جميع الأحزاب تسعى للكرسي وأي متحزب يقول غير هذا الكلام فقد كذب وافترى على الأحزاب إثما عظيماً ، الإصلاح حزب سياسي مثله مثل بقية الأحزاب غير أن الأحزاب تسعى وتقفز وبعضها يخمش للوصول للكرسي بينما الإصلاح يمشي وبإيقاعات منتظمة .
يعتبر كرسي الحكم من المحرمات تحريماً مؤبداً على الإصلاح عند البعض وإنما المحراب والتحفيظ هي الأماكن التي ينبغي له العيش فيها بينما آخرون يرون الإصلاح يتربع في تلك الآماكن فيتهمونه بالسيطرة عليها وفي المدلهمات والحروب يجمع البعض المتهالك أشتاته من تحت الظلال الوارفة والأماكن المرفهة ليصدروا بياناً بأن مُقام الإصلاح في مقدمة الألوية وفي الصفوف الأمامية وعلى خطوط التماس مع العدو .
حمل الإصلاح حقائب وزارية غير أنها كانت حقائب مفخخة بالعراقيل والمخربين والمفسدين من أنصار النظام السابق حتى أن قرار الوزير الإصلاحي في كثير من الأحايين لاينفذه مدير تحت إمرته ، رغم تلك العراقيل إلا إن الإصلاح نجح في حمل معظم تلك الحقائب وبالذات الخدمية ومنها التربية والتعليم حينما تقلدها الدكتور الأشول رغم حملة التشويه والفوضى التي ارادوها لإفشاله .
هنالك أخطاء حدثت حين حمل الإصلاح تلك الحقائب الوزارية لإن الوزير الإصلاحي ليس ملكاً منزهاً ولا نبياً معصوماً ولايتعاطى حبوب منع الخطأ كبقية وزراء بعض الأحزاب والجماعات لكنها ليست بالأخطاء التي تقارن بخطايا أحزاب غيره ومع ذلك فغلطة ( الشاطر بعشر) و إذا (اكسفت الشمس فالمرض عند النجوم) وللإنصاف فبعض أخطاء الإصلاحيين تصيبك بالتقزز و التوتر وبعض سياسات الحزب تصيبك بالخيبة والضجر .
اكتشف البعض بأن الإصلاح وإن تم استبعاده من وزارتين فمازال يتحكم بالشرعية وصنف آخر قال بإن الإصلاح مازال يتقلد مناصب في الحكومة والجيش !! أمثال هؤلاء فلامقام لهم إلا في مستشفى الأمل للأمراض النفسية أو في ( مصحة النيل) أو في حديقة ( دار سَلم ) ومتى كانت الدولة طيرمانة في سنحان أو ديوان في مران أو بلكونة في المعلا ؟؟
يدفع الإصلاح بخيرة كوادره المؤهلين الأكِفاء لتقلد الوزارات فيتم استبعادهم بقرارات جمهورية كما تم تعيينهم فلاتكاد تسمع إلا همساً على قرار الإستعباد فلا اعتراض ولاتمرد ولاشغب ولافوضى وإنما سمعاً وطاعة لولي الأمر فالحقائب الوزارية يمسك بها الإصلاح بأطراف أنامله ولايعض عليها بنواجذه ولايخمش بأظفاره كل من يريد إنتزاعها منه.