ظاهرة توكل كرمان
2013/08/03
الساعة 06:47 صباحاً
لدينا ظاهرة اسمها توكل كرمان، هي ظاهرة بغض النظر عن الاتفاق معها من عدمه لكنها ظاهرة للمرأة اليمنية التي تمتلك عدة صفات قد لا تجتمع بسهولة في أمرأة ولا دخل لي بغيرة النسوان ، لكنني أريد أن ارصد ظاهرة المرأة اليمنية من خلال ابرز أنثى تعملقت في ميدان الثورة وكانت معلمة المبادرات ، فعندما كانت المعارضة يهابها الرجال والمسيرات صعبة المنال كانت توكل تتجاوز كل الخطوط وتقود الرجال وتقحمهم في ما لا قدرة لهم فيه وكانت صورة فتاة تهتف في الشارع ضد الحاكم وفي مجتمع محافظ ويعيش ثقافة متراكمة للاستبداد أمراً مثيراً حقاً ومحمساً لكثير من الشباب والشابات الذين اندفعوا الى الصف الاول للثورة والفضل دائماً للمتقدم ... استطاعت( توكل) أن تجمع بين الأصالة والمعاصرة بقدرة فائقة وبين التحرر والمحافظة بشكل متناسق وفعال وبين البيت والشارع والأسرة والساحة وهذا أمر صعب لفتاة وجدت نفسها داخل دائرة الأضواء العالمية فلم تذب ولم تتجمد .. عندما نالت جائزة نوبل للسلام كانت الجائزة عند الكثير أمراً مدهشاً ومصدراً للفخر سرعان ما تحولت الجائزة إلى منقصة او نافذة للتشكيك من البعض لالشيء إلا لأنهم مختلفون مع (توكل) اوانهم لم يستوعبوا الامر بدافع اخلاق سلبية تصدر من مجتمعات التخلف والاستبداد الذي لو استطاع احدنا ان يحجب الشمس عن الآخرين لفعل.. أنا لم أكتب عن توكل ولا أحب الكتابة عن الأشخاص لكن سبب الكتابة هنا هي الحملة الظالمة وغير المفهومة على السيدة (توكل) في الآونة الأخيرة من الإعلام المصري وبعض الأقلام اليمنية المتماهية مع مدينة الإنتاج الإعلامي بسبب موقفها من الانقلاب في مصر ومن ثورة الحرية والدماء المراقة هناك ...كانوا يريدونها أن تتماهى مع الموضة الانقلابية وتبارك للانقلابيين كما فعلت الكثيرات من المبهورات ببدله السيسي العسكرية ونظارته الشمسية الغامضة، باعتبار أن المرضى النفسيين يبهرهم الغموض والعنف والوقاحة أيضاً . كانت توكل ضد مرسي ومع انتفاضة 30يونيو بنت موقفها عن قناعة تتعلق بديناميكية الثورة الشعبية لكنها سرعان ما تحولت ضد بعد الانقلاب العسكري وهي تختلف هنا بأنها مع قيم الثورة وليس مع أشخاص .. وبدلاً من أن يتعامل المختلفون مع موقفها كرأي آخر يحترم قاموا بشيطنتها وتخوينها تماشياً مع موضة الإعلام المصري الذي يعتبر المخالف شيطاناً وعدواً يجب ان يعدم ويقتل ويسحب منه حق التعبير والحياة ، وذهب البعض لتمزيق صورها ودوسها امام السفارة في القاهرة والتماشي مع الاسفاف والشتائم المقذعة التي توجه لها من قنوات واقلام مصرية .. لتوكل رأي كما الكثير من المفكرين والثوار الذين غيروا مواقفهم ضد القتل والانقلاب معتبرة ان الثورة ليس امراً يخص الاخوان وحدهم ولا حتى الشعب المصري وإنما يخص كل عربي حر، والأغرب من كل هذا أن تجد قوميين ينقدون صاحبة جائزة نوبل في تدخلها في الشأن المصري باعتباره تدخلاً سافراً كونها (يمنية)، وهو أمر يردده إعلام السيسي باستعلاء كيف ليمنية أن تقول رأياً في الشأن المصري ؟ بالنسبة لبعض القوميين كيف تستقيم امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ؟ الأمر يحتاج الى مراجعة قيم وليس انفعالات ، ويبدو الأمر هنا أسوأ عندما تجد هؤلاء الذين يستنكرون تدخل يمنية في الشأن المصري يهتفون بنفس الوقت للانقلاب مع هتيفة التحرير (فوضناك اضرب اضرب نحن معاك) بكل ما فيه من تحريض على دماء المصريين، واعتقد أن الفرق واضح بين من يتحرك ضد سفك دماء الشعب المصري وبين من يحرض ويصفق لقتله وقتل ثورته من قبل نظام عسكري سيىء السمعة والصيت.