بادئ ذي بدء أهنئ سعادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء وأفراد حكومته بسلامة الوصول إلى العاصمة عدن وأتمنى من كل قلبي أن تعمل وتجتهد على رفع معاناة أبناء عدن بتوفير كل الخدمات وعلى رأسها إعادة المنظومة الكهربائية للعمل دون إنقطاع وتثبيت الحالة الأمنية بشكل يُشعِر المواطن بالأمن والأمان وتفعيل دور المؤسسات الحكومية وعلى الأخص قطاع القضاء والعمل على إطلاق جميع المعتقلين والمختطفين قسراً بعد محاكمتهم فأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم ينتظرون لقائهم بفارغ الصبر .
في إعتقادي وحسب رأيي المتواضع فإني أرى أن مغادرة الحكومة بأغلبية وزرائها ومسؤوليها الرياض ووصولهم إلى العاصمة عدن لممارسة مهامهم المنوطة بهم لم يأتي حسب موعد مسبق أو جدولة مسبقة أعدتها من قبل بل الأمر متعلق بضمانات أممية عبر مندوبها الأممي ، وكل هذه الضمانات تتعلق بالجانب الأمني التي كانت تخشاه حكومتنا الموقرة وخصوصاً بعد المحاولة الإنقلابية التي قامت بها مليشيا المجلس الإنتقالي ومن كانوا خلفها .
فلو نظرنا بدقة نحو تحركات المبعوث الأممي الأخيرة وخصوصاً بعد مقابلته رئيس وأعضاء المجلس الإنتقالي في العاصمة الإماراتية أبوظبي ورفضه مقابلتهم في العاصمة عدن بحجة أن الأمن غير متوفر في عدن ، لإستخلصنا من ذلك أن المبعوث الأممي قد رفع العصا الخاص بمجلس الأمن ولوَّح بها تجاه القيادة الإماراتية وصنيعتهم المجلس الإنتقالي الذين يهددون الأمن والسلم الإجتماعيين في العاصمة عدن .
خلاصة القول فإني أرى أن هناك تسوية سياسية في الشأن اليمني لإيقاف الحرب والدخول في محادثات لجميع الأطراف اليمنية من شأنها حل كل الخلافات لحل الأزمة اليمنية برمتها ، وما تحركات المبعوث الأممي إلا خير دليل على قولي هذا ، ويبدو أن عصا مجلس الأمن رُفِعت على كل الأطراف المعرقلة لدوران عجلة حل الأزمة وكذلك لمعرقلي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ، وأظن أن حكومتنا الشرعية بمنأى عن تِلكُمُ العصا الأممية التي لوح بها المندوب الأممي .
ولو نظرنا للرحلات المكوكية التي قام بها المندوب الأممي سنجد أنها تلامس نظرية ذهابنا نحن كأطراف يمنية متنازعة لحل سلمي من خلال تسوية سياسية ، فبدأ المندوب الأممي رحلته إلى صنعاء لمقابلة قيادات المليشيا الحوثية وهي أحد الأطراف المعرقلة ، ثم ذهب لأبوظبي لمقابلة القيادات الإماراتية ولا يخفى على كل عاقل بأن هذه الدولة أيضاً معرقلة للحكومة اليمنية بممارسة مهامها في المناطق المحررة وخصوصاً في الجنوب وعلى الأخص في العاصمة عدن من خلال أدواتها الجنوبية الرخيصة ، ثم ذهب المندوب الأممي لمقابلة رمز الشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وكذلك مقابلته لقيادات بعض الأحزاب المحسوبين على الشرعية اليمنية .
لن تكون الرياض هي المحطة الأخيرة للمندوب الأممي بل هناك رحلات مكوكية أخرى سيقوم بها المبعوث الأممي ليصل بها محطات أخرى داخلة في المعادلة السياسية اليمنية كالقاهرة وعمان وبعض من دول التحالف ، وليعلم كل الأطراف المعنيين بأن أي تسوية سياسية في اليمن لن يكون في محتواها إنفصال أو على الأحرى العودة باليمن لما قبل العام 90 أو للعودة باليمن لما قبل ثورة الشباب السلمية أي بمعنى عودتنا لمركزية الحكم بل سيكون يمننا الحبيب يمن إتحادي ، وخلاصة رأيي بأن هناك عصا أممية قد رُفِعت لجميع المعرقلين ستنتج حل للأزمة اليمنية ، مع أني أحبذ القضاء كلياً على السلالة الكهنوتية الحوثية حتى نرتاح نحن كيمنيين وترتاح المنطقة كلها .
علي هيثم الميسري