لا.. للخطاب الطائفي، لا.. للمليشيات الطائفية.
=ء======================
بقلم: عبدالرب السلامي
25 أكتوبر 2018
منذ بداية الحرب ونحن نكرر ونعيد ونقول: الحرب في اليمن ليست حربا دينية، ولا علاقة لها بالجهاد في سبيل الله، ومن ينطلق في عمله من هذا المنطلق فهو أحد أدوات الملشنة والخراب والدمار.
وللأسف أن هناك من لا يزال ينطلق في قراءة الصراع القائم في اليمن من منطلق أنه صراع ديني طائفي، ثم يرتب على هذا التقعيد مواقفه السياسية وخطابه الإعلامي والارشادي وسلوكه الميداني، وهذا النوع من الناس إما أن لديه قلة وعي بتعقيدات المشهد السياسي المحلي وبحالة الصراع الدولي والإقليمي، أو أنه صاحب هوى تستعبده رسوم الحروب.
إن إنشاء مليشيات طائفية خارج مؤسسات الدولة باسم الجهاد ضد الروافض والمجوس، لا يقل خطورة على اليمن من المليشيات السلالية التي تحارب الدولة والشعب باسم الجهاد ضد النواصب وخصوم آل البيت.
التوصيف الصحيح للحالة في اليمن هي أنها حالة انقلاب وإسقاط للدولة من مليشياء طائفية، والواجب في إنهاء هذه الحالة ليس بتعذيتها بعمل مليشياوي مماثل أو بخطاب طائفي تكفيري مضاد، ولكن الواجب هو مواجهة الحالة الانقلابية بالعمل على استعادة الدولة بأدوات الدولة فقط، وصولا إلى إنهاء الحرب وعودة الاستقرار لليمن.
الجهاد الصحيح ليس أن تشكل مليشيات طائفية لمحاربة مليشيات طائفية مماثلة، والدعوة الاسلامية الراشدة ليس أن تقابل خطابا طائفيا متطرفا بخطاب طائفي متطرف مثله، ولكن المنهج الصحيح هو أن ترفض النهج المليشياوي ذاته، وترفض مبدأ الحرب الطائفية ذاتها.
الذي يريد طريق الجهاد الصحيح في اليمن فهو اليوم متاح في ثلاثة مجالات هي: العمل الانساني لإغاثة الشعب اليمني المنكوب، والعمل السياسي الوطني لدعم مشروع استعادة الدولة، والعمل الاجتماعي والإرشادي والثقافي لصناعة التعايش ومعالجة آثار الحرب النفسية واستعادة اللحمة الاجتماعية.
أما القتال فهو وظيفة الدولة، وأكرر وأقول: هو وظيفة الدولة فقط، فهي الجهة الوحيدة التي لها حق امتلاك السلاح، وليس هناك أي مبرر لبقاء أي تشكيلات عسكرية خارج مؤسسات الدولة العسكرية باسم الجهاد أو باسم القضية أو باسم فلان أو علان.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1918445624912235&id=100002404472640