أيام ويهل علينا شهر رمضان المبارك , وأحوالنا لا تسر , حرب تلد حرب ونحن ضحاياها , حربنا مع الانقلابيين في مقدورنا أن نحتمل تداعياتها , تحرير المناطق يعطينا بصيص أمل أن تتحسن أوضاعنا شيئا فشيا , والمؤسف أن تتحول المناطق المحررة لحروب بين الشركاء يفقد البسطاء فيها بصيص الأمل الذي يبحثون عنه , حين يغيب العقل وتغيب الإنسانية ليتفوق الجهل وتتصدر المشهد الأنانية , ليجد تجار الحروب والمعانات فرصتهم لينهشوا أجسادنا المنهكة , ويستثمروا أوجاعنا لمشاريعهم الصغيرة , يتلذذون بأنيننا , يجوع من يجوع ويقتل من يقتل وينتهك عرض من ينتهك , هم هائمون في وهمهم مرتهنون للصرفة , وأضاعهم عال العال , لا يهتمون بما يدور يعتقدون انه يخدمهم .
وضع سيئ , المسيئون فيه , هم منا وفينا , يتمخطرون في شوارعنا بأسلحتهم والميري , والأطقم العسكرية , والأمن يسوء , والاغتيالات في وضح النهار وأمام مراء ومسمع المارة , يغتال الأخيار , والعقول والأفكار التي تبث فينا الأمل , يغتال التنوع والاختلاف الذي يثري المجتمع , اغتيال الحاضر المستقبل , يتحمله القائمون على امن وأمان عدن , ومسئولية زوار الفجر ومختطفي الأبرياء بنفس الصفات والملكات , أقول أبرياء , لم يستدعيهم النظام والقانون , ولا النيابة بشكل المعتاد وبالحضور الطبيعي للمتهم بري حتى تثبت إدانته .
مشكلتنا في هذا البلد الارتهان , لأجندات لا وطنية , الارتهان حتى لقوانين وقناعات وتوجهات من يدفع الصرفة , قوانيننا النافذة مرمية , وذهب القائمون لينفذون قوانين الغاب , يتهمون مكونات سياسية معترف بها وفق القوانين , ليصفونها وفق أهوائهم , ويعتبرونها وفق قوانين الغير أنها إرهابيه , في خرق واضح للقانون .
توهونا في متاهات شق الصف , وإثارة زوابع , عطلت دور الحكومة ومن يساندها , أن غابت الحكومة غابوا , وان حضرت حضروا كمعرقلين ,ليصيب الضرر البسطاء من شرائح المجتمع تحت خط الفقر , المتقاعدون برواتب ضئيلة لا تكفي للقمة العيش , الموظفين المدنيين برواتب لم تتحرك منذ عشر سنوات , لا تسويات ولا علاوات , والعاطلين على العمل وحدث ولا حرج , تضاعف عددهم بسبب الحروب القذرة ومنها المصطنعة التي طالت كل شي الدولة ومؤسساتها والقطاع المشترك والخاص والبنية التحتية ,المستفيدون هم العسكر رواتبهم تضاعفت , بعضهم يستلم من كل الأطراف , ورواتب الجنود الوهمين , والتغذية والتموين , واستقطاع رواتب الجنود البسطاء , يعني متنفذين صاروا اليوم من أصحاب الأملاك والجاه , ورثوا فساد عفاش ما لم يكونوا هم الأسوأ , أنها سطوة الأنانية في الماضي والحاضر التي داست على أجساد الجميع أصحاب الدخل المحدود والغير محدود , الرواتب توقفت في معظم المناطق وتضررت الأسر , الناس تموت جوع , وتمرض , ولا تجد ما يسد رمقها ويطبب جراحها , وغلاء المعيشة , ارتفاع الأسعار , والميناء ومحاربة التجار وفساد بضائعهم بسبب التعنت واستغلال القائمين , طبعا هذا مش بلدهم هم اليوم غرباء ومرعوبون من نهضة هذا البلد ,والجماعات التي تتشدق بالوطنية تتنقل من ابوظبي للقاهرة لتركيا يجولون العالم ويصرفون المليارات في مهرجانات وسفاسف الأمور .
هل ممكن أن يكون شهرنا هذا شهر لتغيير النفس بالإعمال وتغيير السلوك بتطهير النفس ليصلح حال البلد بصلاح حال الرعية , ليكون الوطن وفوق كل المصالح , فكيف بالله لمسلم يتعبد شهر ويدعوا ربه أن يجنبه خبائث الدنيا وان يجعله من الصالحين وهو يفسد في الأرض يرتشي ويتحايل ويأخذ أموال حرام وهناك من يدعوا ربه بنفس هذه الدعوة وهو يقتل وينهب ويستبيح حقوق الناس ويظلم ويضطهد يريد من الله سبحانه وتعالى أن يرضى علية , جنبوا الوطن شركم وأنانيتكم وظلمكم وتعسفكم وارتهانكم وأعمالكم المسيئة , الناس بالغة سياسيا وثقافيا ترى بوضوح , وترصد وسيأتي يوم الحساب في الدنيا والآخرة الله وحدة سيتولاكم بعقابه , والتاريخ لا يرحم .
احمد ناصر حميدان