{ }
البيان الذي أصدرته القوى والأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية حول أحداث سقطرى كان بياناً مهزوزاً وهزيلاً بعض الشيء ، ولم يرتقي لمستوى عِظَم المشكلة التي صنعتها دولة الإمارات المشاركة في التحالف والتي جاءت لدعم الشرعية وإنهاء الإنقلاب المليشاوي الحوثي ، فخرج البيان وكأن المشكلة بين طرفين متنازعين عن ملكية جزيرة سقطرى ولم يخرج بأن الإمارات تسعى لإحتلال الجزيرة وتغيير خريطة المنطقة ، بالإضافة إلى ذلك لم تذكر تلك الأحزاب والقوى السياسية بتجاوزات الإمارات التي أظهرتها بخروجها عن الهدف الرئيسي في مشاركتها بهذا التحالف من خلال دعمها لقوى يمنية خارجة عن القانون ومناهظتها للحكومة الشرعية وعدم الإعتراف بها كالمجلس الإنتقالي وطارق عفاش وقواته .
كان ينبغي على تلك القوى والأحزاب السياسية أن تصدر بيان أكثر حدة ليساعد الحكومة الشرعية وتقوية موقفها إزاء كل تلك التجاوزات والإنتهاكات التي إنتهجتها دولة الإمارات العربية المتحدة في كثير من المناطق اليمنية وعلى الأخص المناطق الجنوبية المحررة والتي توحي لفرض سياسة جديدة على اليمن وخارطة جديدة لليمن ، فنحن الذين لم نمارس السياسة ولم نشترك بعضوية لدى أي حزب من الأحزاب اليمنية المهترئة التي لا تقدم ولا تأخر في حل الأزمة اليمنية لدينا رؤى تختلف عن ساسة هؤلاء .
كان لابد أن يُصدَر بيان يرتكز على أمر واحد وإستغلاله وهو : سقطرى هي التي قصمت ظهر البعير ، فأول فقرة في البيان كانت المفروض أن تكون بهذه الحدة : على القوات الإماراتية أن تنسحب من جزيرة سقطرى فوراً وتسليمها للقوات التابعة لجزيرة سقطرى ، النقطة الثانية : أن تلتزم دولة الإمارات بالأهداف التي جاءت من أجلها وشاركت التحالف لتحقيقها ، على القيادة الإماراتية أن ترفع الغطاء عن القوى اليمنية المناهظة للشرعية اليمنية التي أنشأتها ودعمتها بدعم لا محدود كالمجلس الإنتقالي وقوات عفاش والحزام الأمني وباقي النخب العسكرية .
وأخيراً كان على تلك القوى والأحزاب تُذيِّل بيانها بالآتي : إن لم تلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بكل هذه النقاط نطالب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة بإعفائها من المشاركة في التحالف ، خلاصة الأمر كنا نتمنى من كل تلك الأحزاب والقوى السياسية قبل أن يصدروا هذا البيان الهزيل أن يتدارسوا فيما بينهم مواقف حكومة الصومال بحدة تعاملها مع حكومة دولة الإمارات والتي أفضت بخروج الإمارات من أرض الصومال وهي صاغرة ومنكسرة ولم تنبس ببنت شفه إلا من تلك التغريدات لبعض سياسييها والتي كانت على إستحياء .. ويا حبذا أن يكون شعارهم : الهنجمة نص القتال .
علي هيثم الميسري