطنية موحدة تخضع للدولة وسلطتها الاعتبارية وزير الداخلية , حكومة نخاطبها ونطالبها وان أخفقت نحاسبها .
نريد دولة قادرة على ضبط الإيرادات , وضخها للبنك المركزي , ومحاسبة الفاسدين والناهبين , والمسيطرين على إيرادات الدولة ولا يحكمهم نظام ولا قانون , يمارسون ابتزازهم بجشع , دولة تحكمهم لتتمكن من توفير السيولة نقدية لتوفير الراتب , وتموين نشاط المشاريع , وتطوير الخدمات , الكهرباء والماء وتوفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي , وتتحمل المسئولية .
اليوم تشكيلات أمنية تتحرك وفق الطلب , لإخراج مقتحمين مساكن نافذين كبار والمصيبة لو كان صحيح ما يتداول استعادة مساكن لناهبين الحرب الظالمة 1994م , بدلا من استرجاعها لأصحابها الحقيقيين , ولازالت مساكن الكثير من المناضلين وقيادات وكوادر اليمن الديمقراطي ومستثمرين ومواطنين منهوبة بعضهم للأسف قيادات نافذة في سلطة واقع اليوم , بل بعضهم مقتحم لمؤسسات ومباني الدولة .
الحر لا يمكن أن يفرط بحرية الآخرين , ما يحدث من انتهاكات للصحافة والصحف والإعلاميين يكفي , أن نعرف أن مشروعهم لا يمت بطموحاتنا وأحلامنا بصلة , مشروع أخر استبدادي شمولي , يبدأ بهد أركان الدولة وعرقلة نشاط مؤسساتها وينتهي بتشكيل كيان عفن للاستبداد والطغيان الرافض للدولة الضامنة والحريات والعدالة .
احمد ناصر حميدان