ثلاث سنوات مضت على رحيل الشهيد/ محمد حسين عشال الراحل عنّا بجسده ، الحاضر في قلوب ووجدان محبيه وكل من عرفه بمثله وقيمه .
رحل محمد حسين عشال القائد السياسي الصلب الذي لم تخضعه نوائب الدهر ، وعوادي الأيام ، ولم تذله المغريات ، فعاش مناضلا صلبا يتقدم صفوح الشرفاء المنافحين عن قضايا الوطن .
رحل محمد حسين عشال بعد أن أمضى ردحا طويلا من حياته متنقلا في المناصب ، إبتداء من وكيل أول محافظة أبين ، فذمار ، ثم عضو في مجلس الشورى ، ليخرج بعد هذه الرحلة الطويلة فقيرا معدما ، لا يملك حتى منزلا .
رحل محمد حسين عشال ، الشخصية الاجتماعية الكبيرة ، والوجاهة القبلية المؤثرة ، ليس على مستوى دثينة ، أو أبين فحسب ، بل على مستوى اليمن عموما ، لما عُرف به من علاقات واسعة ، وتأثير اجتماعي كاسح ، سخر هذا كله لخدمة الناس ، واصلاح ذات البين ، فنجح في حل الكثير من المشكلات ، ووأد الكثير من الفتن ؛ التي حاول نظام صالح إذكاءها بين القبائل لتمزيق النسيج الاجتماعي ، وعرى التاخي بين قبائل المنطقة الوسطى خصوصا ، وأبين عموما .
خرج محمد حسين عشال من رحلته هذه فقيرا معدما ، كأي مخلص عاش للوطن ، ومات من أجل الوطن ، عاش مع الناس ومات بينهم ، التصق في حياته بالجماهير البسيطة ، مدافعا عن قضاياهم ، حاملا همومهم وآمالهم ، وسقط شهيدا في أوساطهم .
محمد حسين عشال ابن أبين الذي خرج منها صغيرا قسرا مع أسرته في سبعينيات القرن الماضي ، ومعهم الكثير من الأسر التي غادرت موطنها قسرا نتيجة الصراعات السياسية حينها ، ليستقر به المقام في تعز ، عاش فيها ، وتعلم فيه ، أحب الحالمة ، وأحبته ، وبادلها الوفاء بالوفاء ، فلم يغادرها ؛ وأصرّ على البقاء بين أهلها رغم الحصار الذي فرضه الحوثيون عليها ، والدمار الذي الحقوه بها ، رفض مغادرتها ؛ حتى ترجل الفارس الكبير من على فرسه ؛ جراء قذيفة حوثية استهدفت منزله لترتقي روحه الطاهرة إلى بارئها في مثل هذا اليوم 10/ يونيو /2016م ، رحم الله الراحل الكبير محمد حسين عشال رحمة واسعة ، واسكنه فسيح جناته .
سعيد النخعي
القاهرة 10/ يونيو /2018م