.
صحيح أن فساد السلطة كارثة , وبالتالي فساد المجتمع أم الكوارث .
إن ثرنا على فساد السلطة , فسنجد كم فاسد يمتطي هذه الثورة , ويستثمرها لفساده .
طالبوا بإقالة حكومة باسندوها , واستبدلوها بفسادهم , وإذ بنا في وحل فسادهم الأكثر فداحة بل أسلوب حياة وسمة غالبة بين القوى السياسية القديمة والصاعدة , ينعمون اليوم كتجار حرب .
انقلبوا على الدولة واستبدلوها بمليشيات , فتعطلت الحياة , ودمرت المؤسسات , وغاب العدل والقضاء والنيابة والمحاسبة , وعمت الفوضى .
واقع افرز قوى فساد صاعدة , ترفض الدولة بشخصياتها المعنوية والاعتبارية , كمؤسسات يعطيها القانون الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل، وفي اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات، نخاطبها ونطالبها مباشرة .
دولة يطالبون بإسقاطها اليوم في الجنوب المحرر , وهم عاجزون على أن يكونوا البديل , دولة يدعون أنهم لا يعترفون بها ولا تمثل قناعاتهم , وعند المسئولية يرمون بالحمل عليها ,بل يطالبونها بإصلاح الحال والشراكة في مفارقة تنم عن مصالح أنانية وابتزاز رخيص , فيسقطون تلقائيا من رهان الشعب , وخاصة الأكثر وعيا والأقل تعصبا , البسطاء الطاهرين من فساد العقل والروح .
مرحبا بالحكومة بشخصيتها الاعتبارية والمعنوية في عدن المرهقة , كمؤسسات وشخصيات , عليها أن تتحمل المسئولية وتكون في مستوى التحديات ,الراتب والخدمات وبناء المؤسسات وتفعيل دور الرقابة والمحاسبة والنيابة والقضاء , دولة تعيد تهيئة الحياة في عدن كعاصمة مؤقتة لتستعيد الوطن من براثن الانقلاب والفوضى والمصالح الضيقة والأنانية , لتعيد لعدن وتعز وبقية المدن رونقها وعافيتها من الفوضى والانهيار الأخلاقي و الاجتماعي والسياسي , والانفلات الأمني , والجرائم والاغتيالات .
دولة سنكون سندها إذ صلح حالها وان فسد حالها قادرين على إصلاحها بمبدأ الفرد ومسؤولية إصلاح المجتمعات , واستقلالية القضاء النيابة , ظل دولة ولا فوضى وعبث وانفلات وهروب من المسئولية .
لا للفوضى المصطنعة التي يختبئ خلفها الفاسدون والمتمردون والرافضون للدولة , والعاشقون للعبث بحياة الناس واستثمار معاناتهم و أوجاعهم , من يعشقون الشعارات ويمتطون المنصات , ويعجزون عن تحمل المسئولية كرجال دولة , ليكونوا عند مستوى التحديات , وللأسف أن ينحطوا ليكونوا أدوات عبث بيد قوى لا تريد للبلد خير ونعمة ونهضة , بل تريده أن يكون معاق مسلوب مهان فاقد السيادة والأهلية والإرادة ليكون تحت رحمتهم وتصرفهم , وهذا المستحيل على شعب حي واعي شعب الحضارة والتاريخ والأيمان والحكمة , في بلد عرف بمقبرة الغزاة والطامعين .
احمد ناصر حميدان