*
مضت 3سنوات وأكثر على زحف جماعة الحوثي إلى( لحج) ومحاولة وصولها إلى الحوطة وتبن ومن ثم إلى (عدن) كان الكل يترقب قدوم هذه القوات المجرمة وكنا كلنا امل ان تتعثر هذه القوات عند معسكر (بلوزة) وقاعدة (العند) وقد ذهب الكثير من الشباب إلى (العند) حتى يتم تسليحهم من أجل التصدي للمليشيات الا انه تم رفض تسليح الشباب تحت حجج واهية..
بعد ذلك تواصل معنا اخواننا من شباب (كرش) الذين حاولوا عرقلة القوات بما لديهم من إمكانيات بسيطة الا ان القوات كانت أكبر من إمكانياتهم فقال الشباب أن القوات تجاوزت كرش وجسر عقان
عندها ذهبت إلى صبر للقاء الشهيد البطل( توحيد محسن هايل) والتقيت به عند مدرسة صبر(مدرسة الشهيدة سامية) على الخط العام وتحدثت معه حول الأمر وخطورته فقال لي لن نسكت وسنقاوم إلى آخر قطرة من دماءنا واتفقنا على التنسيق ورصد ومتابعة التحركات للقوات المعادية وحصلت أيضا تحركات من بعض الاخوه لترتيب الصفوف ومحاولة إيجاد أبواب للدعم
عندها بلغنا خبر أن المليشيات وصلت وسيطرت على معسكر (لبوزة) من غير اي معركة تذكر واتجهت القوة إلى (العند) وتم تسليم القاعدة للحوثيين من قبل القوات التي كانت موالية للحوثيين وعفاش تفاجئنا جميعا بالانهيارات المتسارعة وسقوط قاعدة(العند) تلكم القاعدة والحصن القوي وانهارت معها معنويات الكثير من الناس في (لحج وعدن) إذ بسقوط العند تصبح مناطق لحج وعدن مكشوفة ومفتوحة للعدو من الناحية العسكرية
وفي يوم الأربعاء 24/3/2015 كان موكب وزير الدفاع (محمود الصبيحي وفيصل رجب وناصر منصور) في طريقهم إلى قاعدة العند للترتيب لاستقبال الرئيس الذي كان في طريقه من عدن إلى العند لكن لما وصل موكب الصبيحي إلى الحسيني تعرض لكمين وتم حصارهم و أسرهم جميعا من قبل المليشيات التي كانت تخطط مع أعوانها لأسر واعتقال الرئيس لكن وصل الخبر للرئيس بسقوط العند وأسر الوزير ومن معه في هذه الأثناء تقدمت قوة كبيرة من المليشيات باتجاه الحوطة لكن كان هناك مجموعة من شباب الحوطة وتبن ومعهم بعضا من ابناء الصبيحة قد تمركزوا في بساتين الحسيني بما لديهم من سلاح بسيط حيث قام (الشهيد توحيد) ومن معه من شباب من ال سلام والعزيبة وأبناء صبر والمجحفة والحمراء وباقي قرى تبن بمساندة إخوانهم من ابناء الحوطة ودارت رحى
(اول معركة ضد المليشيات على مستوى الجنوب) استمرت المعركة لساعات لكن القوى لم تكن متكافئة استشهد عددا من الشباب وقتل أيضا عددا من المليشيات ثم انسحب الشباب إلى الحوطة وتمركزت المليشيات وبدأت تتقدم وسيطرة على مدخل الحوطة والمجمع القضائي لكن الابطال لم يتسرب إليهم اليأس بل قام أبناء المقاومة من الحوطة وتبن بإعادة ترتيب صفوفهم داخل أحياء الحوطة وبالذات في (حارة الرباط) وحصلت مناوشات مع المليشيات في الرباط وسقط فيها اول شهيد داخل الحوطة وهو البطل(عبدالرزاق عارف) انهارت معنويات الكثير من القيادات وكنا نسمع هنا وهناك انه لايوجد جدوى من المقاومة لأن الأمر قد حسم والرئيس قد خرج من عدن لكن أبناء الحوطة وتبن كانت لهم نظرة أخرى استمروا بالمقاومة والقتال.. في هذه الأثناء انطلقت عاصفة الحزم وأعادت الأمل ورفعت المعنويات عند الكل
وقام إلابطال في (صبر) بعمل كمين كبير راح ضحيته مايقرب من 70 من المليشيات على الخط العام في صبر
بعد أن استهونت المليشيات بأبناء (الحوطة وتبن) وحصل معهم ماحصل من قتل وتنكيل بدأت المليشيات المحاولات الجادة لاخضاع الحوطة بشتى الوسائل الا ان شبابها صمدوا ولقنوا العدو دروسا في التضحية والفداء كانت جبهات الحوطة مشتعلة في كل شارع وحارة وتحولت كل الحوطة إلى جبهات مفتوحة سطرت هذه الجبهات ملاحم بطولية عظيمة أعاد هؤلاء الشباب (للحج) عزها و مجدها وبعضا من بطولاتها التي سطرها الآباء والأجداد والتي حاول بعض المرضى إظهار لحج وأبناءها بأنهم ليسوا اهل شجاعة وحاولت هذه القوى إلصاق (تهم الإرهاب والتطرف) بأهل لحج وشبابها كان كل يوم يمر في هذه الجبهات يسقط جريح ونشيع شهيد كانت الأمهات تودع أبناءهم بالفخر والعزة والكرامة سقط خيرة شبابنا في الحوطة شهداء من الحوطة و بيت عياض والمجحفة والحمراء وغيرها من قرى تبن سطر هؤلاء الشباب بطولات نادرة وقصص سيخلدها التاريخ سيخلد قصة الشهيد أشرف ورمزي ونايف والشعطار وبن خميس صاحب الحمراء وناصر محمد السلامي وأواب وعلي المعلم وخالد الشلن والعيساوي وطه الصبيحي وخالد سعد واحمد نجيب و احمد العسيري وغيرهم كثير من الشهداء الابطال الذين سطروا بدماءهم أقوى معركة وهي معركة الصمود في الحوطة التي استمرت لأكثر من شهرين لم تسقط الحوطة بسبب صمود الابطال فيها رغم شحة الإمكانيات سقطت مناطق كريتر والخور والمعلا والحوطة لم تسقط لكن التغطية الإعلامية ضعيفة وكانت القيادات لا ترى أن الحوطة ذات أهمية تذكر لذلك لم يقدم الدعم الكافي لها وما كنا نحصل عليه كان دعم بسيط عن طريق بعض الابطال أمثال الشهيد راوي والشيخ المسيميري ولاننسى دور الأخ نايف البكري الذي كان يتواصل معنا اول بأول لمعرفة التطورات في الحوطة تكاتف الجميع في معركة الحوطة لم يكن هؤلاء الابطال يتبعون حزب او جماعة أو أي جهة ولم يكن قتالهم من أجل اي طرف سياسي وإنما قتالهم كان من أجل كسر المشروع الفارسي وحفاظا على أرضهم وعرضهم لا أريد أن أذكر أسماء الشباب القادة الذين كانوا اساس في تشكيل المقاومة حتى لا أنسى اسم فيظن البعض اني تركته عمدا كانت الحوطة على وشك إعلانها منطقة محررة كل أحيائها بعد تحرير مساوى والخطيب والخيرات ولم يتبقى الا القليل وكان الترتيب والإعداد لشن هجوم كاسح بالتنسيق مع القرى المجاورة فقد كان الحوثيين في أضعف حالاتهم وتم استنزافهم
لكن تمت هدنة مع الحوثيين والتحالف استطاعت المليشيات إعادة ترتيب صفوفها وأدخلت الذخائر وبعض الأسلحة فقامت المليشيات بقصف الحوطة بكافة الأسلحة وكان القصف شديد جدا لم تشهد الحوطة له مثيل مما اضطر الشباب للانسحاب حفاظا على أرواح وممتلكات أبناء الحوطة كان الانسحاب إلى القرى الشرقية للحوطة الحمراء والمجحفة وطهرور ثم توزع الابطال على كل الجبهات في (عدن وسيلة بلة وأبين) وسطر هؤلاء الابطال أروع البطولات في هذه الجبهات واستشهد عدد كبير منهم كانوا يقاتلون مع إخوانهم وانظارهم باتجاه حوطتهم وقراهم حتى جاء اليوم الموعود المنشود
ففي يوم الثلاثاء 4 أغسطس الساعه الثانيه بعد الظهر من عام 2015م كانت الفرحة الكبرى بتحرير الكثير من قرى تبن الفيوش المجحفة الحمراء عبرلسلوم بيت عياض وكافة القرى وصولا إلى تحرير الحوطة سآلت الدموع فرحا و زغردت النساء وخرج الأطفال يرقصون ويلعبون ابتهاجا بيوم النصر العظيم الذي تحقق على أيدي أبطال المقاومة من الحوطة وتبن وباقي مناطق الجنوب جنبا إلى جنب مع إخوانهم من ابناء الحوطة وتبن
سيسجل التاريخ أن ابناء لحج ، ببساطتهم وعفويتهم ومدنيتهم وثقافتهم وادبهم أُجبروا على خوض معركة غير متكافئة فرضتها عليهم مليشيا الانقلاب وعلموهم كيف تكون البطولة والفداء والرجولة
في معركة الصمود والتحرير في الحوطة وتبن عملنا مع الجميع وعمل الجميع من أجل لحج وأهلها من أجل الدين والعرض والارض ومن أجل كسر الانقلاب خرج الجميع من أجل قيام دولة المؤسسات دولة العدل والمساواة التي يتساوى فيها الجميع خرج أبناء الحوطة وتبن من أجل إعادة حقوقهم المسلوبة من 67م إلى يوم الناس هذا..
في معركة الصمود والتحرير كان هناك قادة وابطال وجنود مجهولون في كل المجالات ، على خط النار في الجبهات او في مجال الاغاثة والخدمات ، وخضنا الى جانبهم اصعب المعارك التي عززت من صمود مديتنا
مرت ثلاث سنوات على تحرير الحوطة وتبن ، لكنها الى الان لازالت الخدمات صعبة ولازال الوضع المعيشي صعب غلاء فاحش وتهميش متعمد للكوادر وتجاوزات بحق الشرفاء من ابناء الحوطة وتبن الى الان لم يتم استيعاب شباب المقاومة في الأجهزة الأمنية الا القليل لذلك لابد من هيكلة الأجهزة الأمنية في لحج على اساس وطني بعيدا عن المناطقية والقبلية ويتم استيعاب الكل فيه وأيضا لابد من الاعتذار لكل من انتهكت حرمة بيته ظلما ورد الاعتبار لكل من غيب خلف السجون وفتح ملفات من قتلوا تحت التعذيب ليأخذ القانون مجراه. ولا بد من تفعيل مؤسسات الدولة الأمنية والخدمية وفتح النيابات والمحاكم وإحالة القضايا إليها .
مرت ثلاث سنوات على تحرير الحوطة وتبن ومازلنا نبحث عن الدولة المدنية بعيدا عن المليشيات الهمجية ، وسنظل نبحث عن ذلك مالم تفرض الدولة سيطرتها وتتوحد اجهزتها الامنية ويتم تعيين ادارة محلية مخلصة للوطن والمواطن في لحج.
في ذكرى التحرير الثالثة ، يحق لنا ان نفخر ويحق للحج ان تفاخر برجالها الذين هاجروا الى الله ورسوله بأرواحهم ودمائهم الطاهرة التي روت كل جبهات العزة والكرامة لمواجهة واسقاط الانقلاب على مستوى الوطن كله وفي كل الجبهات.
وعلى راسهم الشيخ غسان العزاني ، وياسر الحبيشي، والشيخ خالد سعد ، والحبيب وضاح السقاف والقائد توحيد محسن هائل وطه الصبيحي وغيرهم
في ذكرى التحرير نرفع التهاني لكل الابطال الذين كان لهم الدور الكبير في التحرير من مختلف المناطق في الجنوب ومن مختلف المشارب والتهنئة مرفوعة كذلك للأخ محافظ المحافظة اللواء التركي وهي لكل أبناء لحج
اخيرا نسأل الله أن يتقبل الشهداء الابطال ويشفي الجرحى ويجزيهم خير الجزاء ونطالب الحكومة والسلطة باستكمال علاجهم والاهتمام بهم وبأسر الشهداء الابطال
ونقول إن القادم أجمل وأننا متفائلون ونحسن الظن بالله والله غالب على أمره
هاني عبدالحميد كرد
وكيل محافظة لحج
رئيس مجلس المقاومة في الحوطة وتبن لحج - سابقا