عدن ضحية الأطماع
آه يا عدن لن تسقطي، بل سقط فيك الزيف وعشاق المنصات والهتافات والشعارات، سقطت العصبية والعنجهية والشطط والتهور، جميعهم سيذهبون كما ذهب أسلافهم وستبقى عدن، بفسيفسائها الجميل الاجتماعي والسياسي والثقافي. أيقونتها التعايش، وقبول الآخر، سيسقطون في شر أعمالهم، وقذارة أفكارهم، ودناءة سلوكياتهم، وستنهضين مرتفعة لعنان السماء شامخة شموخ شمسان العظيم وصمود قلعة صيره وثبات الصهاريج، نافثه كل قذارة ونتانة كبحرك الثائر يغسلك بأمواجه وتتطهرين بشرف وكرامة أبنائك المخلصين .
رغم السياج الأمني وثكناتهم العسكرية التي تعكر صفو حياة الناس و متنفساتهم، تدخلها بتفتيش دقيق وسؤال عن الهوية، شواطئها مدججة بالسلاح وحكم العسكر، مراقبة حركة الناس تلفوناتهم التقاط صور للذكرى، هذا ليس متنفساً بل معسكراً على وشك فقدان قرار متهور يمنع الناس من السباحة أو اللهو.
لا يعتقد أن كل ذلك من أجل عدن؟ الصورة واضحة على الأرض .
وضوح جلي من أحداث ووقائع معانات عدن، عدن ليست آمنة ولا مستقرة، عدن على صفيح ساخن، تزداد سخونته وتقل بمقدار تقارب الأمارات وأدواتها من الشرعية، في صفقات هشة، صفقات مصالح وأجندات لا وطنية، مجرد أن تنهار في ابسط خلاف، تتحرك آلة القتل والموت لتصطاد الشرفاء والأخيار، وتبدأ آلة الإعلام الهابط تبرر لتلك الجرائم، بل تبحث عن كبش فداء، لتغرر بالناس وتبعدهم عن الحقائق لتروج للإشاعات، في خلط واضح للأوراق لاستمرار مسلسل القتل والارتزاق .
الحقيقة ليست بعيدة عنا، المتابع للأحداث ومحاربة الإرهاب والاغتيالات، سيجد أن هناك تحايلاً غبياً للمعنيين، في تصريحاتهم عن اللقاء القبض عن خلايا إرهابية، عن قتلة الشهيد المحافظ جعفر محمد سعد، وقتلة الشهيد الشيخ/ عبد الرحمن العدني، وسونيا وعصابة اغتيالات، وحكاية تهريبها لصنعاء، وقاتل جندي كلية الآداب، وللعلم كل ذلك كان من عمل المقاومة الجنوبية، ولم نرى من الأمن غير تصريحات حول القبض عن خلايا إرهابية خطيرة والتباهي بذلك، مع وجود بعض الشرفاء ودورهم في كشف خبايا ذلك وتعرضهم للمخاطر.
المهم اليوم في ظل استمرار مسلسل الاغتيالات والتصفية، يريد الناس الكشف عن نتائج التحقيقات وتقديم المجرمون للعدالة، معرفة هوية هذا القاتل الذي يعكر صفو الحياة، الإجابة عن الأسئلة المهمة أين هولا المتهمون؟ وما هي نتائج التحقيقات؟،ولماذا لم يقدموا للمحاكمة؟
أسئلة كثيرة تثير الشك والريبة ما لم تقدموا مبررات مقنعة للناس وعدن.
الإمكانات متوفرة، وإلا ما معنى التهديد والتلويح بالقوة، لحسم الموقف في لحظات أو أيام في عدن، قوة عسكرية لا تستطيع أن تمنع هذه الجرائم، وتوفر السلم الاجتماعي والأمن والأمان، قوة تشكل خطر على عدن بل والبلد، لأنها تنتج إرهاباً وإرهابيين،كل الذي رمى قنبلة على نازحي الحديدة، سلوكياتها وسياساتها غير عقلانية وتهيئ البيئة للفوضى والإرهاب والفساد.
احمد ناصر حميدان