حقائق من جبهات القتال ..وأبعاد كذبة الحوثي الجديدة وبراءته من دم الزعيم

2018/10/20 الساعة 04:39 مساءً

من يستطيع أن ينكر فداحة خسائر الحوثيين من 4ديسمبر2017 وحي اليوم ؟ 
إنهم يخسرون من يومها كل شيىء فلم يعد لديهم الحضور ولا العنفوان ولا القبول وسط الناس.
كذبة أنهم عيال النبي تلاشت وكذبة الولاية أندثرت..وكذبات العطوان والبردقان كلها تحولت إلى سهام في صدورهم..

الحوثيون أضعف مما يعتقد البعض بكثير.. لم يعد يأتيهم المدد بالمقاتلين أو القدرة على الاقناع والمغالطة وتأخير الزحوف الضخمة والمظفرة لجيوش الجمهورية التي تُحاصرهم  وُتقاتلهم في كل مكان.

على المستوى الشخصي..أعترف لكم بأنني ولو لم أكن أعرف من هي الحوثية وما الذي جلبته وتجلبه للشعب اليمني وترتكبه بحقه من جرائم غير مسبوقة في العصر الحديث لتعاطفت معها وسمحت لدموع العين وينابيع القلب بالسيلان رحمة بهوءلاء الجهله المسوخ وتعاطفا معهم.
 لكنني - والله- بكيت بكاء النصر،بكاء الفرح باستعادة وطن وانقاذ شعب انتمي لهما هوى وهوية، ثقافة وتاريخ.

عذرا أعترف :
 لقد عرفنا مؤخرا حجم القوة الحقيقية للمليشيات الحوثية في الجبهات من خلال زيارتنا مع الفريق الإعلامي برئاسة الأستاذ العنيد معمر الإيرياني وزير الإعلام لعدد من الجبهات في حجة وصعدة والبيضاء.
تخيلوا أننا أكتشفنا بأن كل ما تستطيع الحوثية عمله اليوم هو زراعة الأرض بالألغام وإرسال الانتحاريين المفخخين بالأحزمة والمتفجرات لتعود قولا وفعلا، إلى جذور وأساليب تشكّلها الأول التي اتكأت عليها وتمدّدت من خلالها.

قُوّتها البشرية صارت صفر ..ومعنوياتها صارت صفرا 
وإمداداتها صارت صفرا
وتحكمها بمسرح العمليات وحماية شبكة إتصالاتها وغرف عملياتها صارت صفر.
 والإيمان بالقضية صار صفرا..
والحاضنة الشعبية وتعاطف الناس معها ودعم شعاراتها صارا صفر ..
وإستعادة المواقع وتحقيق أي إنتصارات ولو كانت حتى إعلامية صار صفر.
إن الرقم والحجم الحقيقين لها صار صفرا ضخما ينتشر على خطوط التماس ويختبء بين المزراع والقرى في جميع الجبهات وهو عبارة عن بالونات عملاقة منفوخة بالهواء كُلّما اقتربت منها جيوشكم أو تفجّرت قذيفة جوارها تطايرت معها من دون أي عناء أو خسائر مادية وبشرية..ليستمر شعار الجيش والمقاومة الجمهورين مرتفعا ومرددا على كل لسان : " بعدهم ..بعدهم" 

لكم تفاجأت بما رأيته من منجز ..لم أكن أتوقع  أنني سأتحرك من على مشارف منفذ علب وظهران الجنوب خمسين مترا، لكني وجدت نفسي أتحرك بسرعة فائقة بالسيارة أكثر من (70) كيلومترا  في عمق الأراضي اليمنية.
ولم أكن اتوقع بأنني سأتمكن من النظر بحرية إلى وراء مدينة ميدي ، لكني وجدت نفسي أغوص- أيضا- في صحراء ميدي جنوبا وشرقا وغربا لاتجاوز  قرية بني فاضل والسادة ومركز مديرية حيران وحتى مشارف مدينة عبس ومثلث عاهم لأكثر من اربعين كيلو متر.
ولم أكن أتوقع ، أيضا، بأنني سأرى بأم عيني مركز مديرية الظاهر وسوق الملاحيظ وجبال مران التي تُسطّر فيها قوات اللواء الثالث عروبة ملاحما بطولية .. لأجد نفسي متجاوزا سوق ومركز المديرية بمسافات طويلة واقفا وعلى مرمى حجر من قبر حسين الحوثي في جبال مران وواضعا قدمي على عقبة مرّان .

أما جبهة البيضاء فقد اذهلني ما رأيته ...انطلقت بنا السيارات في تمام الساعة السابعة صباحا يتقدمنا الوزير  العتيد المقدام معمر الإرياني، تجاوزنا مديرية حريب ومن ثم بيحان السفلى فالعليا فناطع فالملاجم ..
وكنت أقول مع كل فتح جديد : يا إلهي ما الذي جرى ويجري هنا ؟ 

كيف تم تحرير هذه المساحات الشاسعة والمديريات المترامية الأطراف وفي ظل هذه التضاريس الجبلية الوعرة وفي ظرف قياسي ؟ 

وحينما تأملت ورفاقي في وجوه المقاتلين والقيادات الميدانية والمواطنين سرعان ما عرفت السر ..قرأت على وجوههم عبارات النصر ومعاني الرجولة والشجاعة والتضحية والبذل ..
إنهم فتية متيمون بعشق الوطن من باقم والبقع في الشمال الشرقي إلى حيران والظاهر وحرض في الشمال الغربي والملاجم وناطع في الوسط والجنوب الشرقي .
أصغر مقاتل يقول لك : لن نترك الظالم السلالي الكهنوتي يستحوذ على وطننا وغدنا.
عندها فقط ، تقدر تحلل وتستوعب ذلك المشهد الرهيب ،الرائع ،المشرّف وتُدرك يقينا وأولا وأخيرا بأن الحق سيظهر وينتصر مهما كانت التحديات، لأن حتمية التاريخ ومنطق الأشياء وإرادات الشعوب تقول ذلك.

المهم ..ربما أن الحوثيين قد عرفوا فداحةمأزقهم وخطورة وضعهم منذُ اللحظة الأولى لقيامهم بإغتيال الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله ..وفهموا من حينها بأنهم- إذا لم تحصل لهم معجزة- قد كتبوا على أنفسهم الفناء والموت الذي لا مفر منه ، ونظرا لذلك لم تتوقف شعوذاتهم وخرافاتهم عن العمل،حيثُ يجهدون أنفسهم في البحث عن معجزة ما،ومن ذلك تركيزهم على اختلاق وتأليف قصص وأساطير  معتقدين بأنهم من خلالها سيأثرون على قناعات الشارع المؤتمري خاصة واليمني عامة ،فبعد جريمة الاغتيال مثلا حاولوا انتاج فيلم كل ما تضمنه كذب،مركّزين فيه على مواقف الشهيد من القضايا القومية وعلى رأسها قضيتنا وقضيته المركزية (الفلسطينة)، غير أنهم فضحوا أنفسهم وفشلوا ،وجاءت النتائج  عكسية.
وحاليا اخترعوا حتوتة جديدة تفيد بأن الزعيم ، رحمه الله، اغتيل على يد المحيطين به والهدف من هذا كله بالطبع، استعطاف الناس ومحاولة تضليلهم والقول لهم إن أيديهم بريئة من دمه الذي سفكوه في بيته بالثنية ودم رفيقه الأمين الذي سفكوه أيضا عمدا وعدوانا في مستشفى 48 بالسواد بعد اسعافه إليه حيا.

على أية حال لو نراجع الأحداث سنقف على عبارات وأقوال هامة للزعيم الشهيد قالها صادقا قبل إستشهاده ومن ذلك :" قتلهم لي سيخنقهم وسيعيد للشعب اليمني جمهوريته وثورته وعروبته وحريته" 
وها هو بالفعل في طريق استعادة مفقوداته،  وها هي الحوثية وأمام الجميع تسقط في كل مكان.
 وما يؤكد ذلك هو هستيريتها في الخطاب والفعل والسلوك ، اضافة إلى تسريباتها الإعلامية بإشراف خبراء إيرانين حول الجهة التي نفذت- كما يزعمون-  اغتيال زعيم الأمة ..اضافة إلى ما ستبثه قريبا قناة المسيرة 
من فيلم بليد مكشوف تسميه بالوثائقي تحكي فيه نكبتها وتعجل بمسيرتها نحو ابدية الزوال والفناء.