في ذكرى رحيل محمد حسين عشال

2018/06/11 الساعة 03:14 صباحاً

 

ثلاث سنوات مضت على رحيل الشهيد/ محمد حسين عشال الراحل عنّا  بجسده ، الحاضر في قلوب ووجدان محبيه وكل من عرفه بمثله وقيمه .

رحل محمد حسين عشال القائد السياسي الصلب الذي  لم تخضعه نوائب الدهر ، وعوادي الأيام ، ولم تذله المغريات ، فعاش مناضلا صلبا يتقدم صفوح الشرفاء المنافحين عن قضايا الوطن .

رحل محمد حسين عشال بعد أن أمضى ردحا طويلا من حياته متنقلا في المناصب ، إبتداء من وكيل أول محافظة أبين ، فذمار ، ثم عضو في مجلس الشورى ، ليخرج بعد هذه الرحلة الطويلة فقيرا  معدما ، لا يملك حتى منزلا .

 رحل محمد حسين عشال ، الشخصية الاجتماعية الكبيرة  ، والوجاهة القبلية المؤثرة  ، ليس على مستوى دثينة ، أو أبين فحسب ، بل على مستوى اليمن عموما ، لما عُرف به من علاقات واسعة ، وتأثير اجتماعي كاسح ، سخر هذا كله لخدمة الناس ، واصلاح ذات البين ، فنجح في حل الكثير من المشكلات  ، ووأد الكثير من الفتن ؛ التي حاول نظام صالح إذكاءها بين القبائل لتمزيق النسيج الاجتماعي ، وعرى التاخي بين قبائل المنطقة الوسطى خصوصا ، وأبين عموما .

خرج محمد حسين عشال من رحلته هذه فقيرا معدما ، كأي مخلص عاش للوطن ، ومات من أجل الوطن ، عاش مع الناس ومات بينهم ،  التصق في حياته  بالجماهير البسيطة ، مدافعا عن قضاياهم ، حاملا همومهم وآمالهم  ، وسقط شهيدا في أوساطهم .

محمد حسين عشال ابن أبين الذي خرج منها صغيرا قسرا مع أسرته في سبعينيات القرن الماضي ، ومعهم الكثير من الأسر التي غادرت موطنها قسرا نتيجة الصراعات السياسية حينها ، ليستقر به المقام في تعز ، عاش فيها ، وتعلم فيه ، أحب الحالمة ، وأحبته ، وبادلها الوفاء بالوفاء ،  فلم يغادرها ؛ وأصرّ على البقاء بين أهلها رغم الحصار الذي فرضه الحوثيون عليها ، والدمار الذي الحقوه بها ، رفض مغادرتها ؛ حتى ترجل الفارس الكبير من على فرسه ؛ جراء قذيفة حوثية استهدفت منزله لترتقي روحه الطاهرة إلى بارئها  في مثل هذا اليوم 10/ يونيو /2016م  ، رحم الله الراحل الكبير محمد حسين عشال رحمة واسعة ، واسكنه فسيح جناته  .

                    سعيد النخعي
          القاهرة 10/ يونيو /2018م