من كان مشكلة لا يكون حلا
الناس تتطلع للدولة المدنية دولة النظام والقانون ,يتساوى الناس امامه , دولة العدل والانصاف و الانسانية , لوطن يستوعب كل الاطياف والمشارف الفكرية والاعراق , في مجتمع متعايش ومتنوع , فسيفساء الحياة وايقونتها الرائعة .
شمالا وجنوبا ضجرت الناس من الاستبداد والهيمنة والصراعات والحروب , بمختلف الاشكال والمبررات , اصابهم ملل المنصات وسحر الشعارات ,والنتيجة خذلان , ومن الغباء ان يلدغ المر من جحر مرتين , وترفض تجريب المجرب الفاشل .
سنحت الفرصة لقوى جديدة لتبرز في الجنوب , لتقدم نفسها بصورة افضل مما هي علية اليوم , لو استمالت الناس بسياسة حسنة , لكنها غرقت في وحل الصراعات الاقليمية والمحلية , وقدمت نفسها صورة طبق الاصل للنظام السابق في استخدام محاربة الارهاب للحفاظ على عرشه بالترهيب والترغيب , وسقط غير مأسوف علية ملطخ بالانتهاكات , وها هي تطارها اليوم شبح انتهاكاتها , في تقارير المجتمع الدولي والمحلي .
كنت ككل الجنوبيين المراهنين على الكيان الجامع , لترسيخ الدولة الجامعة في الجنوب على امل ان تعم الشمال , كيان انتقالي , له من اسمه انتقال السلطة لأيديهم , غير ذلك خذلنا , قدم نفسه خادما لأجندات خارجية , مستفيدا من دعمها للوصول السهل للسلطة , وتناسى تطلعات الناس , سقط رهاني في تشكيلته التي احتوت قوى, عما قريب لم تكن تؤمن بالقضية , ايمانها في مصالحها التي تضررت وتحالفاتها التي استدعت هذه التشكيلة , قوى تمرغت ذمتها بالسلطة , وتخاف من المحاسبة والعقاب, والنزاهة تقترن ببراءة الذمة والعهدة , ومن لم يبرئ ذمته وعهدته من السلطة يظل مثار شك وريبة , خاصة من لازال يحتفظ بأذنابه فيها , مهيمن على مؤسساتها , وايراداتها , جعل منه مشكلة لا يمكن ان ينتج حلا , و الخطاب السياسي والشطط واستعراض العضلات لهذا الكيان هو الانهيار الكلي لما تبقى من رهان , اعلان اجتثاث الاخر دون مصوغ قانوني وهو بعيدا عن السلطة , فكيف اذا امتلكها , مخطئ من يراهن على عطب الذاكرة الجمعية للمجتمع الذي فيه من العقول والكفاءات التي تعي وتستنبط المشكلات , وتقرأ نمط السلوكيات لتستنتج فكر العقلية التي تخاطب هذه المجتمع , عرف الناس حقيقتهم وعقليتهم , وعرف انهم مسيرون وادوات بيد من يغدق عليهم بالمال , فحول بعضهم للصوص ومرتزقة لمن يدفع , وهذا ما جعل الناس تنفرط من حولهم , وفقدت الرهان عليهم , وتراهم مشكلة لا حل .
اليوم ينتفض الشعب ضد التحالف وادواته , انتفاضة قهر وخذلان , والحقيقة واضحة للاعيان , عندما لا ترى دعم للدولة ككيان ومؤسسات وميزانية ,وتعزيز مستوى الدخل القومي , بضبط ايرادات الدولة وحمايتها من اللصوص والفاسدين , بتعزيز المؤسسات الإرادية وتصدير النفط والغاز ,وتمكين الدولة من المنافذ , ليستقيم عودها كدولة تستطيع الايفاء بالتزاماتها للمواطن والخدمات والاستحقاقات , حتى سقط الريال وغرق الناس في الحاجة والفقر والعوز , وانتفضوا ولن يقبلوا بمن هو مشكلة وشريك في الازمة يريد ان يقدم نفسه كحل .
ما يتم اليوم من محاولات يأسه من قبل هذا المكون الهجين ليقدم نفسه كمنقذ وحل للازمة وممثل للجنوب لن تنفع بعد ان نبطح وانتهك واستخدم , وانتهت صلاحياته , مهما استخدم من قوة لترهيب الناس واستمالتهم بالعنف , لن تنفع بل تعمل على تضخيم حجم سجله من الانتهاكات التي ستهلكه وتنهيه , انتهاكات تورط بها مع التحالف , وبكل بساطة يستطيع التحالف اخلاء ذمته منها كعادته ليتحول هذا الكيان لكبش فداء , انتهاكات لن تسقط بالتقادم , رصدتها منظمات دولية ومحلية , ولازال الرصد قائما وتدون وتقدم للمحاكم الدولية , حينها لن ينفع الندم ولنا في التاريخ عبر ودروس يا اوليا الالباب .
احمد ناصر حميدان