لعل الموقف التاريخي لانصار الله برفضهم البقاء تحت سقف دار واحده مع السفير الاميركي الشيخ جيرالد فيرستاين هو القرار-الموقف الاجرأفي زمن سقطت فيه اغلبيه قوى الشمال والجنوب راكعه وساجده لقداسته.انه موقف يمنح الشعور بالعزه والكرامه والانتصار على شعور الدونيه الكارثي فقد أسطرت النخب التقليديه الحاكمه وخاصه بعدالربيع لاميركي الميثولوجيا البائسه القائله ان الكاوبوي الذي سحل الهنود الحمر ونشر الدمار على الكوكب الارضي هو من سيتصدق بالحريه والديمقراطيه ويقوم بتوزيعها كمحسن على طابور من المساكين.يتصرف فيرستاسن كدابه مسعوره تتغذى على الدم لقد ارسلته ادارته المتصهينه لتاديب هذا الجزء البعيد واجبار شعبي الشمال والجنوب على عدم الانصياع عن الطريق المرسوم فخاض كثير من التجارب التى اثبت فيها براعته على القمع وسحق الارواح البريئه وتعبيد الططرق للشركات لكي ترضع ثروات البلد وخاصه في الجنوب.يتعزز لدي شعور عارم بان شعب الجنوب الاعزل اضحى يواجه في الحقيقه المصالح الاميركيه والغربيه المحروسه باله عسكريه محليه في الميدان وقوى تقليديه جنوبيه وشماليه على المستوى الرسمي .
انها اميركا الدوله الشريره التى تبعث القاعده للقتل والخراب وصندوق النقد لابقاء الاقتصاد مخطوما بسلاسل التبعيه.ان التصريحات التى لاتكف الحكومه ايمنيه عن ترديدها بان الله قد ارسل فيرستاين نبيا لانقاذ اليمن من شبح الدمار والحرب الاهليه عبر المبادره التى افضت الى التقاسم هي اقاويل لرد الجميل والتستر على عمليه اغتيال الثوره الشعبيه التى لقيت مصرعها بكاتم صوت اميركي..وفي قادم لاايام سيعاني الجنوب بالذات من فرض الاراده الاميركيه الراسماليه المتعجرفه الراغبه في تثبيت مساميرها الصدئه في صدر البلاد وفي قلب التربه الوطنيه وتلغيم السبل المؤديه الى الحريه والاستقلال الحقيقي والحيلوله دون امتلاك الجنوبيون لقرارهم الوطني وحقهم في السياده على ارضهم فقد استبقت واشنطن الامر بارسال فيالقها الجراره خفيه الى العند وباب المندب لفرض شروطها المستقبليه.لقد تبين الاغتياظ الكبير للدبلوماسيه الاميركيه تجاه شعب الجنوب المندفع بلارادع الى الساحات وانصار الله الذين جاهروا بالعداء للاستعمار الجديدمن خلال تسليط درزن من الكيانات العصبويه والدينيه المأجوره من عبده الدولار لاشغال قوى الممانعه وبذل الجهود لاقتناص لحظه رضا خاطفه من السيد الاميركي واذا ماكانت ثوره احمد عرابي 1919قد جوبهت بولاده جماعه الاخوان كخصم لدود في لحظه غير مبرره فان التاريخ يكررنفسه وهاهي القوى التقليديه الجنوبيه-الشماليه تشتري بالحديد والنار الموجه ضد اخوانهم تأييد العم سام ومباركته
من المحزن جدا ان المشروع الاميركي -البريطاني يتمدد وينتشر كالسرطان منذ 23 سنه في الجنوب الذي تعتبره واشنطن مجرد نافذه تطل منه براسها لتبصق في وجه المحور المقاوم ومن المحزن ان الشعوب تقع ضحيه لضغط اعلامي واقتصادي وسياسي جاثم على صدورها ومن خلفه يقف فيرستاين ببندقيته المصوبه دائما على الرؤوس ولكن من المؤكد ان النظام العالمي الجديد يمر بمرحله تحول تبدو في الافق وتبعث الامل في الشرق لاالوسط بالذات خاصه اذا ماخسرت قوى الاستكبار الصهيوني الرهان في سوريا وقلب صباحي واليساريون الطاوله في وجه اخوان تل ابيب في مصر لذلك سيستمر الصراع المرير بين اراده القهر والظلم واراده الشعوب في التحرر من نير الاستعمار الجديد..الاستعمار الذي لايمتلك حلفاؤه سوى القمع والدسائس