هادي وخطاب اللحظة التاريخية
?
د. عبده البحش
يساورني الامل في لحظة اليأس ويخالجني الفرح في أوقات الحزن وانا استمع اليوم الى خطاب فخامة الرئيس المناضل الجسور عبد ربه منصور هادي حفظه الله ورعاه من كل شر ومكروه ومتعه بالصحة والسلامة وموفور العافية، ذلك الخطاب التاريخي الصادق النابع من قلب فخامته ومن ضميره الوطني الحي، انه بحق خطاب اللحظة التاريخية الفارقة في مسيرة شعبنا اليمني العظيم، الذي يتطلع للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية في ضل الدولة الاتحادية، التي يرسي مداميكها فخامة الرئيس هادي ويبنيها على أساس ثابت وراسخ بعد إزالة ركام وحطام وانقاض التجربة الإيرانية العفنة.
خطاب اللحظة التاريخية جاء ليبدد الظلام والاوهام والشكوك بعد ان بلغت القلوب الحناجر وفقد الناس كل بصيص للأمل، حيث العابثون يسرحون ويمرحون في كل ارجاء اليمن وعلى رأسهم العابث الأكبر عبد الملك الحوثي، الذي لم يقبل النصح من فخامة الرئيس هادي، الذي يعتبر أبا لكل اليمنيين وليس مجرد رئيسا لهم، فكان الحوثي بمثابة الولد العاق والضال والطائش الذي لا يعرف قيمة النصيحة من الاب مثله مثل ابن نوح عليه السلام الذي رفض الركوب في السفينة مع ابيه وذهب الى قمة الجبل ليعصمه من الماء فحق عليه القول فكان من المغرقين.
خطاب اللحظة التاريخية حمل في طياته بشارات عظيمة لكل اليمنيين وعكس حرص فخامة الرئيس على وضع حد للمعاناة القاسية التي يتكبدها شعبنا نتيجة الانقلاب الارعن والتصرفات الهوجاء للمتهور عبد الملك الحوثي، الذي اغواه شيطان إيران وابليس لبنان قبحهما الله ونكل بهما جزاء ما اقترفاه من سفك لدماء اليمنيين وتفجير بيوتهم وسرقة مرتباتهم وتدمير سبل حياتهم وتكميم افواههم الى الحد الذي لا يستطيع فيه المواطن اليمني الاعتراض على باطل او قول كلمة حق في موقف عابر.
ان هناك فرق كبير بين القائد التاريخي الذي يحزن ويتألم لمعاناة شعبه وبين القاتل المجرم الذي ينتشي ويفرح ويحتفل وهو يرى الاشلاء والدماء والمشردين والجوعى، لان كل ما يهمه هو مشروعه الخاص مشروع الولاية الصنمية التي جاءت كما قال فخامة الرئيس من غبار التاريخ ومن زبالات القرون الوسطى وعصور الظلام وستذهب حتما الى مزابل التاريخ شاء من شاء وابى من ابى، الفرق شاسع وكبير بين القائد الذي يضع شعبه في حدقات عيونه من المهرة الى صعدة وبين الكائن المسخ المتطفل الذي لا يرى في الشعب سوى حطبا ووقودا لتنور الولاية ذو الادخنة السوداء والروائح الكريهة.
خطاب اللحظة التاريخية جاء في الوقت المناسب ليؤكد لمهووس مران انه لا مجال لتطبيق التجربة الإيرانية في اليمن مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات والحكيم من اتعظ، فالشعب اليمني ليس ملكا للحوثي كما يظن، فلا الشمال حق عبد الملك الحوثي ولا الجنوب حق اخوه يحيى الحوثي، اليمن شعب حر لا يقبل الظلم والكهنوت والأفكار الظلامية المستوردة من الحوزات الإيرانية، اليمن بلد الحضارات ولن يقبل بأقل من الدولة الاتحادية الديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني كما أشار فخامة الرئيس في خطاب اللحظة التاريخية.
خطاب اللحظة التاريخية لفخامة الرئيس هادي تضمن وصية ذهبية هي في الحقيقة وصية الله لملائكته وانبيائه وعباده، الا وهي الصبر، لان الصبر هو كما تقول العرب مفتاح الفرج وطريق النصر وخاتمة الأمور، فالرئيس يطلب من الشعب اليمني قليلا من الصبر كي نصل جميعا الى بر الأمان ونسحق التجربة الإيرانية ونحطم صمنها كما حطم الرسول اصنام الجاهلية يوم فتح مكة، سلام عليك فخامة الرئيس هادي وانت تخاطب الشعب اليمني في احلك الظروف واصعبها، سلام عليك في حلك وترحالك، سلام عليك وانت تناطح الباطل لترفع راية الحق راية اليمن الاتحادي الجمهوري الديمقراطي في جبال مران.