وطنية أبناء الضالع ويافع الوحدويون غلبتنا

2018/07/18 الساعة 03:13 صباحاً

في مقامي هذا سأتكلم عن نفسي بما كنت أكُنُّهُ بداخلي وبفكري الضيق وبظلمي لأبناء يافع والضالع بأنهم هم عنوان للعنصرية والمناطقية والإنفصالية والتآمر ، وقد يكون الكثير غيري قد عادوا عن غيَّهم في ظلمهم لإخوتنا في الضالع ويافع ، وقد نُعذَر وقد لا نُعذَر  بفكرنا الضيق السابق ولكن حبنا لوطننا اليمني الكبير قد يشفع لنا .

   فيما مضى وفي ظل الأزمة اليمنية منذُ الإنقلاب ترسخت في أذهاننا بأن الضالع ويافع بكافة مناطقها بأنهم إنفصاليين ، والسبب أننا سمعنا الصوت العالي ينادي بالإنفصال بهاتين المنطقتين وهي أصوات نشاز كادت تفطر قلوبنا ، ولم نسمع النغمات المترانمة التي كانت ستطربنا إن سمعناها أوحتى إن سعينا لسماعها بسبب الصخب والضجيج الذي سمعناه من جهلة وأقزام الضالع ويافع وخصوصاً في وسائل التواصل الإجتماعي التي أزعجت مسامعنا ، فإختزلنا هاتين المنطقتين بهؤلاء الجهلة والأقزام وبشلال وعيدروس وأبو اليمامة فكان هذا الخطأ الأكبر الذي إقترفناه بحق أبناء هاتين المنطقتين جميعاً .

   ومع الوقت ومع إستمرارية الأزمة تعرفنا على الكثير من عقلاء ومثقفي وأكاديميي هاتين المنطقتين أدركنا حينها أن الضالع ويافع ليست المذكورين أعلاه ، بل هما هؤلاء العقلاء وهم كثر لم نشعر بهم إلا بعد سماعنا لهم ولمنطقهم ، ويعلم الله أنني حين قابلتهم شعرت بالخجل وأحسست بإحمرار وجنَتَيَّ ، وأول رجل قابلته كان اللواء محسن الداعري وهو قائد عسكري الذي شعرت فيه وطنية وإباء وإقدام وشجاعة وتواضع ووفاء لفخامة رئيسنا ووالدنا عبدربه منصور هادي قلما تجدها في رجل واحد ، وكانت مقابلتي معه بزيارتي له في إحدى مستشفيات الرياض الذي رقد فيها بعد إصابته في ميادين الشرف في محافظة مأرب حينما هرب الكثير بحجة أن هذه الحرب لا تعنيهم ، فإستمعت له ولمواقفه وبالفعل شعرت مدى حبه لفخامة رئيس الجمهورية بكلمتين عندما قال : شاهدت الكثير يغادرون المعركة فوقفنا في أماكننا وقلت في نفسي لقد وثق فيني الحاج الكبير وإئتمني ولن أخذله حتى وإن دفنوني في مكاني ، فودعته وكادت دموعي تنساب للموقف المؤثر وتملكني اليقين بأن وطنيته تجاوزت وطنيتي ووحدويته غلبت وحدويتي .

   الرجل الثاني الذي قابلته كان الدكتور شائع محسن الزنداني سفيرنا في الرياض ، هذا الرجل الرزين علمني معنى الوطنية بمدة قصيرة لا تتجاوز الربع ساعة وكان ذلك في أول لقاء بيننا ، تعلمت منه ماذا تعني الوطنية وكيف أمارسها في سلوكي وأعكسها على الآخرين بل وكيف أفرضها عليهم بسلوكي الراقي وليس بتعصبي الوطني تجاه أي قضية وطنية سواء كانت الوحدة أو الجمهورية أو أي قضية وطنية أخرى ، وحينما غادرت مبنى السفارة أيقنت تماماً بأنني قزم أمام عملاق في وطنيته ووحدويته .

   أما الرجل الثالث فهو صديق شاب دكتور أكاديمي مهذب لطيف فوطنيته ووحدويته أظنها تأتي بعد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، فهو لم يلتفت كما الآخرين إلى المكسب والخسارة في وطنيته ووحدويته فأصبح مكسبه صفر وخسارته 100? ، خسارته كانت أن قيادتنا السياسية لم تستوعبه في وظيفة مع أنه يستحق أن يتبوأ أعلى المراتب كوزير أو سفير ، وخسر كل مستحقاته لعدة سنوات حينما كان يشغل وظيفة في صنعاء وأظنها كانت برتبة معيد في جامعة صنعاء ، وخسر وظيفته كمعيد في إحدى جامعات المغرب الشقيق حينما إستدعته القيادة السياسية وهو على رأس العمل عندما وعدته بمنصب في الحكومة الشرعية ، فخسر وظيفته وإنتهت إقامته وإقامة أسرته في المغرب ، وغادر وأسرته إلى أوروبا عبر المسالك الخطِرة كبقية المهاجرين ، وصادفته المتاعب والمخاطر ولكنه ظل موقفه ثابتاً يدعم شرعية فخامة رئيس الجمهورية مدافعاً عنها في كل المعتركات حتى خسر الكثيرين من أهله وأصدقائه الإنفصاليين ، ومن أراد أن يتحرى عن صحة كلام ستجدونها في جوجل ، فقط أكتبوا الدكتور عبدالحي علي قاسم وسترون صورته ومواقفه من خلال كتاباته الوطنية الراقية وستلمسون سماحة محياه الباسم .

   في الجزء الثاني سأتطرق إلى البعض الآخر من أبناء الضالع وقراها الوحدويون وكذلك يافع الذين لم أذكرهم في هذا المقام ولهم مني حق في ذكرهم ، وقبل أن أغادر مقامي هذا أود أن أرفع قبعتي لكل إنسان ضالعي ويافعي وطني ووحدوي وألتمس منهم العذر فيما مضى من إساءة مني ، ولهم كل التحايا والتقدير والإجلال .