{ قريباً جداً سيريكم فخامة الرئيس أحجامكم الحقيقية }

2018/09/23 الساعة 02:49 صباحاً

قريباً جداً سيريكم فخامة الرئيس أحجامكم الحقيقية 

   هناك قوى خارجية لا تريد أن يكون اليمن بلداً آمناً مستقراً بل تريده بلداً مضطرباً محتقناً ولا تقوم له قائمة ، ولو عدنا للخلف لبعض العقود وبالتحديد للعام 1978م أبان حكم الزعيمين الوطنيين الخالدين في قلوب كل أبناء اليمن إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي عندما كاد أن يُعلن عن قيام دولة يمنية نموذجية موحدة .

   في هذا العام كادت المباحثات أن تصل لنهايتها لتوحيد الشطرين بوحدة نموذجية تضمن حياة كريمة للشعب اليمني شمالاً وجنوباً ، ولكن تلك القوى الخارجية تدخلت لإيقاف هذه الوحدة وقتلها في مهدها ، وبالفعل تمكنت في مؤامرتها ونسفت حلم ملايين اليمنيين حينما قتلت الوحدة في ذاك الزمن بنهاية كارثية نعيش مأساتها حتى اللحظة .

   كانت المؤامرة لإنهاء الوحدة في قتل الرئيس إبراهيم الحمدي على أيادي يمنية خائنة ، وعندما شعرت بأن سالم ربيع علي سار على نفس النهج ومصراً على قيام الوحدة مع الرئيس الغشمي خططت لقتل الغشمي ليُتَّهم في قتله الرئيس سالم ربيع علي ، وفعلاً إستطاعت تنفيذ هذه الخطة وآلت الأمور إلى ما أرادت وحققت الهدف التي خططت لأجله وأيضاً على أيادي يمنية خائنة ، وبعدها تم إغتيال سالم ربيع علي بإتهامه في قتل الرئيس الغشمي .

   في الشمال إستلم زمام الأمور الرجل الدمية التي تحركها تلك القوى وهي قابعة على عروشها ، أما في الجنوب كان هناك رئيس إسمه علي ناصر محمد الحسني ، وكان الجنوب حينها أحد دول المعسكر الإشتراكي فتركوه وشأنه إلى أن بدأ الرئيس علي ناصر محمد بتغيير نظام الحكم من خلال الإصلاحات الإقتصادية ، وبدأ معها بالتفكير في الإستفادة بالثروة الوطنية وإنطلق من الثروة النفطية ، هنا تحركت تلك القوى في المؤامرات وإبتدأت بعصابة التخريب وأظنه كان في العام 1982م .

   حينئذٍ كشف الأمن اليمني الجنوبي تلك العصابة التخريبية وتم محاكمتها ، حتى جاءت فترة الإنقلاب في العام 1986م أيضاً على أيادي يمنية خائنة وهي ذات الفئة المشهورة بالخيانة ، ودخل الجنوب في إحتراب إستمر لأيام ما أدى إلى إضعاف الدولة في جنوب اليمن مما إضطر لساستها الفشلة بالدخول في وحدة مركزية إندماجية باطنها وظاهرها الفشل المحتوم ، وهنا يدرك العاقل بأنه لم تقابل هذه الوحدة أي عراقيل أو مؤامرات ودسائس بل كانت هناك كل التسهيلات وذُللت كل الصعاب لإعلان هذه الوحدة العقيمة ، بخلاف العام 1978م حينما كان سيُعلن عن قيام وحدة نموذجية تخشاها كل دول الإقليم وراح ضحيتها ثلاثة رؤساء يمنيين .

   بعد قيام وحدة العام 1990م المركزية الإندماجية الهشة وما آلت إليه من أوضاع كارثية ومأساوية خلال 21 سنة كان رئيسها الديكتاتوري علي عفاش إندلعت ثورة الشباب في العام 2011م فخلعت الرئيس الديكتاتوري ونَصَّبت بدلاً عنه رئيساً للجمهورية اليمنية رمزاً وطنياً فذاً وهو فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، ومنذُ أن تربع على كرسي الرئاسة رسم ملامح جديدة للوحدة ، وبدأ التدشين بإعلانه لحوار وطني شامل لكافة القوى اليمنية وإنتهى بسن دستور جديد يناسب المشروع الجديد الذي سماه اليمن الإتحادي ، حينها شعرت تلك القوى الساعية لجعل وطننا الحبيب بلداً مضطرباً غير آمن بفشل مسعاها إن نجح هذا المشروع وتحول اليمن إلى دولة إتحادية لا سيما أن الرئيس يمتاز بالوطنية وحبه لشعبه عكس الرئيس المخلوع الذي باع بلده وتآمر على شعبه مع تلك القوى الطاغوتية الكهنوتية فبدأت المؤامرة لإجهاض هذا المشروع .

   وبمجرد أن إنتهت اللجنة المخولة بصياغة الدستور الجديد لليمن الإتحادي إنقلبت مليشيا الحوثي بمساعدة الرئيس المخلوع وبدعم تلك القوى على فخامة رئيس الجمهورية وعلى الدستور الجديد الخاص باليمن الإتحادي ، حتى وصلت الأمور إلى ماهي عليه الآن من إحتراب اليمنيين فيما بينهم وإحتقان بين كل القوى اليمنية الوطنية والمتنفذة وكافة أفراد المجتمع بالإضافة إلى نسف النسيج الإجتماعي لاسيما في الجنوب اليمني ، وهكذا إستطاعت تلك القوى الوصول لأهدافها ولو مؤقتاً وساعدها على ذلك تلك الأدوات الرخيصة في الشمال والجنوب .

   من يعيد الذاكرة إلى الخلف سيتضح له كل ماذكرته حقيقة واقعة خصوصاً إذا سأل نفسه هذا السؤال : لماذا قُتِلَ ثلاثة رؤساء يمنيين في ضرف سنة واحدة عندما كان الجنوب اليمني وشماله على وشك إعلان وحدة نموذجية ، وبعدها أُعلِنَت وحدة إندماجية هشة بكل يسر بين عشية وضحاها ، ثم إنقلبت مليشيا على مشروع اليمن الإتحادي وإندلعت بعده حرباً ضروس أكلت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل ؟ .

   كثير من النخب المتزنة لديها الإجابة على هذا السؤال وقريباً سيعرفها أعمى القلب والبصيرة ، ولكن دعوني أثرثر قليلاً وأقول كلاماً عشوائياً وأطرح بعض الأسئلة العشوائية لعلي آتي بإيحاءات قد يستطيع تفسيرها عميان القلب والبصائر : الحرب الدائرة في اليمن كان مقرر لها أن تُحسَم خلال أسبوعين إلى شهر ولكنها إمتدت لأكثر من ثلاث سنوات مع أن قوة مليشيا الحوثي مقارنة مع قوة دول التحالف مجتمعة تشكل نسبة لا تزيد عن 30 ? ، كانت العملة اليمنية متماسكة نوعاً ما قبل الحرب وكان صرف الدولار اليمني لا يزيد عن 250 ريال يمني وتضاعف الآن ثلاث مرات ، والمشتقات النفطية إرتفعت أسعارها لأربعة أو خمسة أضعاف وينعدم في كثير من الأحيان ، الحالة المعيشية للشعب اليمني وصلت لدرجة الكارثية حتى وصل الحال لبعض الناس أن يقولوا سلام الله على عفاش .

   لماذا إستطاعت دول التحالف أن تحصر مليشيا الحوثي في مناطق معينة ولكنها لم تستطِع أن تسيطر على العملة اليمنية من الإنهيار ؟ ، ولماذا لم تستطيع الحكومة الشرعية أن تدير مطاراتها وموانئها ولا حتى تصدر من بترولها وغازها ؟ وما الحكمة من إنشاء مليشيا تأتمر بأمر دويلة الإمارات كحزام أمني ونخبة شبوانية وحضرمية ؟ وما الداعي من تأسيس مجلس إنتقالي كل أعضاؤه تستقبلهم حكومة أبوظبي وهم يعادون فخامة رئيس الجمهورية والحكومة الشرعية وبين الحين والآخر يقومون بمحاولات إنقلابية بمبررات واهية متأسين بمليشيا الحوثي الإنقلابية ، لماذا تحتظن دويلة الإمارات العفاشيين أحمد وطارق عفاش وهما من ساهما في مساعدة مليشيا الحوثي الإنقلابية ؟ .

   هناك الكثير من الإيحاءات والأسئلة في جعبتي ولكني لن أطيل عليكم بها ، وسأنهي كلامي بقولي بأن تلك القوى التي جاءت لتساعد اليمن وإنقلبت مساعدتها إلى أطماع بأنها لم تعي دروس الماضي التي أخذتها بعض القوى الإستعمارية لليمن شمالاً وجنوباً فوالله خالق الخلق ورب العرش بأنها لن تصل لأهدافها الإستعمارية ولن يركع لها الشعب اليمني ، فالشعب اليمني ليس المجلس الإنتقالي ولا طارق وأحمد عفاش ولا حثالات المؤتمر (هامات المؤتمر تيجان على رؤوسنا) ولا أي يمني إرتهن لهم ، فحقيقة الشعب اليمني ونماذجه هم أولئك الذين فاضت أرواحهم دفاعاً عن التراب اليمني وأولئك الذين ترونهم في ساحات المعارك وميادين القتال يدافعون عن أمهم اليمن ويدافعون عن أراضيكم وكراسيكم من دنس الفرس والمجوس ، الشعب اليمني هو ذلك الرجل الرمز وفارس الفرسان وداهية العرب فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي ، وبإذنه تعالى قريباً جداً سيريكم أحجامكم الحقيقية .

علي هيثم الميسري