{ }
المجلس الإنتقالي الجنوبي فشل فشلاً ذريعاً لعدة أسباب كانت أهمها أنه كان صنيعة لدولة خارجية وبالتالي إرتهن لهذه الدولة ، ففي بداية إشهار المجلس الإنتقالي وجد لنفسه قاعدة جماهيرية وتأييد شعبي لابأس بهما ، وبعد أن تكشفت أوراقه وإنكشفت أقنعته بدأ هذا التأييد يبهت رويداً رويدا ، والسبب الآخر هو أن المجلس أقصى كثير من الفصائل والمكونات الجنوبية كالحراك الجنوبي وغيره ، والسبب الثالث أنه كان مجلساً مناطقياً بحتاً فأغلبية أعضاؤه كانوا من مناطق معينة دون غيرها ، والسبب الرابع أنه كان أعضاؤه يعملون من خارج أرض الجنوب إلا فيما ندر ، والسبب الخامس كانت أهدافه متطرفة للغاية مما جعله منبوذاً لكثير من الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً كونه كان يطالب بالإنفصال ونزع الهوية اليمنية عن شعب الجوب ، ناهيك عن أنه أظهر نفسه مليشيا مسلحة مرتهنة لصانعته وتحركه كأدوات لتحارب به الشرعية اليمنية .
خلال اليومين الماضيين أُعلِنَ عن كيان جنوبي آخر تحت مسمى الإئتلاف الوطني الجنوبي ضم أكثر من 60 عضواً لكثير من المكونات الجنوبية ، وإرتكزت أهدافه الأربعة على دعم شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وتأييد التحالف الداعم لها ، الإلتزام بالمرجعيات الثلاث ، العمل من أجل تحقيق مشروع اليمن الإتحادي ، التمسك بما يخص الجنوب وقضيته الوطنية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني .
إشهار الإئتلاف لقي إرتياح كبير في الشارع الجنوبي المؤيد والمناصر لشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وبالمقابل لقي إعتراض لدى الواهمين بالإنفصال التابعين للمجلس الإنتقالي إعتقاداً منهم بأن هذا الإئتلاف سيسحب البساط من تحت أقدام مجلسهم الإنتقالي العقيم ، وهنا أود الإشارة بأن الإئتلاف لو أخطأ بنفس أخطاء المجلس الإنتقالي فإن خاتمته ستكون كخاتمة المجلس مع العلم بأن الإئتلاف كانت بدايته توحي بنجاحه وخاتمة نجاحه مرتبطة ببعض الخطوات التي لابد أن يقوم بها حتى يكتب له النحاح المطلق .
أولى الخطوات وأهمها أن يعمل الإئتلاف بكل أعضاؤه من الداخل وليس من الخارج حتى تكون له مصداقية لدى الشارع الجنوبي المؤيد له ، وعمله في الخارج لن يُجدي نفعاً وسيكون حاله حال المجلس الإنتقالي الذي يعمل من أبوظبي ، ثاني الخطوات التأكد من الولاء المطلق لكل أعضاؤه فقد لاحظت أن هناك من أعضاؤه يبدون التأييد لشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ويضمرون في قلوبهم خلاف ذلك فمنهم عفافيش ومنهم إنفصاليين مؤيدين للمجلس الإنتقالي وهم يعرفون أنفسهم .
الخطوة الثالثة هو محاولة إستقطاب أكبر قدر ممكن من الشباب وضمهم للإئتلاف ، فقطاع الشباب هو الذي يُعَوَّل عليه للمرحلة القادمة أولاً وثانياً أن الشباب قد ظُلِموا وأُقصَوا من المشهد في المراحل السابقة ولا ننسى أن ثورة اليمن حملت إسم ثورة الشباب ، الخطوة الرابعة هي الإهتمام بالإعلام لنشر كل منجز يقوم به هذا الإئتلاف على أن يكون إعلام راقي وليس إعلام بذيء كما هو حال بذاءة إعلاميي المجلس الإنتقالي لاسيما في وسائل التواصل الإجتماعي .
وأخيراً العمل على توسعة الإئتلاف بأكبر قدر من الأعضاء وأن يكون التقسيم بالنسبة والتناسب لجميع المحافظات الجنوبية بعدد سكانها ، بغير هذه الخطوات لن تقوم قائمة لهذا الإئتلاف وسيؤول مصيره كمصير المجلس الإنتقالي الجنوبي المليشياوي الإنفصالي ، وأهم خطوة كما أخبرنا آنفاً هو العمل من الداخل من أرض الجنوب ، وفي الخاتمة أتمنى من كل قلبي التوفيق والنجاح لهذا الإئتلاف طالما وأن مسعاه هو مساندة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وشرعيته ومشروعه الإتحادي .
علي هيثم الميسري