الفنان والممثل في النار

2018/07/15 الساعة 06:44 مساءً

للفن والفنانون اهمية لاتقل عن اهمية اي شريحة اخرى من شرائح المجتمعات في مختلف البلدان والعصور،
للفنان اسلوبه الخاص في ايصال رسالته النبيلة والمحببة لدى الناس،
سواء كان فنان مسرحي كوميدي او درامي
 او فنان الأغنية والشعر 
لهم دور هام في المجتمع،
 وبالفن ينتشر الوعي والحب والسلام والفرح وينشأ الفكر المعتدل
كما ينشأ المجتمع على احترام ثقافة الإختلاف في اي مجتمع يتم فيه احترام الفن !

إلّا عندما يكون المتسلطون في البلدان عبارة عن جماعات عقائدية تمارس التجهيل الممنهج والقمع الفكري كما هو حال اليمن،
حيث انه منذ قدوم الإستيطان الرسي وسلالته التي تحكمت في قوت الناس ومراكز سلطتهم، عمدت الى ترسيخ دين مختلف جذرياً عن الدين الإسلامي الحنيف والمعتدل !
فقد رسخت في اذهان الناس ان الفنان (من اهل النار
لم يكن يعتمد الاستيطان الرسي وسلالته على اي ادلة ثابتة، كما لا يحق لأي كان من الناس ان يقرر عن من يسكن النار ومن يسكن الجنة، حتى النبي عليه الصلاة والسلام نفسه لم يثبت عنه ذلك !
بل ثبت العكس تماماً بقوله تعالى موجهاً لرسوله 
( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ? إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى? إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) صدق الله العظيم 

بل استغلت سلالة الرسي جهل الناس وحبهم للدين في نشر ثقافات ما انزل الله بها من سلطان لخدمة اهدافها وشغفها في التسلط على رقاب الناس وممتلكاتهم فمنعهتهم حتى من التفكير كما قامت بقمع كل من يفكر او يحاول نشر الوعي الاجتماعي !
نتج عن ذلك ماترونه اليوم من جهل لم يعد له مثيل في كوكب الأرض !
كما نتج عنه ايضاً تصور الناس ان الدين ملك سلالة لها الافضلية اجتماعياً ودينياً وحتى على مستوى النسل والزواج، لايحق لغيرها مايحق لها تحت يافطة ( ال البيت )
تقسم الناس الى طبقات منها اشراف وغير اشراف وسادة وغير سادة بعضهم افضل من بعض وبعضهم فوق بعض !

دفن الفن اليمني الذي انتشر في الجزيرة العربية ومؤخراً عبر المهاجرين اليمنيين الى كل بقاع الأرض، لم يكن بالصدفة بل كانت سياسة مدروسة هدفها الاول، هو تجريف الهوية اليمنية وتثبيت هوية معادية لها في مكانها !
ليصبح اليمني عدو نفسه وجيرانه ومحل قلق لكل من حوله !

اليمني مبدع في كل مكان الا في بلاده فإنه لايفكر في اي شيء سوى تخزينته وهو الحد الاقصى المسموح به للتفكير،
تتزايد اعداد الفنانين اليمنيين في بلدان المهجر بشكل كبير، وتظهر المواهب اليمنية بمجرد مغادرتها للحدود لماذا ؟ 
السبب هو ان تلك المواهب لن تكون في مأمن من النظرة الاجتماعية الإحتقارية للفن واهله، التي زرعتها سلالة الرسي طوال فترة استيطانهم في اليمن لاكثر من عشرة قرون !

ثم ان الجرائم الجنائية التي تحدث للفنانين لاحدود لها واذكر بعضاً منها في الامس القريب مقتل (زنبقه) في محافظة الضالع !
كما قتل الفنان (نادر الجرادي
والفنان( سام المعلمي
وعدد كبير من الفنانين لايسعني الوقت الان على ذكر اسماؤهم، يتعرضون للقتل بدون اي ذنب يذكر غير انهم دعاة سلام وناشري توعية وحب !
هذه من اهم الاسباب ادت الى دفن الموهبة اليمنية في ارضها وبين جمهورها !

اخيراً وعذراً على الاطالة فقد اصبح من الضروري حماية رسل المحبة ودعاة السلام احتراماً لما يقدموه من وعي مجتمعي وثراء ثقافي تعجز عنه الشرائح الاخرى، كما يجب مكافحة التطرف والغلو في الدين بكل الوسائل والادوات المتاحة لدى الناس ولدى السلطات ايضاً لكي نصنع مجتمعاً يحب الحياه ويحب الناس !