في عدن ترقبنا بحذر وحيطة ممزوجة بالخوف ورعب إعصار سيجار , وهو يقترب من مدينتنا , لإدراكنا بحجم الكارثة والعبث الذي طرأ في أخر زمان هذه المدينة على المخطط المدني لعمرانها ومتنفسات الكوارث , ومجاري السيول التي أنشأها الأسلاف , والأودية التي نحتها الزمان لضمان عدم تراكم المياه المسببة للفيضانات, متغيرات سلبية نتيجة الإهمال واللامبالاة والفساد والأنانية ,صغيرة كانت وكبيرة , اليوم نشعر بحجم تأثيرها وخطورتها على مدينتنا ,هذا الشعور يحتاج موقف عملي صادق وأمين من القائمين لتدارس المشكلة و وضع خطط إعادة تأهيل المدينة , لتكن محمية من الكوارث الطبيعية , هل نحتاج لكم كبير من الضحايا والخراب لنصحوا ونستوعب الدرس .
عدن فيها ما يكفيها من كوارث البشر, من قتل وسطو ونهب وانتهاكات , كوارث لم تحرك ضمائر المنغمسون في وحل الصراعات و(الحكولة ) وتصفية الثارات والانتقام , لوقف هذا العبث , مسئولين ليسوا في مستوى التحدي , الواقع يقول أنهم مجرد أدوات رخيصة للعبث بيد المخرج .
ما لم تجد عدن رحمة في قلوب البشر , يحميها الباري بقدرته وعظمته من الكوارث الطبيعية , فتغير مسار سيجار ليبتعد عن عدن , ليعطي البشر فرصة في مراجعة سلوكياتهم وأعمالهم , وعلى السياسيين مراجعة سياساتهم , ليس عيبا فيمن يخطى ولكن العيب فيمن يصر على الاستمرار في الخطاء , وما يحدث هو تكرار لأخطاء الماضي .
عدن تحتاج وضع حد لحالها المنفلت , وتصحيح مسارها العشوائي , وفتح متنفسات المدينة , من مجاري السيول والهواء والمساحات الخضراء وملاعب الأطفال ومتنفسات الكبار , عدن ليست قطع ارض سكني تجاري للبيع والشراء , عدن مدينة حضرية لها مخططاتها العمرانية , حياة من يسكنها مرتبطة بهذه المخططات في حماية المدينة من الكوارث البشرية والطبيعية على حدا سوا .
كمثال فقط في ريمي المنصورة بلوك 60 و 61 حي من الأحياء الراقية في قلب عدن , من يزوره اليوم يتعجب لحال عدن وقرويتها , وبؤس حالنا في هذه المنطقة , قصتنا اشتهرت وكتبنا عنها لسنوات , ولم نجد تجاوب من المعنيين في المديرية والمحافظة , قصتنا نعيدها ونكررها عسى أن تجد أذان صاغية , كانت شوارعنا مسفلته , وخربتها حفريات الكهرباء والمياه والاتصالات , وقبل ثمان سنوات بداء المقاول بدوي عطية العمل بقشط الإسفلت القديم وكبس الطريق بحجر جعم الوادي , فجأة توقف العمل وحال الطريق يرثى لها , أكوام من الحجارة والأتربة والحفريات , وسنوات ونحن نتابع ونناشد , قمنا بجهود ذاتية تسوية الطريق بعد أن تعثر الكثير من كبار السن والأطفال والنساء وهناك إصابات , كتبنا في كل الصحف والمواقع الإخبارية , لم نلقى أي استجابة إلى يومنا هذا .
كنا مرعوبين ومتخوفين من إعصار سيجار , أذا كانت الأمطار الخفيفة تتسبب في برك من المياه وتلوث كمصدر للأمراض , الله منا الله علينا بمطر خفيف وجنبنا شر إعصار سيجار , والمسئولين لا يهتمون لحالنا , معانات الحي من غبار السيارات اليومي , والحجارة التي تتسبب في جرح المارة , وبرك تراكم الأمطار وفيضان المجاري , تحدثنا مع مدير المديرية في لقاء عابر , وبعضهم ذهب للشكوى في مكتبة , وكان العذر أن هذا مشروع متعثر يحتاج لتسوية مع المقاول , ولا نستطيع إدراجه ضمن المشاريع القائمة والجديدة , ما ذنبنا نحن سكان هذا الحي , من التعثر والمشاكل التي كانت بين المقاول والمديرية حينها , هل نتحمل نحن نتائج هذا الخلاف والله وحده يعلم ما يخفى في أسباب هذا الخلاف , هذه ليست مشكلتنا , مشكلتنا أننا مواطنين , وأنكم مسئولين عن هذا المشروع , بيدكم الحل والفصل ,وتوفير الخدمات , كإضاءة الشوارع هي منذ بدأ العمل في المشروع وشوارعنا مظلمة , ما عدا الشارع الرئيسي والجزء الذي يخص مسئول في المحافظة .
نوجه رسالتنا إلى المجلس المحلي بالمديرية والأخ القائم بعمل المحافظ أن ينظرون بعين المسئولية لمعاناتنا والى متى ستستمر هذه المعاناة , الشكوى لغير الله مذلة .