=ء=========
بقلم: عبدالرب السلامي
3 مايو 2018
الجنوب طيف متعدد، هكذا تكوينه منذ بداية تشكل بنائه السياسي الأول في أربعينيات القرن الماضي، واستمرت روح المدنية والتعددية السياسية والتنوع الفكري حاضرة في وجدان أبناء الجنوب على مدى أكثر من ستة عقود من الزمان، ولم تمثل الشمولية السياسية في تاريخ الجنوب إلا فترة قصيرة وحالة شذوذ غير طبيعية لفظها الجنوب عند أول حالة تعافي.
فليس مستغربا أن نرى -اليوم- في الجنوب حراكا سياسيا ومجتمعيا يتجه نحو البناء السياسي والمدني التعددي، ويرفض أي محاولات لإعادة انتاج الشمولية البغيضة.
خلال السنوات الماضية تعددت مكونات الحراك الجنوبي وقبل عام أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، وفي الشهر الماضي عقد المؤتمر الشعبي العام في الجنوب، ثم تلاه بأيام انعقاد الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب، ويوم أمس أعلن تأسيس الائتلاف الوطني الجنوبي الذي ضم أثني عشر حزبا ومكونا سياسيا في خطوة نحو تعزيز التعددية السياسية، ثم اليوم جاءت دعوة المجلس الانتقالي لحوار جنوبي جنوبي، وأتوقع أن نرى خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة ظهور تكوينات ودعوات أخرى.
في تقديري أن هذا الظهور المتتالي للمكونات والفعاليات السياسية يعتبر ظاهرة صحية بل هو الحالة الطبيعية المنسجمة مع التكوين التاريخي للجنوب ومع النظام الديمقراطي الاتحادي المنشود.
لكن السؤال المهم: هل مجرد تعدد المكونات يعتبر هو الغاية ونهاية المطاف؟
في نظري لا، بل قد يكون التعدد المجرد من قيم الشراكة والتعايش والقبول بالاخر مشكلة إضافية ومقدمة لصراع عدمي أشد عنفا، ولهذا كنا ولا زلنا وسنظل نكرر ضرورة ربط التعددية بالحوار البناء وثقافة التعايش والتسامح والقبول بالمشاريع المختلفة أيا كان سقفها وأيا كان انتماء أصاحبها الحزبي أو توجههم الأيديولوجي أو انحدارهم المناطقي والعرقي.
ومن هذا المنطلق فأنا اعتبر أي مكون مدني سلمي إضافة إيجابية وكذلك أي دعوة للحوار السياسي الجنوبي أو الوطني خطوة في الطريق الصحيح، تستوجب الترحيب والتعاطي معها بإيجابية بغض النظر عن الشخص أو المكون الداعي لها.