ليلة الهجوم الارهابي كنت هناك
عبداالرقيب الهدياني
كنا عشرة صحفيين من عدن و زملاء لجؤوا الينا من محافظات عدة تقع تحت سيطرة الحوثيين. منا مراسلو صحف محلية وامريكية وخليجية وكتاب ومذيعو برامج في فضائيات محلية.
نتخذ نحن من الدور الثاني مكانا لانجاز اعمالنا بينما الدور الاول هو مكتب البرلماني انصاف مايو..
بين حين واخر يصعد الينا البرلماني انصاف ونتناقش ونتبادل وجهات النظر في جو مفتوح ( سياسة وثقافة ورياضة وحتى الفن والوانه نخوض فيه).
كان يغمرنا شعور كببر ان مدينة عدن قد عادت لسيطرة الحكومة الشرعية وفي طريقها لتفتح سفارات الدول وينتعش الاعلام باعتبارها العاصمة المؤقتة ومن يعول عليها قيادة مشروع اعادة الشرعية الى كل اليمن وانهاء الانقلاب.
يعتبر الهجوم على مكتب انصاف مايو الذي نتواجد فيه يوم 29 ديسمبر 2015م هو ثاني حادثة تشهدها عدن بعد اغتيال المحافظ جعفر محمد سعد في نفس الشهر وتحديدا 6ديسمبر وبين الحادثتين 23 يوما فقط .
وهي نفس المدة منذ تسلم المحافظ الجديد عيدروس الزبيدي مقاليد االمحافظة هو ورفيقه شلال شائع القادمين من ابوظبي وبعد اشهر من اعدادهما هناك.
يقع مكتب انصاف في مدينة كريتر وقريب جدا من البنك المركزي وهي مدينة محكمة الاغلاق عبر منفذين فقط: من اتجاه سوق عدن مول الدولي والاخر من طريق (العقبة) وهناك نقاط امنية في المنفذين يصعب العبور منهما دون تفتيش.
الساعة التاسعة من مساء 29 ديسمبر تمركزت على غير العادة مدرعة اماراتية جوار البنك الاهلي على بعد مائة متر تقريبا شمال المكتب المستهدف شاهدتها بنفسي من سطح المكان واعتقدت انها لتأمين البنك .
وهناك مدرعة اخرى مع حراس البنك المركزي على بعد خمسين مترا تقريبا جنوب المكتب المستهدف اضافة الى نقطة تفتيش امنية اخرى على بعد امتار شرقا في تقاطع الخط الواصل نحو صيرة.بمعنى ان المكتب في منطقة محكمة تحيط به النقاط الامنية بإحكام ويصعب العبور اليه دون تسهيلات.
الساعة العاشرة مساء هز انفجار عنيف ومن قوته سقط جهاز المكيف المثبت في النافذة على راسي وتحطم الحاسوب المحمول الذي كنت اعمل عليه وشعرنا جميعا برعب وهرعنا الى السطح.
علمنا من الحارس فيصل الصبيحي ان باب المكتب الرئيس قد تحطم بفعل الانفجار واعتقدنا ان هناك اقتحام من قبل الارهابين لتصفيتنا.
حصل هناك اضطراب كبير في المكان ولكن لم يكن امامنا من حيلة سوى الانتظار او تسلق سطح المبنى والهروب الى الخلف وهي صعبة و مخاطرة.
لكن بعد دقائق اخبرنا الجيران الذين كانوا في موقع ساعدهم على رؤية ماحصل اوضحوا لنا ان الارهابين قد هربوا بعد انفجار سياراتهم.
كان حديث الجيران ايضا ان الارهابيين ترافقهم مدرعات وسمعوهم يصرخون ويتحدثون بالانجليزية.
اعترف انني عندما قرأت اعترافات المرتزقة وصور الفيديو عبر موقع بازفيد الامريكي شعرت بالدهشة والرعب من جديد خصوصا وقد اعترف المرتزق الاسرائيلي ابراهام جولان انه ثبت المتفجرات على البوابة وكان المفترض ان يتم القضاء على كل من كان في المبنى وانا وزملائي الصحفيين من هؤلاء.
معقول وصل الاجرام الى هذا المستوى وعبر قتلة دوليبن محترفين ودعم مالي كبير من الحليف لاماراتي الذي طلبناه لمساعدتنا وبتصوير مرافق عبر طائرة بدون طيار ومدرعات.
يا الله ..اي شر استوطن هؤلاء الاشقاء العرب ما فتئنا نرحب بهم منذ مجيء التحالف العربي الداعم للشرعية ونرفع صورهم وصفحاتنا في فيسبوك وتويتر شاهدة على ذلك..
كما اني انا احد مراسلي صحيفة الاتحاد الاماراتية المعتمدين منذ بدء الحرب ونقلت اليها تقارير الجبهات وتضحيات التحالف وجهود الامارات في الاغاثة وتأهيل المنشئات وتطبيع الحياة وحوارات صحفية مختلفة صفحات صحف الاتحاد الاماراتية وبوابة العين الاماريتين شاهدتان على ما اقول.