موسى المقطري
منذ الأزل ونحن أطفال كنَّا إذا وجدنا عُش الدَّبَابِيرْ (دُبْيَة الحَرِّيب) لا نثيرها إلا ولدينا أفرع الأشجار في أيدينا (العِشَجْ) ، ثم لا نتوقف عن مهاجمة الدبابير حتي نتمكن من إنهاء حالة الهيجان لديهم ويتفرقون أو يموتون .
وإذ ضعف أحدنا وتوقف قبل تفريقهم فإن الدَّبَابِير ْ تعود لمهاجمته بلسعاتها ، ويطلع عليه الصباح التالي وكأن وجهه مجموعة كرات متراكبة لاترى منه شيئا .
في تعز تكون وتسلح وترقم عُشْ الدَّبَابِيرْ بنظر قيادة تريد تصفية حساباتها والانتقام من خصوم السياسة لاغير ، وكلما حاول العسكريون ايقاف نموه تطوعت أطراف هؤلاء لتصويرهم كمقاومين فاعلين .
باختصار كان نتيجة هذا التساهل اكثر من 200 فرد تم اغتيالهم ، أخرهم دوكم وموظف الصليب الأحمر ، وسيكون الأتي أكثر مأساوية أذا لم يتم ايقاف هذا العبث .
السلطة المحلية لم تفكر بإنهاء المشكلة ، لكنها قررت جزئياً فقط نقل المؤسسات لمقراتها في النقطة الرابع والعرضي وما حولهما ، وهنا ثارت ثائرة هؤلاء ، وحصل ما حصل ، وهوجمت القوات الرسمية ، وعادت قلعة القاهرة لسابق عهدها لتهاجم شوارع تعز ، والنتيجة شهداء وجرحى من اللجنة الأمنية والمواطنين ، وهيبة دولة تم تبديدها لابد ان تعود ، وفجأة ظهر لنا من جديد مهندسوا التهدئة ، وصانعوا الحجج والمبررات .
ان عش الدبابير قد انتكش يا سادة ..
وان استمرت الجهات الرسمية في التهاون مع الخارجين عن النظام والقانون في تعز فستكون النهاية مرّة ..
حجة التهدئة هي الفخ الذي يهب لهم الفرصة لترتيب الصفوف واعادة احتلال المؤسسات ، والاستعداد لتنفيذ اغتيالات جديدة ، سنكون فيها جميعا تحت دائرة الاستهداف .
دمتم سالمين ..
