أي نعم أن العَليَّان علي الشمال وعلي الجنوب هما من وقعا على الوحدة اليمنية في العام 1990م ولكننا لن نقول هما من صنعاها ، فالتوقيع على الوحدة اليمنية حينذاك لم يكُن إلا لسببين شطريين وهما : علي الجنوب كان هارباً من الفشل الذي لحِقَهُ في إدارة الجنوب بعد حرب العام 86 وخوفاً من إنقلاب الرفاق عليه ، أما علي الشمال فكان طامعاً في الجنوب وثرواته وطامعاً في المجد الذي ستصنعه له الوحدة اليمنية بالتوقيع عليها ، والدليل أن التوقيع على الوحدة كان بعد جلسة قات ونشوته وفي قمة نشوة السكرة وكان التوقيع على قصاصة من الورقة يبدو أنها ألتقطت من نفق القلوعة الذي كان حينها موقع التوقيع على الوحدة ، أما موقف الشعبين من التوقيع على الوحدة كان متبايناً .. فمعظم الشعب الشمالي كان رافضاً للوحدة اليمنية بحجة أن الجنوب بلد شيوعي ، أما الشعب الجنوبي فمعظمه كان سعيداً جداً في الوحدة اليمنية لاسيما أن الرفاق فشلوا في إدارة الجنوب حينذاك .
وكما نعرف أن الوحدة اليمنية مرت بخطر كان محدقاً بها بعد التوقيع عليها ، وكان هذا شيء طبيعي طالما وأن الطرفين الموقعين عليها لم يكونا مؤمنَينِ بها مطلقاً .. فالطرف الأول هرب إليها غير مؤمناً بتحقيقها والطرف الآخر كان طامعاً من خلالها ، فكانت حرب 94 هي أول ناقوس خطر يُقرع لسقوطها ولولا تدخل رومل اليمن لكانت الوحدة في خبر كان ، فبعد اليأس الذي تَمَكَّنَ من علي الشمال وهو يرى الجيش الجنوبي يقضي على جنود جيشه واحداً تلو الآخر فرفع الراية البيضاء للجنوبيين بعودة الأمور لما قبل التوقيع الوحدة فإنبرى رومل اليمن فخامة المنصور هادي وقال لعلي الشمال إبتعد قليلاً وأتركني أنا أرفع راية الوحدة التي أسقطتها بطمعك وديكتاتوريتك ، وبحنكته العسكرية إستطاع أن يشرذم الإنفصاليين ويشتت شملهم ويجعلهم شذر مذر في بقاع الكرة الأرضية وأولهم كان علي الجنوب حينما فر هارباً إلى سلطنة عمان وترك شعبه بين مخالب علي الشمال .
كانت الوحدة في عيون الجنوبيين بعد الحرب ككابوس جاثم على قلوبهم ، فالأغلبية الساحقة التي أحبت الوحدة كرهتها بسبب الظلم والإقصاء والتهميش الذي تعرض له شعب الجنوب من قِبَل علي عبدالله صالح وعصابته ، فكل يوم يمر على شعب الجنوب تزداد كراهيتهم للوحدة ، حتى جاءت الساعة التي سقط فيها عرش الديكتاتور علي عبدالله صالح بثورة الشباب ومن خلالها تسلم فيها فارس اليمن فخامة المنصور هادي السلطة ، وبعد تفكير عميق ودراسة مستفيضة في كيفية محافظته على الوحدة اليمنية إستطاع أن يجد الحل من خلال رسم ملامح جديدة للوحدة اليمنية وبإسم آخر وهو اليمن الإتحادي ، وبهذه الملامح الجديدة والإسم الجديد تحول الكثير الكثير من الجنوبيين من كراهيتهم للوحدة إلى حب تجاوز الوصف ولم يبقى إلا المرتزقة والمنتفعين الذين إتخذوا موضوع الإنفصال والقضية الجنوبية سلعتين لهم ليبيعوا ويشتروا بهما .. ومع قليل من الشعارات الثورية الفضفاضة إستطاعوا أن يجنوا المليارات وتحولوا من مجموعة من المشردين إلى مليارديرات يعيشون خارج الجنوب هم وأسرهم وأخصهم بالذكر مرتزقة المجلس الإنتقالي الهَرِم ْ .
بعد كل هذه الحقائق ألا يحق لنا أن نقول أن حامي حمى الوحدة اليمنية هو فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، بعد كل هذه الحقائق ألا يستحق فخامته أن ينال لقب فارس اليمن وصانع اليمن الجديد والفنان الذي رسم ملامح اليمن الإتحادي ، بعد كل هذا السرد أليس له الحق علينا أن نرفع له قبعاتنا ونطلق عليه لقب شخصية القرن الواحد والعشرين على مستوى اليمن ، فكروا معي قليلاً وستجدون أن كلامي هذا لم يوفِّهِ حقه ولم أذكر إلا القليل مما يمتلكه هذا الفارس من مآثر لم تكُن في أحدٍ قبله ولن يمتلكها أحدٍ بعده .
وأخيراً وليس بآخر أود أن أرفع أسمى آيات التهاني لفخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي بمناسبة العيد الثامن والعشرين لوحدتنا اليمنية العظيمة .. وبكلمات ليتني أستطيع أكتبها بماء الذهب أقول فيها يا فارس اليمن ويا قائدنا الأصيل وحامي حمى وحدتنا العظيمة ويا راسم ملامح يمننا الجديد لك منا كل الحب والتقدير والعرفان لكل تضحياتك لتحمي وحدتنا المباركة ولتجعل من نفسك حارسها الأمين .. حفظك الله أيها المنصور هادي وجعلك ذخراً لكل أبناء الشعب اليمني وأطال الله في عمرك لترى بعينيك ثمرات تضحياتك بتحقيق مشروعك العظيم مشروع اليمن الإتحادي .
علي هيثم الميسري