سر مقايضة الإمام ببعض مناطقه الشمالية مقابل البيضاء الجنوبية

2018/05/10 الساعة 12:50 صباحاً

{ } 

 أبناء سقطرى يسطرون أروع المواقف في الوطنية وحب الوطن وترابه ، ويدرسون البعض ثقافة العيش بحرية وكرامة ، صحيح أن أغلبهم فقراء في المال ولكنهم يمتلكون غنى العزة والكرامة والشموخ ، أما أنصار المجلس الإنتقالي الجنوبي الإماراتي أغلبهم يمتلكون الأموال الطائلة ولكنهم يفتقرون للحرية والكرامة حتى أنهم لايعرفون معناهما ، فحرائر سقطرى علمتهم معنى الحرية والكرامة وأحرارها علموهم معنى التمسك بسيادة الوطن .

  بالأمس القريب جداً رأينا حرائر سقطرى يتظاهرن في شوارع سقطرى وهن حاملات أعلام الجمهورية اليمنية وصور زعيم الحرية والكرامة والإباء وحامي حمى الوحدة اليمنية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ويهتفن قائلات : بالروح بالدم نفديك يا يمن ، وفي مشهد آخر رأينا أحرار سقطرى بمظاهرات لا تقل حجماً ولا معنى عن مظاهرات حرائر سقطرى ، وأرسلوا رسائل ذات معنى للطامعين وأدواتهم الجنوبيين بأن سقطرى ليست للبيع أو الإحتلال ولن تُنتهك سيادتها مهما كلفنا الأمر .

  وفي مشهد آخر مقزز يثير الإشمئزاز رأينا بعض العبيد وعبدة الدراهم من أبناء الجنوب التابعين للمجلس الإنتقالي وهم يجوبون بعض شوارع سقطرى بسيارات ويحملون أعلام دويلة الإمارات وبعض قياداتها دويلة ورسالتهم تقول نحن مع الإمارات بكل ما تفعله في جزيرة سقطرى ، وكان هؤلاء هم صغار العبيد من أنصار الإنتقالي أما كبارهم كعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك فقد شاهدنا لهما تغريدات ملامحها تقول بأن جزيرة سقطرى جزيرة إماراتية ويحق لهذه الدويلة أن تستعيدها ، مع العلم أن دويلة الإمارات كان عهدها منذُ بِضع عشرات السنين ففيما سبق من الزمن كانت تسمى ساحل عمان ، أي بمعنى أنها كانت تابعة لعمان هذا أولاً ، أما ثانياً لو إفترضنا جدلاً بأن جزيرة سقطرى تتبع لهذه الدويلة فلماذا لم تطالب بجزيرتها منذُ فترة ؟ ولم تطالب بها إلا في زمن أزمة اليمن وإنشغالها بالقضاء على الإنقلابيين .

  على العموم نستطيع القول بأن دويلة الإمارات ظهرت نواياها بدخولها مع دول التحالف من خلال محاولتها إحتلال جزيرة سقطرى والسيطرة على بعض الموانئ ، ونستطيع القول نحن الأحرار لا شكر لدويلة الشر بخلاف مايردده العبيد شكراً إمارات الخير ، والشكر كله لله سبحانه وتعالى ثم لشقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية التي وقفت مع الشعب اليمني وحكومته دون مَنٍّ ولا أذى ، وإن كان هناك شكر وحيد وفريد لدويلة الشر فهو أنها كشفت الخونة والمرتزقة والعملاء والمستثمرين بتراب وطننا الغالي والحبيب أمثال عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وشلال شائع ومن حذى حذوهم لاسيما أولئك العبيد المناصرين للمجلس الإنتقالي الإماراتي .

  وأخيراً قيل للإمام من بعض جلسائه : لماذا تنازلت عن بعض أراضينا لبريطانيا مقابل أن تأخذ البيضاء وكان هذا في العام 1934م فرد قائلاً : فيما بعد ستشكروني على هذه المقايضة ، فمات الإمام ولم يشكره جلسائه ومات جلساء الإمام ولم يشكروه ، أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول : لقد كنت يا إمام ثاقب النظر وعرفت من هم أراذل قومك ولكننا سندعو الله أن لا يرحمك في قبرك ولا يوم الحساب لأنك جئت لنا بقوم يبيعون تراب وطننا الغالي مع سبق الإصرار والترصد وبثمن بخس .

علي هيثم الميسري