أن تُمارس البلطجة في قلب أوروبا، وفي عاصمة السويد، ستوكهولم، فهذا يعني أنك مفطور على البلطجة، ولم تكن بلطجتك مكتسبة نتيجة للظروف والمواقف التي عايشتها وتعرضت لها في حياتك فجعلتك عديم الحياء متحلل من الأخلاق.
في الساعات الماضية، تواردت أنباء كثيرة عن تعرض وفد الحكومة الشرعية في مفاوضات السويد للإعتداء من قبل الوفد المليشاوي الحوثي، هكذا أدخلوهم لتنفيذ المهام التي يجيدونها، ذهبوا في مشاورات تتعلق بمصائر أمة فمارسوا البلطجة التي مارسوها ضد المرأة والشيخ والأكاديمي والطالب الجامعي في صنعاء وغيرها من المحافظات الرازحة تحت سطوتهم الاحتلالية، إنهم لا يجيدون غيرها، فهي سبيلهم في الحياة وهي مصدرهم في العيش.
طُلب منهم 12 بني آدم، لكنهم جيّشوا واحداً وعشرين، تجمهروا وكأن لديهم عرس فيه برع، وزفة فيها زوامل مع أنواع من القات والموائد التي يشتهون، حملوهم على طائرة خاصة! عقولهم خاوية ليس فيها ما يساوي قيمة الوجبات التي يتناولوها على متنها، إنها السخرية من كل شيء حتى من أنفسهم.
شغل العصابات والقفز من على الماسات في قاعة المفاوضات الدولية للاعتداء على بعض مفاوضي الشرعية كقفزهم من على جدران الأحواش وسفوح المنازل للسطو والسرقة، فضائح دولية تنقلها الشاشات في كل فضاء.
هذه السلوكيات والمناظر المخجلة، مؤذيه للمشاعر الإنسانية والضمير الحي عند كل يمني لديه ذرة من ضمير، فطول غياب أعضاء وفد الشرعية عن الوطن أنساهم سلوكيات مرتادي الشوارع وسكان الأرصفة والقادمين من خلف الزمن، لم يعملوا احتياطاتهم ويعلموا أنهم في مواجهة أناس من عوالم أخرى دأبوا على البلطجة منذ ولادتهم لأنها نهج مُتّبع وفكر متجذر وسياسة معمول بها.
الحقيقة أن منطق الشطح والشخط والنخط هي ثقافة أبدية تسكنهم، كجيناتهم التي تجري في عروقهم، لا تردعهم إلا العصي أو فواهات البنادق، فالذين ركبوا الطائرة متجهين إلى السويد هم أنفسهم الذين ركبوا الأطقم لينتحروا على أسوار تعز أو أبواب عدن أو سواحل الحديدة، لم تغيرهم عوامل الزمان ولا تقلبات الحداثة والعلم والتقنية.
إن القرود إذا شبعت استكانت، وإذا نهرها صوت حركت أذيالها وفرت هاربة، ولا تستميت في البقاء إلا إذا جاعت، والوحوش إذا اصطادت هدأت ونخت، أما هؤلاء إذا شبعوا هاجوا وإذا تمكنوا تنمروا وإذا طالت حبالهم أنكروا كل معروف، لم يفرقوا بين شوارع صنعاء العليلة بهم وبين عوالم استوكهولم، إنها ثقافة وطبع لا يغيرها التمدّن ولا يصلحه التطبّع.
باستطاعتك أن تستأنس الحيوان بقطعة من خبر أو حزمةً من شعير ولا تستأنس أولئك، يأكل على الطائرة بين السحاب ويسكن في أرقى فنادق أوروبا، لكنه ظل بحيوانيته، تصحراً في العقول وعجزاً في الفهم وإعاقةً في الحواس.
هكذا بشر لا يُرجى منهم أدنى أمل أو خير لليمنيين، لأنهم في الأساس لا يملكوه، وفاقد الشيء لا يعطيه، ولا خيار إلا حسم الحرب واستمرار الاجتثاث للمرض السلالي الخبيث من جسد الأمة اليمنية، فقد بات فريضة فرضها القدر على اليمنيين عله يُشفى، ولعلها آخر حروبهم ضد مخلفات الزمان إذا ما اجتُث الورم الخبيث من أساسه وأصله، وطاب الجرح وتوقف نزيف الجراح، وصدق فيهم البردوني الشاعر المبصر في مجتمعهم الأعمى:
لا تخبر الشعب عنهم إنّ أعينه* ترى فظائعهم من خلف أستار
الآكلون جراح الشعب تخبرنا* ثيابهم أنّهم آلات أشرار
ثيابهم رشوة تنبي مظاهرها* بأنّها دمع أكباد وأـبصار
يشرون بالذلّ ألقابا تستّرهم* لكنّهم يسترون العار بالعار