نحن هنا أين أنتم ؟ .. لماذا قالها الرئيس باللغة الإنجليزية

2018/10/14 الساعة 02:47 صباحاً

   ( نحن هنا أين أنتم ) كانت آخر عبارة قالها فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي والتي أنهى فيها كلمته الموجهة للشعب اليمني بمناسبة الذكرى ال 55 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ، وكانت في طيها رسائل قوية جداً للقاصي والداني من مناصريه والداعمين لمشروعه العظيم اليمن الإتحادي ومعارضيه المناهضين لمشروعه ، فبث الأمل في صدور المناصرين له بغدٍ مشرق ورفع من معنوياتهم ، وأرعب تلك القوى المناهضة له ولمشروعه وبث فيها اليأس وبالتأكيد سيقلق منامهم .

   بعد سماعي لكلمة صاحب الفخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي وجدت نفسي أسعد إنسان في هذا الوجود ، فقد رأيت في محياه ومن خلال مفرداته الثقة والعزم والحسم والإقدام والإصرار بكسب المعركة العسكرية والإقتصادية ونجاح مشروعه العظيم ، وأيقنت بأن النصر بات وشيكاً وقد نكون قاب أو قوسين أو أدنى من تحقيقه ، وكما قال فخامته قريباً سنرفع العلم في جبال مران .

   هذا هو الفارس الذي إنبرى من بين 30 مليون يمني وتحمل المسؤولية ليعيد لتلك الجماهير عزتها ويحفظ كرامتها ، ولم يأبه للعواقب ولم تثنيه صعوبة المرحلة آنذاك ، فحمل الراية وهو مدرك بكل العراقيل والصعاب التي سيواجهها ، ويعلم علم اليقين بأن حربه ستكون ضروس بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ضد كل تلك القوى الظلامية والديكتاتورية التي ستحاول إستعادة ملكهم إلا أنه قبل التحدي .

   داهية العرب السياسي وفارس اليمن العسكري بالإضافة لإحترافه السياسة والتكتيك العسكري فهو محترف أيضاً بصياغة الرسائل لمناصريه وأعدائه ، فكانت أول رسالة قالها لأولئك الإنفصاليين الغوغائيين الذين جعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة لقوى إحتلالية طامعة بمقدراتنا وثرواتنا وطامحة بنزع إستقلاليتنا لنرهتن لها ، فقال لهم : لن أسمح بما حدث في صنعاء أن يحدث في عدن ، ولن أسمح أن يتقاتل الجنوبيين فيما بينهم ، وكانت هذه الرسالة رداً على غطرسة أولئك بما هددوا به قبل أيام بإستخدامهم القوة عبر مليشياتهم وبإعلانهم خطوات تصعيدية للإنفصال ، وبالتأكيد ستكون هذه الرسالة قد فهموها لاسيما بعد عرفوا أن فخامته قد لوح بورقة واحدة فقط ضد داعميهم القوى الإحتلالية .

   أيضاً في رسالته لتلك القوى الإنفصالية ولمؤيديهم ولكافة أبناء الجنوب حينما قال بما معناه : قد إرتقينا بالقضية الجنوبية وجعلنا منها المرجع لكل مخرجات الحوار بعد أن كانت قضية في نظر النظام السابق تافهة فما بالكم اليوم تتشدقون بها ؟ .. وبالتأكيد الشعارات الثورية الزائفة والعمالة للخارج لن تأتي بحقوق الجنوبيين بل ستزيد من معاناتهم وستزيد من أرصدة المتنطعين والمزايدين والمسترزقين بإسم القضية الجنوبية ، وأتمنى أن يعرف كل الجنوبيين المراهنين على هؤلاء بأن حل قضيتهم ستكون في يمن إتحادي وليس بإنفصال .

   الرسالة الأقوى والأهم هي قوله بأنه تكلم مع رؤساء الخمس الدول العظمى بأن المخرج الوحيد لليمن هي تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وأنهم بالفعل أيدوه جميعاً ، وفي طي هذه الرسالة قال أن إيران صرحت بأنها لن تسمح بنجاح المبادرة الخليجية ، وفي تقديري أن فشل المبادرة الخليجية في اليمن يعني إنتصار كبير لدولة فارس الإيرانية على دول الخليج وعلى الأخص شقيقتنا في الدين والدم والعروبة والجوار المملكة العربية السعودية ، ومحال أن تستسلم مملكة العروبة وتقبل بهزيمتها من عدوها الأول واللدود دولة فارس الإيرانية .

   لم ينسى فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي أن يذكر المملكة العربية السعودية في المؤامرة التي تُحاك ضدها ، فقال إننا نقف (فخامته والشعب اليمني) إلى جانب المملكة العربية السعودية ضد هذه القوى التي صوبت السهم نحوها وتسعى للضرر بها ، فقد إمتزج الدم اليمني بالدم السعودي ، وكأنه يقول فكما وقفت لجانبنا في محنتنا فلن نتخلى عنها في محنتها وسنكون لها وقود حتى تتغلب على كل القوى التي إستهدفتها ، فالشعب اليمني يتسم بالوفاء ولا ينكر الجميل إلا جاحد .

   كانت هناك الكثير من الرسائل وأهم رسالة قالها هي للشعب اليمني حينما حثهم على الصبر وأن الفرج بات قريباً ، وذكرهم بأنه ماضٍ في تحقيق حلمهم ولن تثنية أي قوة على الأرض بتحقيق أملهم بإعلان اليمن الإتحادي ، ولن يكون هناك خيار آخر بديل عن هذا المشروع سيفرضه أصحاب المشاريع الصغيرة ، وإستدل بذلك بقوله : لن تعود اليمن لما قبل الإستقلال في الجنوب وللحكم الكهنوتي في الشمال .

   في خطاب فخامته المرتجل بدأ منتشياً متماسكاً وكأنه خرج منتصراً من معركة ، وأظن أن هذه المعركة كانت التحركات الأخيرة التي كانت ستفضي إلى إقتتال جنوبي جنوبي في عدن لأجل فرض واقع لطالما سعى إليه المجلس الإنتقالي التابع لقوى الكهنوت عبر مليشياتهم ، والتي إضطرت فخامته أن يلوح بورقة واحدة فقط من الأوراق الكثيرة التي يمتلكها فعادوا منكسرين مطأطئي رؤوسهم يجرون خلفهم أذيال الخزي والخيبة .

   في الختام أحب أن أنوه لعبارة ختم بها فخامة الرئيس القائد خطابه أعجبتني كثيراً كان يريد من خلالها أن يوصل رسالة للأقزام الإنقلابيين شمالاً والأذناب الإنفصاليين جنوباً بأنه لن يتحقق لهم شيء وأن كل مشاريعهم هي أضغاث أحلام طالما وأنه رئيس الجمهورية وأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة وأنه من يمتلك الشرعية المحلية والإقليمية والدولية ، وإختصرها لهم بلغة العالم لعلهم يفهموها : WE ARE HERE WHERE YOU ARE 

علي هيثم الميسري