كلمة بن دغر الرؤية والوضوح
فيصل العواضي
لكل مقام مقال وقلة من البشر هم من يدركون هذه الحقيقة وعندما يتحدث رجل بمستوى الدكتور احمد عبيد بن دغر وفي مؤتمر يناقش امرايترتب عليه مستقبل وطن تتجاذبه الصراعات وتحاك ضده المؤامرات علينا ان لا تقرا هذا الحديث قراءة عابرة خاصة انه تضمن رؤية واضحة لموقف الشرعية في مرحلة دقيقة جدا وفي رسالة لا تقبل اللبس لكل من يعنيهم امر اليمن ويالذات المواطن اليمني سند الشرعية ومحور عملها.
ومن نافلة القول ان المواطن اليمني يعتوره قلق شديد في هذه المرحلة قلق على الجمهورية والثورة وقلق على الوحدة وقلق من الحوار المراد فرضه على الشرعية ومعه فرض الأمر الواقع وجاء انعقاد مؤتمردعم المرجعيات وسط تطلع الى ما سيخرج به وتنفس الناس الصعداء وهم يستمعون الى كلمة دولة الدكتور احمد عبيد بن دغر في افتتاح المؤتمر التي بددت المخاوف وازاحت كابوس القلق عن الناس واطمئن الشعب على مستقبل اليمن الجمهوري الاتحادي الموحد.
وبقراءة حصيفة للكلمة الحصيفة يمكن لنا أن نقسمها الى محاورعدة ابرزها
- محوربناء الدولة المستقبلية الذي خرج به مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة كل القوى الفاعلة على الساحة اليمنية
- محور خطورة وابعاد المشروع الإيراني على اليمن والمنطقة العربية وما مثلته عاصفة الحزم في التصدي لهذا المشروع
- محور خلفية الصراع التاريخي في اليمن وكيف مثل رؤية الدولة الاتحادية المخرج من هذا الصراع
- محور التحديات التي تواجه الشرعية في المناطق المحررة وخطورة الدعوة الى التجزءة التي لا تقل خطورة عن انقلاب الحوثس على الثورة والجمهورية
- وأخيرا التحذير من مخاطر ما يراد فرضه على اليمن والمنطقة من التسليم بالانقلاب كامر واقع واهمية تنفيذ المخرجات ليس لليمن فحسب ولكن للمنطقة وللعالم باعتبار الانقلاب مثل تهديدا للامن القومي العربي ولامن العالم .
ويمكن اقتباس فقرة من هذه الكلمة كثف فيها الدكتور اخمد عبيد بن دغر الرؤية حيث قال(نحن الآن في اليمن، في مفترق الطريق، أمام اختبار صعب، وكأمة ليس لدينا فيه خيارات كثيرة لنلجأ إليها، والإطروحات التقسيمية والتجزيئية في المنطقة بدءاً باليمن علينا رفضها بصراحة ومقاومتها بقوة وعلانية ووحدة في الموقف العربي تحت راية المملكة وقيادتها العروبية الفذة، علينا أن نرفض دعوات الهدنة التي تؤدي إلى القبول بالأمر الواقع، لأن القبول بالأمر الواقع يعني باختصار التقسيم، فإن قبلنا بتقسم اليمن، علينا أن نقبل غداً بتقسيم غيره من البلدان العربية، والدولة الاتحادية وهي التلخيص المكثف لمخرجات الحوار الوطني وللإرادة الوطنية اليمنية هي حبل الإنقذ والنجاة في بلادنا، وهي حائط الصد أمام الدعوات المناطقية، والمذهبية والتفكيكية.
إن مخرجات الحوارالوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن تمثل مرتكزاً ومرجعية للحل السياسي والوطني في بلادنا، إنها تمثل أداة للخروج من حالة الحرب، وتحمي المجتمع اليمني من الانزلاق نحو المجهول، إنهاً حلاً لأزمة الدولة والمجتمع معاً. وسياجاً صلباً لمنع الطموحات الايرانية من التمدد في اليمن، على حساب أمننا ومصالحنا المشتركة.).
لقد سمى الدكتور بن دغر في كلمته الأمور بمسمياتها فكما كان صريحا وواضحا في كشف ابعاد الانقلاب المدعوم من ايران كان صادقا في وصف دور الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي وما مثله هذا الدور في انقاذ اليمن ودولته الشرعية كان كذلك واضحا وصريحا بالإشارة الى مخاطر المشاريع المناطقية والجهوية التي لا تختلف في مسلكها عن مسلك الحوثيين في تنكرهم لمخرجات الحوار الوطني وخروجهم عن الاجماع الذي كانوا طرفا فيه ولم يلق الدكتور بن دغر اتهاما جزافا لاي طرف او فصيل وهو موقف يحسب له خاصة في هذا الظرف الدقيق والحساس .