صديقي الصادق الصدوق فريد العولقي من عظمة حبه وثقته بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي شَبَّههُ بطائر الفينيق كما جاء في الأساطير اليونانية الذي كلما أُحْرِقَ بنارٍ لإنهاء حياته ، وهو في سكراته يجثم على عشه في إستكانة وغموض ويغرد آخر تغريداته بصوتٍ خفيض إلى أن تنير الشمس في الأفق فيحترق ويتحول رماداً ، فيصدر أصواتاً تبدو أقرب إلى الأصداء وعندما يكون الجسد الضخم قد إحترق بالكامل فينبري من بقايا الرماد ويبعث مجدداً .. فكيف لا وهو ينتصر في معارك حتى لو لم يخضها .
بعد هذه المقدمة دعونا نتخيل حال مدينة الحديدة فيما إذا تحررت عسكرياً لا سيما أن أثناء المعارك نسمع إسم طارق عفاش يتردد على مسامعنا بشكل مريب وكأن الانتصارات التي توالت فيها هو بطلها وقواته ؟ ، فهل بعد تحرير المدينة ومينائها ومطارها عسكرياً ستعود إلى شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أم أننا سنرى بها من الأحزمة والنخب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما واقع الحال في مدينة عدن الباسلة ؟ .
وكما قيل أن المؤمن لا يُلدَغ من جُحْرٍ مرتين وبما أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مشهود له بالإيمان أبى أن يُلدَغ في الحديدة كما لُدِغَ في عدن ، فتتكون نخب وأحزمة مليشياوية ثم يؤسَّس لمجلس إنتقالي تهامي يدعي أحقيته بحمل القضايا الحقوقية لأبناء تهامة فيسعى لإنقلاب على فخامة رئيس الجمهورية ، ناهيك عن أن الميناء والمطار سيتوقفا عن الحركة وأئمة ومشائخ المساجد سيُقَتَّلون والمقاومة التهامية ستعود لمنازلها فيأتي أراذل وسفهاء قرى إقليم تهامة ويتصدرون المشهد ، ثم يؤسس لهم سجون ومعتقلات سرية يَزجُّون بها أبطال المقاومة التهامية وخيرة وكوادر أبنائها ، ثم نرى الخمور والمخدرات والمسكرات وقد إنتشرت في الحديدة وخاصة بين شبابها ، وسيصبح حمل السلاح بين عامة الناس بشكل إعتيادي وستزداد نسبة الجريمة في ظل توقف المحاكم بشكل متعمد وممنهج .
ما ذكرته أعلاه كان رداً على كل من صرخ ونعق بأن مباحثات السويد أثمرت عن إنتصار مليشيا الحوثي وفشل سياسة الشرعية وعلى الأخص فشل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كما يزعمون في تصريحاتهم وبياناتهم ونعيقهم المستمر وأغلب هذا النعيق نسمعه من المثلث .. ثلاثي أعداء الوطن والشعب اليمني وهم : مليشيا الحوثي الإنقلابية ومرتزقة الإنتقالي الإنفصالية وعصابات المؤتمر العفاشية ، وهم يعلمون جميعاً علم مطلق بأن إتفاق السويد كان إنتصار مؤزر لوطننا الحبيب وللشعب اليمني وكان مهندس هذا الإنتصار هو ثعلب السياسة وفارس اليمن وإبنها البار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عبدربه منصور هادي الذي إنتصر في معركة الحديدة وهو لم يخُضها ، وإنتصر لأبناء تهامة عامةً ولأبناء الحديدة خاصةً .
وقبل الختام أود النصح لأبناء عدن أن تتعالى أصواتهم ويطالبون بمفاوضات في السويد تفضي بإنتشار قوات اليونيفيل في العاصمة عدن أُسوةً بأبناء الحديدة ، وأَعِدهم بتشغيل حركة المطار والميناء وإغلاق السجون والمعتقلات السرية وإطلاق سراح أبناءهم المعتقلين والمخفيين ، وصدقوني بأن الكفرة والمشركين أرحم بالمسلمين من المسلمين أنفسهم ، فالمسلمين جيئَ بهم لنجدتنا ومساعدتنا فأهانونا وحولوا حياتنا إلى جحيم بأيادي إخوتنا المرتزقة أدواتهم الرخيصة .
وختاماً نصيحتي لكل من تسوِّل له نفسه اللعب بالنار مع داهية دُهاة السياسة وعملاقها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لا تصدقوا علي عفاش حينما قال بأن فخامته لا يفقه بالسياسة ولم يتعلم من المدارس التي درس بها ، فكلامه كان نابعاً من حقد أسود وغيضٌ من فيض ولا يمُت للحقيقة بِصِلة ، وفخامته هو بحد ذاته مدرسة سياسية وحتى أكون منصفاً أستطيع القول أنه "أكاديمية عالمية" .
علي هيثم الميسري