المبعوث ألأممي وزوبعة الوهم

2018/04/06 الساعة 07:52 مساءً


أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، تأجيل زيارته الأولى إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ومدينة المكلا، لـدواع أمنية ولوجستية.

وبدأت زوبعة من التحليلات , والتأويلات , للغارقين في وحل الماضي وثاراته وخصوماته , بعقلية غير جديرة بتجاوز ذلك الماضي , ترى المبعوث ألأممي كعبده الجندي .

 عقلية تصنع الوهم وتصدره , وان فشلت , اشتطت غضبا , ورمت كل فشلها على الأخر , بحماقة تذكرنا بحماقة عفاش ومصيره المحتوم , و هد المعبد على الجميع , حماقة عدم الاعتراف بالحقيقة وفقدان الفطنة في قراءة الواقع , والترويج للوهم .

المبعوث ألأممي , يمثل العالم المتحضر , والاستخبارات التي تراقب عن كثب كل مجريات الأحداث في البلد وتعرف أكثر مما نعرف نحن , ومن المعيب ما يقال عن الشرعية والاختطاف والإخوان , والزوبعة بفنجان .

وكم من زوبعة كشفت لهذا العالم عاهاتنا وبلاهتنا , زار صنعاء دون أن يرى عاهاتهم أو بلاهتهم , قدموا أنفسهم رجال دولة وسلام , على غير الحقيقة , وفي مأرب سيجد دولة تستقبله , لا يوجد فيها ذلك الصخب والصراخ المفتعل في عدن , وللمبعوث ألأممي مصادره عن خبايا الاغتيالات والاتهامات والسب واللعن , بل التهديد والوعيد , والسطو والنهب والانتهاكات , استخبارات لا تغيب عليها الحقيقة المرة , و غياب ظل دولة أو كيان يوحد هذا الجزء العزيز من اليمن , ولا توجد قوة قادرة على ضبط الأمن فيه , بحكم تعدد الولاء والمليشيا , والجماعات المسلحة , وحكاية وحدة الكيان والقوة الضاربة وهم لترويج الممثل الشرعي والوحيد .

ومن رداءة هذا الوهم الطارد للشرعية والدولة , المعتقد أن الفوضى هي الحالة التي ستمكنه من إخضاع الآخرين لرغباته , شرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربة منصور هادي صاحب الفضل في جعل القضية الجنوبية محور الحوار الوطني , ومخرجات لبت الجزء الكبير من طموحات وأمال أبناء الجنوب الأحرار , في الدولة الاتحادية وحق تقرير المصير وإرادة الناس الحرة في صندوق استفتاء وانتخاب حر ونزيهة , بعد أن تمكن من هد أركان الاستبداد والطغيان  .

الحر هو من يدافع عن حرية الآخرين قبل حريته , وهذه هي صفات فخامة الرئيس , والعبد هو من يقوض حرية الآخرين , ويكبلهم بل يهددهم بالاجتثاث والحل من العمل السياسي , ويحرق المؤسسات الصحفية وصحف الرأي الأخر , وتلك هي سلوكيات يرفضها الشعب ويرفض أصحابها .

للجنوب رجالا أحرار يرفضون أن يكون رهائن , أجندات تخل بالسيادة , وأدوات تضر بالوطن والعملية السياسية , لضرب الشرعية وإظهارها بمظهر العجز , خدمة لأعدائنا والانقلاب , وتقويض النصر لتعطيل مسار التحول للمستقبل المنشود والوصول للاستحقاق الديمقراطي وصندوق الاستفتاء والانتخابات .

هذا هو الوهم الذي يزج به ليعيق الحقيقة أن وعي الجماهير ارتقى  ولن ينطلي عليها وهم كهذا ,  في صف فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي والهدف العظيم المحفوف بعناية الشعب لاستكمال التحول للولوج لمستقبل وضاء الدولة الاتحادية , دولة  خاليه من الصراعات والموت والدمار , حيث وطن يستوعب كل أبنائه بكل أطيافهم دون إقصاء وتهميش واجتثاث وحل .

احمد ناصر حميدان