في تاريخ العرب المعاصر لم يجد الباحثين في علم السياسة اي دولة عربية تدار خارج مفهوم الدولة العميقة وأن اختلف تحليلهم لمقدار العمق الذي وصل له حكم الفرد وغياب المؤسسات في تلك الدول بين كلي ونسبي الا انهم اجمعوا على أن أكثر دولة عربية تعاني من انهيار مرافق ومؤسسات الدولة وتحكم الأفراد فيها هي اليمن التي كادت أن تصل فيها مؤسسات الدولة في مرحلة ماقبل حكم الرئيس هادي إلى أن تصبح دولة فاشلة منهار فيها كل ملامح وسمات ومميزات وجود دولة تسيطر على كامل التراب الوطني والمؤسسات والمرافق العامة ،وهذا هو المشهد العام وبإيجاز شديد للوضع والظروف التي استلم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الحكم في اليمن وتولى مرحلتي الإعداد للانتقال ومرحلة البدء في الانتقال بالحكم من خلال العمل المؤسسي الديمقراطي والسلس وتولى الإعداد والإشراف لمرحلة المصالحة الوطنية كأساس لتحقيق حلمه وحلم كل يمني للوصول إلى دولة تقوم لتحفظ الحق في العيش الكريم وضمان المواطنة المتساوية وتحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات وأنها حكم الفرد والعائلة والقبيلة وتحقيق الشراكة الوطنية برعاية دولية للوصول إلى اعلان الدولة الاتحادية الفيدرالية.
أيقن الرئيس ابا جلال مكمن ونواة المشكلة الحقيقة التي عصفت بأحلام اليمنيين منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر وأنها تكمن في تسرع واندفاع قيادات اليمن بشطريه لتحقيق التحول والتنمية في أقصر فترة زمنية كان تحد كبير وكذلك التطرّف السلطوي لدى بعض فصائل الحكم التي لا تؤمن بضرورة وجود وضمان قيام الشراكة الوطنية كأساس للقضاء وضمان لانهاء الصراعات ودورات العنف الدموية،وهو الامر عمل لتحقيقه ووضعه الرئيس هادي كأساس لخلق تحول حقيقي في اليمن لمرحلة ما بعد فبراير 2011 وعلم يقيناً أن الاعتدال في القيادة السياسية وفِي فكر الادارة وتحقيق الشراكة الوطنية سيمثلون الاساس حقيقي لخلق التحول الديمقراطي؛لهذا نجد أن ابا جلال باعتدال قيادته للدولة اليمنية الحديثة استطاع أن يجنب اليمن قبل وبعد الانقلاب الوقوع في ظلمات انهيار مؤسسات الدولة واستطاع بشراكة حقيقة مع المجتمع الدولي ودوّل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أن يضمن بقاء الدولة وينهي جزء كبير من مشروع الانقلاب السلالي الطائفي وحتماً سنتجاوز تحت قيادته الحكيمة كل آثار الانقلاب والذي بدأ بتعافي كلي للمحافظات المحررة واستعادت أراضي واسعة من سيطرة الانقلابيين وبدأ مشروع استعادة اللحمة الوطنية لتأسيس مستقبل افضل قائم على إيمانه بالشراكة الوطنية وبناء الدولة الاتحادية بفكر مختلف وبسواعد شباب مستنير وفي ظل قيادته الهادئة والحكيمة.