الممثل الشرعي والوحيد للشعب
الممثل الشرعي والوحيد للشعب , مجرد وهم يصيب احزاب ومكونات وافراد , تغتر بالحشود والتصفيق , فيأخذها الغرور عاليا ثم يتركها تسقط بهرولة لتتحطم على صخرة الواقع .
الواقع ان لا ممثل للشعب غير الشعب نفسه , في دولة ضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , بنظام ديمقراطي وصندوق انتخاب حر ونزيه , وللشعب صوت مؤثر يزلزل كيان السلطة عندما تنحرف عن مسار تطلعاته واماله شعب بكل اطيافه ومختلف قناعاته وتعدد افكاره وتنوع رؤاه في وطن يتعايش فيه الجميع .
كم حشد صالح , وحشد بعده هادي , واليوم يحشد الحوثي , وحشد في الجنوب , ولكل حشد شعاراته وهتافاته , وفي لحظة فارقة يتلاشى ذلك الحشد , أي ان الحشد بحد ذاته وهما يغتر به الواهم انه الممثل الشرعي والوحيد للشعب .
حشد عفاش حتى صار واهما انه الشعب , وانه امتلك الأرض وما عليها , اصابه الغرور والقوة والجيش الجرار والقبيلة التي تحتكم له , انصبت كل جهوده للدفاع عن هذا الوهم , وكثرت انتهاكاته وجرائمه , ومع كل انتهاك وجريمة تقترب نهايته , فوقع في شر اوهامه امام حقائق تكشفت و اقنعة تساقطت , فهل يعتبر الواهمون اليوم انهم الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب من درس صالح .
وهكذا يتوارث المستبدين والمتسلطين وهم الممثل الشرعي والوحيد للشعب , بمسيرة مثقلة بالانتهاكات والجرائم , والنهاية واحدة هي نهاية صالح .
جماعة الحوثي التي تحشد اليوم وتتحدث باسم الشعب اليمني ,جعلت من المناطق المسيطرة عليها سجن كبير , من استطاع ان ينفذ بجلده فقد نجا ليكون منفي او مهاجر او لاجئ وما اكثرهم , ومن لم يستطيع فهو سجين في زنزانة صغيرة او كبيرة بحجم وطن , عليه ان يتكيف مع فكر ومذهب وثقافة هذه الجماعة ليعيش مهان مسلوب الكرامة والارادة يردد ما يقولون ويصرخ صرختهم , يقدم الطاعة بحذر من الشك والريبة التي قد تضعه موضع الاتهام (مرتزق العدوان ) حينها يتولاه الله برحمته من قبضة الكهنوت الذي جعل معظم هذا الشعب في دائرة الخيانة والارتزاق للعدوان , ويمارسون في حقه شتى الانتهاكات والجرائم , والنهية الحتمية لكل مجرم ومنتهك هي نهاية صالح .
ولدينا في الجنوب جماعة تعيش وهم انها الممثل الشرعي والوحيد للقضية الجنوبية , وتحت هذا الهدف يمارسون ابشع الانتهاكات في حق من يعارضهم او حتى يختلف عنهم ومعهم ,وعب المليشيا المنفلتة التي تمارس العنصرية ,وها هي تطاردهم التسريبات من مواقع استقصاء دولية ومحلية ومنظمات حقوقية , ومسيرات شعبية , والى النهاية المحتومة كنهاية صالح .
الكيان الجامع شيئا اخر, ضرورة وطنية للجنوب والوطن , يلم الشمل ويجمع الشتات , ويوحد لا يمزق , ينتشل الناس من وحل ماضيهم البائس , ليخفف عنهم ثقل تراكمات نصف قرن من الصراعات السلبية , لا يعمق الجراح ويدميها ويزج بالناس لمحارق الاحقاد والضغائن والثارات والانتقام , ليواصل المسيرة الدموية من 67م الى يومنا هذا , مسيرة البؤس والالم وسفك الدماء .
ما ذنب الشباب الواعد ان يتحمل وزر عقلية الماضي الدموية , وثاراتها واحقادها وضغائنها , ما نحتاجه شباب طاهر من صراعات الماضي نقي من ثقافة الانتقام والثأر والاحقاد والضغائن , والكره والعنصرية , قادرا على ينهض بالوطن لركب الحضارة والمعاصرة , يبني وطن للجميع ودولة ضامنة للمواطنة والحريات , ترفض العصبية والعقلية الانتقامية والعنصرية .
الواهمون رفضوا الحوار الوطني ويرفضون مخرجاته والعدالة الانتقالية لتحقيق عدالة اجتماعية , برعب المحاسبة والعقاب , ويرفضون الدولة الضامنة للمواطنة والحريات , التي فيها لا صوت يعلوا فوق صوت الشعب , بصندوق انتخاب واستفتاء يقول الشعب فيه كلمته الفصل كمصدر للسلطات , واهمون انهم الشعب, من السهل جدا ان نحقق ذلك اذا توافقنا على الحق دون عصبية مقيته متجاوزين الماضي , لتكن هذه الدولة في متناول الجميع تلبي تطلعات الجميع , فل نسعى الجميع لهذا الهدف .
احمد ناصر حميدان