لن ننتصر للوطن دون أن نتحد , شتاتنا وتمزيق أواصرنا هو خذلاننا وانهزامنا وفشلنا في ترسيخ ثقافة الدولة والمواطنة والنظام والقانون وتهيئة المناطق المحررة لحياة كريمة وخدمات ميسرة , وحقوق متاحة , وتخفيف من حدة المعانات والآلام .
لازلنا قابعين في دور الضحية , لا ندرك التحديات فوجد فينا الطامعون والمغرضون والواهمون أدوات , لأننا تهنا عن شرعيتنا وإستعادة الدولة الكفيلة في ترتيب البيت وأولوياته , ومسار التحول المنشود والمستقبل الموعود الدولة الاتحادية العادلة كحل لكل مشكلاتنا بلا ضرر ولا ضرار .
لا يمكن أن نرى الدولة كمؤسسات وهيئات بشخصيتها الاعتبارية دون شرعية نستظل بها وتضلنا , شرعية فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي المعترف بها شعبيا وإقليميا والمدعومة دوليا .
عاد لعدن وعادت الروح لها , عدن عاصمة الحراك السياسي والاقتصادي وايقونة الثورة , ومنطلق العمليات العسكرية لاستعادة الدولة والشرعية , ونحن على ثقة بعقلانية وتبصر فخامة الرئيس ستكون نموذج للدولة المنشودة , كخطوة مهمة نحو الانتصار للوطن ومشروع الدولة الاتحادية ومخرجات الحوار الوطني .
وجود فخامة الرئيس في عدن فرمل كثيرا من الخلافات والصراعات السلبية التي بدأت تنحوا منحى خطير , بتنافر أيدلوجي وحزبي وبوادر مناطقية ومذهبية وكراهية وتمزيق للأواصر والنسيج الاجتماعي والوطني وتفسخ أخلاقي واضح , وجوده اخرس تلك الأفواه والأبواق مصدر الفرقة والشقاق , وسيستقيم العود المعوج , ويستقيم معه ميزان العدل بإذنه تعالى .
أملنا في فخامة ولي أمرنا في مبادرة إصلاح الأحوال وتجاوز المحن والمعانات والنصر للوطن , وكل الأطراف اليوم نسمعها تنادي وترى في فخامتك خيرا لإصلاح أحولنا التي لا تسر , وأجمل ما في هذا النداء , أن يتفق الجميع على أحادية ولي الأمر , وجب طاعته في كل خير وصلاح للأمة ودعمه ومساندته ومن حقنا بعد ذلك مطالبته .
عدن تتعافى بوجود فخامة الرئيس بيننا كولي أمر يلتف الناس حوله والحكومة الموقرة , ومن اليوم لا مجال لمبررات تأخير إصلاح أحاولنا ولا تواطأ في الخذلان لتوحيد الصف تحت راية الشرعية , ننتظر اليوم وعلى عجالة خطوات عملية لتوحيد المؤسسات الأمنية تحت سلطة الدولة ممثلة بوزارة الداخلية , لننهي الشتات الأمني القائم والمتسبب بالانفلات والاتكال على الغير , وكلا يرمي سهامه في اتجاه الاخر , لنتخلص من بقايا الحرب والمليشيات , ويتم محاربة الجريمة والإرهاب والفساد بإستراتيجية دولة بشخصيتها الاعتبارية .
عدن تحتاج لمحافظ من أبنائها الأكفاء وهم كثر , وإصلاح مؤسساتها الإرادية وضبط إيراداتها لتصب في البنك المركزي , لتسهم في أصلاح أحوالها , تعبنا عبثا وخذلان وصراعات ومهاترات ومعانات , الناس تموت جوعا وعوز وعجز في مواجهة الحياة والمرض وغياب السلطة , عدن اليوم تنتظر رعايتك وهمتك في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خدماتها ومؤسساتها وعودة رونقها والروح لها , وضمان استمرار شريان الراتب لكل الموظفين والمستحقين شهريا دون مواربة , نريد أن يستقيم العدل في الراتب بين كل الشرائح والفئات , عدل تسوية رواتب المدنيين والمتقاعدين كالعسكريين , نريد دولة ومؤسساتها , نريد تفعيل مؤسسات الرقابة والمحاسبة لتعيد للنظام والقانون اعتباره ليكون الحكم بيننا , نريد عدالة باستقلالية القضاء والنيابة , وإغلاق السجون السرية , ومحاسبة المخلين والمتسببين في كل هذه المعانات والفشل والتدهور في الخدمات وانهيار وتفسخ الأخلاقيات والقيم والمبادئ , نريد ضبط إيقاع الحياة نحو الحق و إخراس دعاة الفتن والعصبيات والخطاب النتن المتسبب في إثارة هذه النعرات .
فخامة الرئيس سير للأمام ونحن جنودك في الحق لننتصر للوطن , بالشرفاء والوطنيين والإبطال الصناديد في الجبهات من العمالقة والجيش الوطني والمقاومة الجنوبية والوطنية , لنستعيد وطن أرضا وإنسان من أيادي عملاء إيران ,من التسيد والهيمنة والاستبداد ولصوص الثروة والحلم والواهمين , بقوله تعالى : إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ صدق الله العظيم
احمد ناصر حميدان