الفن، ذلك المتنفس الرحب والفضاء والواسع واللحن الآسر والكلمة المدوية في حنايا الروح تناغماً وصدى. ولم يكن يوماً عدواً لأحد بل كان صديقاً لكل صاحب هدفٍ وهوى، يستخدمه الناشط الانساني في الحرب ضد إثارة الحرب وجرائمها، ويعزفه صاحب القضية الوطنية الحاناً وأناشيد لإلهاب المشاعر الوطنية وبث الروح المعنوية لحض المقاتلين على الثبات ورفع درجات الصمود.
حتى العصابات الحوثية أدركت ذلك فخلقت لها لوناً فنياً طائفياً مقيتاً ينفخ في روح أذيالها غريزة القتل وشياطين الطائفية والكره كما صنع سابقوها المجاذيب بالأمس ومريديها اليوم من صناع الوهم والزيف البائس. وما تبذله الميديا اليمنية والفن الكوميدي الساخر المـعري لزيف عصابات الحوثي وتشوهاتها، ممثلا بثنائي الفن والنضال والابداعي "الربع-والاضرعي" وطواقمهم، وغيرهم من الفنانين كالفنان الرائع فهد القرني وكرم باحشوان، يشكل زخماً فنياً إعلامياً فريداً في زمن جمجم والتجم فيه الكثير من الشعراء الفنانين والمسرحيين وتواروا خوفاً ضعفاً ووهن! فأيمنا يممت وجهك في رمضان ترى ثنائي الفن الرائع اللذين أصبحا الفاكهة الرمضانية التي ينتظرها المشاهد بشوق جارف وينصب رمضان خيامه ويُسرجُ في ظلام الليل سراجه. حتى باتو يمثلون كابوساً سنوياً على الميليشيات يرقبونه بكآبة وخوف طوال السنة لان أعمالهم الفنية تصنع في صلب كيانها مالم تصنعه الأسلحة الخفيفة والثقيلة. غير أن ما تواجهه تلك الأعمال من تسخيف ونقد سلبي هدّام مستمر وتصيد لأخطائها والعثرات من الدكتور مروان الغفوري أمراً يبعث الحسرة والألم، كونه علماً من أعلام الفنون المختلفة وقلماً سيالاً وأفقاً واسعاً ومادة علمية سخية، تسكنه هموم الوطن أينما حل وارتحل، فكان الأحرى به أن لا يحزن على تشويه الديانة الشيعية المشوهة أصلاً والتي تَستَحِل دماء المسلمين المخالفين للخرافة والشعوذة، ويقف سنداً إلى صف أولئك الشباب تشجيعاً ودعماً معنوياً، والتجاوز عن بعض الهفوات التي قد لا تذكر في زمن الحرب واللادولة وغياب كامل لدور وزارة إعلام الشرعية المعنية بهذا الشأن.
بجهود فردية وفي ظروف استثنائية أستطاع هؤلاء الشباب تشكيل جبهة فنية وإعلامية أشعلت مواجع أعداء الأمة والوطن حتى باتت تصدر الفتاوى المتلاحقة بهدر دمائهم وتبحث عن أي سبيل للوصول إليهم لإخراسهم وإخماد شمعتهم الفنية في الزمن المظلم. وبكل زهوٍ واعتزاز أصف دوماً قلم الدكتور الغفوري بالبندقية التي يخاف رصاصها الأعداء حيث لحروفه وقع الرصاص ولعباراته صدى المدافع ودوي الانفجار. واتذكر اعتذاره للحوثي وصالح حيث أعلن اعتزاله عن الكتابة، وفي مكايدة مع الكثير من أصنام الحوثية أكدتُ لهم بثقة عالية أنها إستراحة مُحارب، وانه سيعود اقوى وأن جفنه لن ينام وبلدة تتشظى وتنهشها الذئاب من كل صوب. وعليه ما ننشده كمحبي و متابعي وقراء للدكتور مروان هو إضافاته الروائية والشعرية الرائعة لرفد مسيرة هؤلاء الشباب الفنية وإعمال خياله الواسع في توسيع أفاقهم، ومد يد العون لهم من خلال ربطهم، بحكم علاقاته، بجمعيات فنية مسرحية وثقافية عالمية داعمة، في ألمانيا وغيرها من الدول الأوربية والغربية، وتأسيس مسرح وإعلام يمني يعمل على شد العصب الوطني وإحياء روح المواطنة والانتماء لدى اليمنيين، ورسم بصماته على جدران الذاكرة اليمنية ككاتب متعدد المواهب والمهارات التي ستذكرها الأجيال ويخلدها التاريخ في سجلاته وكتبه.