السلبية في حياتنا

2018/11/12 الساعة 02:34 مساءً

السلبية في حياتنا  

السلبي يستمتع بلعب دور الضحية , يوفر له هذا الدور فرصة لرمي كل فشله وتذمره وعجزه على الاخرين , والحقيقة من يتقمصون هذا الدور لا يدرون أنهم يلعبون دوراً من الأساس؛ لأنه دور اضطروا للبقاء فيه لسنوات بسبب تعرضهم لظروف قاهرة في الغالب واحداث مأساوية اثرت فيهم كثيرا , في اختيارهم وافكارهم وتطلعاتهم , جعلتهم يعيشون اوهام سطوة الاخرين واحتقار الاخرين والسخرية من الاخرين , ولا يتقمص هذا الدور غير السلبي المستسلم لأوهامه والغير قادر على مقاومة الظروف وتجاوز الصعاب ليتغير ويغير واقعه.

لازال البعض في الجنوب يعيش هذا الدور , دور ضحية الصراعات , ولازال البعض قابع في كارثة 1994م , ربع قرن وهو يبرر فشله وتذمره وعجزه بحرب 1994م .

ربع قرن من المخاض السياسي على الساحة السياسية , مخاض فكك تحالف 94م , و تكونت تحالفات اخرى , غربل كثيرا من الاحزاب , اضعف بعض النفوذ , وتصدر المشهد قوى جديده , تكونت من احزاب يمنية تقليدية قوى متحرره وشباب منفتح , وجدنا افكار تقدمية تنبثق من احزاب ومكونات تقليدية , و وجدنا شخصيات محسوبة على احزاب تقدمية لبرالية تقوقعت في كنف الماضي وارتمت في حضن الكهنوت ومشاريع فاسدة  وتبنت افكار تخالف نهج وسياسة احزابها .

بعضهم لم يستوعب بعد ما احدثته ثورة فبراير التي اشعل فتيلها الجنوب وامتدت لكل بقاع اليمن من اثر وتغيرات , لم يستوعب تطلعات ما بعد هذه الثورة التي لازال مخاضها يتخمر , ومولودها يتشكل .

 الجنوب يعيش هذا المخاض الثوري , وهو اليوم بيد ابنائه ,يفترض ان يكون بيد  القوى الثورية التي صرخت بأعلى صوتها من الظلم والاضطهاد والفساد , بشعارات رنانة , سمعنا الكثير كأقوال , سرقوا ثروة الجنوب نهبوا اراضي الجنوب , عبثوا بالأرض والانسان في الجنوب , وما هو واقع الجنوب اليوم ؟!

لازال الفساد ينخر الجنوب , استمرار حمى السطو على الارض , ولازالت كثيرا من المرافق تعيش واقع ما بعد 94م بأدوات جنوبية , بل يديرها من كانوا سبب في انهيارها , ومن تقاسم اسطولها , وعند البحث في اسباب عجز نهضة هذه المؤسسات  يكون الجواب الغبي انها حرب 94م , دوان ان نجد جواب شافي وكافي ماذا عملتم خلال هذه الفترة لتستقيم هذه المؤسسات وتنهض من ركام 94م , لازال البعض متقمص دور ضحية 94م غير قادر الخروج من هذا الدور السلبي ليكون ايجابي العمل والانجاز .

كثيرا هي المؤسسات التي لم تتعافى بعد من 94م , وكثيرا هم المتقمصين لدور ضحية 94م , لهدف ذاتي فاسد ,ونذكر منها كمثل المؤسسة العامة للنقل البري , والتي قدم لها دعم اسطول من الباصات , وكنا نتوقع ان نجدها تصول وتجول بين المحافظات لتنقل المسافرين بأسعار شعبية , وترفد خزينة الدولة , وتعول كم اسرة من الموظفين الذين يعيشون وضع معيشي بائس , سمعنا بالدعم ولم نسمع باي تغيير يذكر , ولم نرى باص في محاطات نقل الركاب  .

علينا ان نتجاوز دور الضحية , لننتقل لدور ايجابي في تغيير واقعنا , وننهض بمؤسساتنا وجنوبنا الحبيب واليمن السعيد , علينا ان نكون بمستوى المسئولية , او نتركها لغيرنا قادر على الايفاء بالالتزامات , ومتجدد متجاوز 94م , مبدع مبتكر مساهم في تغيير الواقع للأفضل , الفشل يهدد كثيرا من المؤسسات التي في  طريقها للانهيار بسبب فشل ادارتها , وعدم المحاسبة والثواب والعقاب .

احمد ناصر حميدان