حكاية المشاط القشاط*

2018/04/27 الساعة 01:18 صباحاً

*
*عبدالوهاب طواف*

أتصل عبدالسلام هشول مشرف الحوثي في مجلس النواب بيحيى الراعي وأبلغه بإن سيده ولي الله عبدالملك لغم الدين قرر تعيين المشاط قشاطاً عاماً للجمهورية بدلاً عن القشاط الصريع الصماط، وعليه وجب جمع النواب لمبايعته. فرد عليه الشيخ يحيى الراعي بإن يسبقه للمجلس والمفاتيح عند أبوالليل وهو سيلحقه و أنه سيتأخر فقط قليلا لشراء بعض الحاجات من صابون وليف وغيرها، وعليه أبلغوا (أعضاء مجلس النواب) أن هناك قشاطاً عاماً للجمهورية قد تفضل لغم الدين بأختياره لليمن سيأتي المجلس لأخذ البيعة الصورية منهم. 
ممارسات الحوثي لا تدهشني بقدر جرأتهم في إيذاء وإمتهان الشعب اليمني وممثليه في البرلمان، فهو لم يراعي مشاعر الراعي وزملاءه في المجلس وحاجة إسمها قانون وأعراف وأخلاق سائدة بين الناس. 

تعودنا أن ننتخب أو نتوافق حتى على رئيس الفصل في المدرسة، وحتى عاقل الحارة يتم التوافق عليه من سكان الحي، وحتى كبير العمال أو الطباخين في مطعم الشيباني يتم إختياره برغبة وتزكية جميع العاملين هناك. 
فتى غِر عمره في الثلاثينات يعيش معزول عن الحياة في كهف تحت الأرض لا يمتلك مؤهل دراسي، يختار رؤساء لدولة عمرها أكثر من 7 ألف سنة. هذه الممارسات المهينة للشعب اليمني تتم والحرب على مقربه من جحر ذلك الفتى فكيف سيعمل إن دانت له الأرض وخضع له الجميع؟! جرأة ووقاحة لا حدود لها.

مرحلة عصيبة في تاريخ اليمن الحديث؛ عناوينها سطو على وطن ونهب مؤسساته، ونهب ممتلكاته، ومصادرة حريات وسرقة أحلام وتدمير لماض وتفجير لحاضر وتفخيخ لمستقبل الأجيال، وتعدي على قوانين ولوائح وأنظمة وتقاليد ومعتقدات وقيّم الناس، وتزييف لوعيهم وقناعاتهم، وتحريف لحقائق ومسلمات العيش المشترك، وتجريف لأخلاق وأعراف ومُثل الناس وخصوصياتهم، وهتك لمشاعر وقناعات وأراء الشعب اليمني، وغلو في القول وقُبح في الفعل وفجور في الخصومة، ونذالة في التحالف وفسق في السلوك.

أعضاء مجلس النواب وقيادات الأحزاب وكل شخص متواجد في مناطق سيطرة تلك المليشيات معذورين ولا لوم عليهم نتيجة أية ممارسات تصدر منهم، فهتك الأعراض ونهب الممتلكات وتفجير المنازل والإغتيالات وإختطاف الأبناء وتجويع الناس مصير من سيقف ضدهم وبالتالي فهم يعمدوا إلى إتخاذ "التقية" كأسلوب للتعامل مع حركة الحوثي الإرهابية. سياسة "التقية" التي بها إستطاعت الهاشمية السياسية إختطاف البلد وتدميره، وبها وعبرها سينتهي أمرهم من الداخل.
موافقة مجلس النواب لكل مايأتي من الحوثه أراه شيئ إيجابي، فالأساس أن ماحدث في صنعاء منذ سبتمبر 2014م لا سند قانوني له وبالتالي فباطل كل ماحدث ويحدث وبالتالي فالإيجابية هنا تأتي فقط من زاوية إغراء الحوثه لطرح وإخراج كل أمانيهم المزمنة ومطالبهم المكبوته وشبقهم الغير سوي للسلطة والثروة والمطمور في أعماقهم منذ إنبلاج ثورة الحياة والنور ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م.

الشعب اليمني يقف بكافة شرائحه وفئاته وأحزابه ضد مليشيات الحوثي الإيرانية وحتى أشدّ المدافعين عنهم من صنعاء هم مع الشعب ولا يوجد مع الحوثي إلا من جاء معه من صعدة كعقائديين، وقاتلوا معهم في حروبهم الست ضد الدولة في السابق، وتأكيداً لذلك نرى أن كل المواقع الهامة تُسلم لإولئك على حساب الحوثه من خارج صعدة، وحتى هاشميين بقية مناطق اليمن يظلوا في نظر الحوثي درجة ثانية والقبائل درجة ثالثة ورابعة.
على كلاً لا تقفوا عند ممارسات الحوثه في الداخل، فقط دعموا وساندوا الشرعية وقواتنا الوطنية ومقاومتنا البطلة وقوات حراس الجمهورية، فهم من سيعيدوا لنا كرامة وعزة الوطن والمواطن.
لندن
26 إبريل 2018م