بؤسنا والانحطاط الذي يرافق حياتنا , جحيم الحياة الذي يصلينا , أساسه الجهل , ومن نتائجه الجوع والفقر والمرض والعبث, الجهل ظلمه حالكة لا ترى فيها غير ما يراد أن تراه , لتبقى جاهلا في الحياة فاقدا للحقيقة , لان الجهل وحده القادر على تقيدك وأسرك لتكن مطيع للشر , ميت الروح والإرادة , أداة يدوس عليها المستبد ليتربع عرش الأمة , الجهل بلوه ولعنة الزمن يمكن تجاوزها بالنور , نور العقل الذي يضئ الحياة والعلم الذي يرشد للطريق السديد ويحيي روح وإرادة الإنسان , يصونه من العبودية والطاعة العمياء , ويحميه من الاستبداد .
الجهل أن ارتبط بالفقر صار إجرام , وان ارتبط بالثراء صار فسادا , وان ارتبط بالحرية صار فوضى وغوغاء, وان ارتبط بالسلطة صار استبدادا , وان ارتبط بالدين صار إرهابا ,وان انتشر نشر معه الأحقاد والثارات والانتقام .
الثورة التي يقودها الجهل لا تصنع دولة , ولا تبني وطن ,تستند على أدوات اللادولة , العصبة والعصبية , المناطقية والطائفية , العنصرية وازدراء الشركاء , العنف وسيلة والمليشيا أداة , لتغييب الحقائق وتقويض النظام والقانون ,تفقدنا العدل وتعيق تفعيل القضاء والرقابة والمحاسبة والنيابة ,ثقافة العنف تؤدي لتناحر وصراعات سلبية , وأحكام عرفية , واتهام ومناكفة , وزوار الليل وخطف ومداهمة واغتيال , كل هذا والمجرم هو الجهل الذي يعتقد انه على حق .
بالعلم نقضي على الجهل , لننير حياتنا وتنقشع ظلمة الجهل للأبد , بالعلم ستتغير موازين الحياة ومفهومها , أن ارتبط بالفقر صار قناعة , وان ارتبط بالثراء صار إبداع , وان ارتبط بالحرية صار وعي يسعى للسعادة , وان ارتبط بالسلطة صار عدلا , وان ارتبط بالدين صار استقامة , إن انتشر نشر معه الحب والتسامح والإخاء والتوافق , وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا .
العلم يرفع من شأن الأمة , يستعين بأدوات الدولة , ويرسخ سلطة النظام والقانون ثقافة وسلوك , بالعلم لا يقبل الفرد بغير دولة ,وجيش وطني , ويرفض العصابات والمليشيات , يستند في حكمه على القضاء , لا اتهام دون إدانة وبرهان دامغ , الناس متساوين أمام القانون , الوظيفة مسئولية تتبدل وتتغير وفق الظروف والملابسات , في تبادل سلمي للسلطة وعدالة توزيع الثروة .
غوغاء الجهل اليوم في عدن , تقف عثرا أمام ترسيخ سلطة الدولة , ومهامها في تطبيع الحياة , خوفا ورعبا من العدل , وظهور الحقائق المرة .
حقائق العبث , السطو على الأراضي والمتنفسات والمؤسسات والمنظمات , الاستحواذ على الإيرادات , فساد استخلاص الضرائب والجمارك والميناء , وارتفاع المعيشة , وعرقلة صرف الرواتب , وبلادة العسكري الفطن للأذى , في عدم احترام إنسانية وكرامة مواطن متنقل في أرضه و وطنه , حقائق السجون السرية والانتهاكات , حقائق العصابات والاغتيالات , والشحن والحشد الإفساد السياسة والأخلاق والمجتمع لتشويه حضارة وتاريخ وارث وثقافة الوطن وخاصة عدن المدينة المعطاة .
حرب أدواتها جهلة , والسكوت عنها جهلا يحمل علما لم يغير منه شي , رغم علمه ظل جاهلا ومتجاهلا لما يدور , يبلع لسانه , ويطلقه لمساندة الجهل , عصبيا , متنكرا للهوية , فاقد للسيادة والإرادة , راكبا لموجة الجهل مقدما مصالحه الضيقة على مصالح الوطن العليا والأمة .
احمد ناصر حميدان