الرئيس هادي... دعوة صادقة

2018/05/01 الساعة 03:10 مساءً

 

بقلم/معمر بن مطهر الإرياني

قليلون هم الرجال العظام الذين يصنعون التاريخ ويكبرون في عيون العالم بصمت وبلا ضجيج إعلامي وقليلون هم الرجال العظام الذين لا يلهثون وراء السلطة وإنما هي تأتي إليهم بلا إستجداء أو إستقواء.
 
ولعل أمثال هؤلاء هم كشجرة باسقة وارفة الظلال لاتستهوى الأزلام ولا الأقزام الذين لا هم لهم سوى رمى الشجرة التي كادت أن تثمر ليجني الشعب ثمارها ويتحقق حلمها وتوقها إلى حياة كريمة وعدالة إجتماعية سعيدة.
 
ولعلى في هذا المقام  أتحدث عن فخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي الذي أجمع عليه اليمنيون من كل مناطق اليمن شرقها وغربها شمالها وجنوبها عبر صناديق الاقتراع ليكون رئيساً منتخباً في ظروف إستثنائية لم تكن طبيعية أو عادية.
قدم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الكثير من التنازلات وكان نموذجاً في توسيع المشاركة في السلطة لأبناء اليمن من أقصى صعدة إلى المهرة ، ودعا الجميع إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي مثل إنجازاً تاريخياً أمام عيون العالم وفي المحافل الدولية والعربية والاقليمية.
 
مدٌ  فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يده للجميع ولم يستثنى أحداً وبذل كل مابوسعه إلى تجنيب الوطن وحقن دماء الشعب ، وعندما إجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء لم يحرك الدبابات ولا الطائرات ويعلن الحرب لكنه جنح إلى السلم حقناً لدماء اليمنيين ، وشكل حكومة وحدة وطنية من كل الأطياف والمكونات السياسية ومن ضمنهم الحوثيون ، وكل تلك المبادرات الوطنية الصادقة لم ترق للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران ، وقامت بتحويل اليمن إلى بؤرة للصراعات الدموية ، وكان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أول من دفع ثمن موقفه الوطني المتفرد والمتميز ، حيث تم محاصرة منزله وفرضت عليه الاقامة الجبرية في محاولة للي ذراعية وإرغامه على قبول الأمر الواقع، وعندما إكتشف مؤامرة تصفيته وهو رهن الاعتقال تمكن من مغادرة صنعاء إلى عدن ،لكنه تعرض لملاحقة بقصف الطائرات التي نجى منها باعجوبة وفقد بعض أقرباءه وتم اعتقال أخيه والذي مايزال في قبضة ميليشيات الحوثي بمعية وزير الدفاع محمود الصبيحي.
  
الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي جاء في ظروف إستثنائية معقدة بل في ظروف كانت تجرى فيها سيناريوهات عديدة لم يكن طرفاً فيها رغم أنه يعد واحداً من أبرز القادة العسكريين المؤهلين تأهيلاً أكاديمياً عالياً في بريطانيا وروسيا ومع هذه الخبرة المكتنزة  آثر الجنوح إلى السلم وليس الحرب وسفك دماء الشعب ، بل آثر الشراكة في السلطة مع الجميع ولم يؤثر نفسه حاكماً متفرداً أو متسلطاً، ويتذكر الجميع لحظة فاصلة في تاريخ اليمن أمام مرأى ومسمع من أبناء الشعب اليمني وأمام العالم، وعندما وقف حاملاً مشروع مخرجات الحوار الوطني رافعاً إياه بيده وعيناه تذرف الدموع فرحاً بتحقيق إرادة الأمة وتوقها إلى الشروع في بناء اليمن الجديد الذي تسود فيه العدالة والمساوة والشراكة في السلطة والثروة، لكن قبل أن يجف حبر المشروع الوطني الكبير، وقبل أن يحبس الرئيس الانسان دمعتيه، سالت دماء زكية وما زالت بسبب هذا التهور الشيطاني لجحافل مليشيات الحوثي الذي لا وازع وطني ولاضمير إنساني أو رادع ديني لهم سوى القتل والاستحواذ على السلطة والثروة ، وأستعباد الشعب وإعادته إلى حقبة الكهوف والجهل والتخلف.
 
ولعله من الأهمية بمكان أن نعيد الأمور إلى نصابها ونقف جميعاً يداً واحدة ضد عدو ليس وهمياً وإنما ماثلاً للعيان، وهو عدو مشترك للجميع يتمثل بجحافل مليشيات الحوثي وأزلامهم المدعومين من إيران والتي طغت في الأرض فساداً وأزهقت الأرواح وقتلت براءة الطفولة وثكلت النساء ونشرت الخوف والرعب والجوع والعوز بين الناس صغيرهم قبل كبيرهم ، رافضين خيار السلام متمسكين بسبق الاصرار على نهج الحرب والدمار رغم كل الجهود الدولية المتعاقبة.
 
وإزاء تلكم المعطيات لا خيار أو بديل أمام الجميع دون إستثناء إلا خيار سلطة القيادة الشرعية المتمثلة بفخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي ،  وهي السلطة المعترف بها دولياً والتي يتعين على الجميع الانضواء تحت مظلتها لا التشردم خارج إطارها تحت أية مسميات أو تكوينات أو تشكيلات سياسية كانت أم عسكرية.
 
ويقيناً أن وضع نهاية للحرب المدمرة في اليمن يتمثل في وحدة الصف وتلاحم كل الأطراف والمكونات السياسية منها و العسكرية تحت راية واحدة ومرجعية شرعية واحدة وليست متعددة هي مرجعية وشرعية الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي. 
إن أي خيار خارج الشرعية هو إستمرار للعبث بل وإصرار مع سبق الاصرار والترصد على إطالة أمر الحرب وإستعصاء إخمادها .
 
ولعله حان الوقت اليوم أن نشمر السواعد وننبذ كل مايفرقنا ويشتت أوصالنا ولحمتنا ، لنمد أيدينا نعانق ونصافح قلب ونبض الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي الذي نذر نفسه وعمره وحياته للشعب والوطن بصمت وزهد وبلا ضجيج إعلامي للتمجيد .
 ولعلي اختم بتوجيه دعوة صادقة من القلب إلى أحبتي  وزملائي من رجال الإعلام وحملة الأقلام ليكونوا موحدين لامفرقين ، وملهمين لا مثبطين للهمم والعزائم  وخيار الوطن الكبير الموحد.
وليكن خيارنا الوطن الكبير "الدولة اليمنية الاتحادية"....