البداية تجد من يسوقها كأوهام , في ظل أثار وبقايا ومخلفات الاستبداد والظلم والجور الذي لحق بالوطن والوضع القائم الغير سوي تجد من يتقبلها , ومع تداولها تخرج من نطاق الوهم لتحاول أن تكون حقائق , لا يصدقها المتابعون فقط بل المرجون لها , وتبدأ أضرارها تلحق بالوطن , أنها المشاريع الصغيرة مناطقية كانت أم طائفية .
مع ثبات المناضلين والصامدون في مواقفهم ومبادئهم وقيمهم , مع الوطن ومشروعه الوطني ومصالح الأمة , تتبدد تلك الأوهام تدريجيا , ويسطع نور الحقائق والحق , مهما حاولت تلك المشاريع بالسلاح تطغي و تتسيد , في لحظة فارقة تسقط للقاع ليرتفع نجم الوطن والمشروع الوطني الكبير لعنان السماء .
استهداف المشروع الوطني , يبدأ باستهداف رموزه , فخامة الرئيس عبد ربة منصور هادي ورفاقه والمشروع الوطني الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة , ومخرجات الحوار الوطني الشامل , كلها بآت وستبوأ بالفشل , لينتصر دائما الحق وفخامة الرئيس ومشروعنا الوطني الشامل .
مشروعا لا يرفض احد ويفتح ذراعاه للجميع , لم يستثني الحوثيين , بل قدم لهم الفرصة السانحة ليكونوا شركاء في العمل السياسي , ولم يستثني أي مكون من الجنوب , غير الرافضين بقناعاتهم المشاركة , ولم يغلق عليهم الأبواب بل ظل يقدم كل التنازلات الممكنة لاستقطابهم , هذا مشروع الجميع الذي يعتبر أن الوطن مسئولية الجميع كشركاء سياسيين , سلاحهم الفكر والحجة , لا العنف والسلاح , الذي يفترض أن يكون محتكر بيد السلطة الوطنية وأمنها , صمام أمان التوافق والاتفاق والمشروع الوطني .
تهيئا للضعفاء أن التنازلات التي يقدمها فخامة الرئيس في تجنيب الوطن ما حدث ويحدث من موت ودمار , كان ضعفا , وكانت المؤامرة اكبر مما يتصورها البعض , 33 عاما من التشييد والتعميق للطائفة والمنطقة بالجيش والدولة , قالها عبدالملك الحوثي بعنجهية في استقباله للجنة التهدئة حينها , هذا الجيش حقنا , وهذه الدولة لنا , وقالها المشاط في أول جلسة حوار مع القوى السياسية , مهددا ومتوعدا البيان الأول في جيبي , ونحن منتصرون ,وهم يتهاوى اليوم , وسيتهاوى كل وهم يريد أن يجر الوطن للعنف , الكليشنكوف يدمر لا يعمر , فتحول الوطن لمقبرة لكل باغي وضال يريد أن يفرض كيانه العفن على الآخرين , وكل يوم يفتتحون مقبرة , بداية تلوح في الأفق , نهاية وهمهم وعنجهيتهم , ملامح سيدهم رجل الكهف تقول ذلك في خطبة تعزية الصماد , انتقلت مرحلة الاستهداف للصف الأول في الجماعة .
هل يتعظ كل مشروع وهم شمالا وجنوبا , وهم العنف الذي يعكر صفو المناطق المحررة , الذي قوض قضيتنا الجنوبية , وبعث منها روائح الكراهية والمناطقية بل العنصرية , شق الصف وشتت أوصال المناضلين , وضعها في خضم صراع إقليمي قذر , مستندا على وهم البندقية لفرض واقع التسيد والتزعم , وهم إخضاع و إخناع الآخرين , في سلوك لا يختلف كثير عن ما رفضه الناس ويرفضونه دائما , غير من يروج لهم الوهم ويصدقونه .
ما حدث في حضرموت واستقبال الحكومة ورئيس الوزراء , ما يحدث في عدن والحملة الأمنية لأزلت العشوائيات بقرار حكومي تحت راية وزارة الداخلية , ما يحدث في تعز واستعادة مؤسسات الدولة , كل ذلك هيبة الدولة التي نريدها , مضلة الشرعية التي تضلل الجميع بقيادة ابن اليمن البار فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي , ينتصر المشروع الوطني الدولة الاتحادية , ويسقط الوهم والواهمون في مشاريعهم الصغيرة , ينتصر الحق ويزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا .
احمد ناصر حميدان