اصرفوا راتبي، ولكن لا تخصموا منه شيئاً :
بقلم/ أنور الصوفي
سيتم في الأيام القادمة صرف معاشات الجيش والأمن، وقد استبشر الجنود بهذا الخبر، ولكنهم عندما يذكرون القيادات التي تشفط جزءاً كبيراً من الراتب تصيبهم خيبة الأمل، خاصة وقد عملوا حسبة لهذا الراتب، فرجاءً اصرفوا راتبي ولا تخصموا منه ريالاً واحداً، لأننا قد وزعناه على البقالات، والديون المتراكمة .
لقد وجه الرئيس بعدم الخصم من راتبي، فرجاءً لا تخصموا منه شيئاً، لا تخصموا فإنني أخشى على أبنائي من الجوع، وأشفق على أبنائكم المرض والأوجاع .
لا تخصموا من راتبي ففيه رغيف عيالي، ودواء أبي وأمي، لا تخصموا من راتبي ففيه فاتورة الكهرباء وثمن الماء، فيه تطبيبي وعلاج أولادي، لا تخصموا منه شيئاً ففيه فرحة أولادي بكسوة العيد، فلا تسرقوا فرحة أولادي ولا تنهبوا علاجي وعلاج أولادي، ارحموا أنفسكم وأهليكم من أكل الحرام .
أيها القائد: يتسابق الأبطال تجاه الجبهات وأنت تسابق الزمن لخصم معاشي، فعليك من الله ما تستحق أيها اللص في عز النهار، أيها السارق في رابعة النهار، أيها اللص الذي لا يستحي كف عن سرقة جنودك، وستكبر في نظرهم، مد يدك يوم الراتب وسيضعون فيها ما يقدرون عليه، ورغم أنه سحت فهو أهون من فرض سياسة أمر الواقع .
قبح الله من يخصم من معاشات جنوده ليضعها في ورم في بطن ابنه أو زوجته، قبح الله من يخصم من معاشات جنوده ليضعها جلطة في شريان زوجته وابنه وقلبه، قبح الله من يخصم من معاشات جنوده ليضعها مسماراً في إطارات سيارته فتنتهي حياته وحياة أولاده وزوجته .
كفوا عن الخصم كفوا عن السرقة، وساعتها سنعمل لكم تحية عسكرية تهز الأرض، وإن كان ولابد إنكم فاعلون فاخصموا ببصر، اخصموا ألف أو اثنين ربما تسد جوعكم ونهمكم، وهي كثيرة بالنسبة لرغيف أولاد العسكر.ي الضبحان.