بموت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر تصدع بُنيان القبيلة على مستوى اليمن و لم تلد بعده القبيلة اليمنية شخصية جامعة تفزع إليه ويفزع لها.... بعد موته تفرق أغلب المشايخ وتنازعتهم المصالح والولاءات بعد أن كان سوادهم الأعظم يرجع إلى الشيخ الأحمر وينزل عند حكمه ويستحي أن يتقدم عليه وكان في تجمعهم ذاك حول الشيخ ومعه قوة لهم ولقبائلهم وصيانة لجنابهم... واليوم لم يجنوا من تشتتهم وغياب المَرَدْ إلا أن تمكن أحد صغار رعياهم من إذلال أنوفهم والأخذ بأذانهم والتحكم في مصائرهم وأما بالنسبة للدولة فبموت الشيخ أيضاً انقطعت شعرة التوافق بين السلطة والمعارضة وسنحت فرصة غياب الشيخ للقوى الإمامية الإصطياد في الماء العكر والتحريش بين الطرفين أفضى هذا التحريش إلى ضياع الدولة وسقوط عاصمة الجمهورية وفي ظني لو كان الشيخ الجمهوري حينها حياً لأخذ بيد الطرفين ومنعهم من الإنحدار نحو هذا المُنزلق الخطير لاشك أن الدولة والقبيلة كانت بحاجة إلى عصا الشيخ وعمامته ولا تضيع البلدان وتسقط الدول إلا إذا ذهب العقلاء ومات الحكماء. ولكن لم يعد باستطاعتنا بعث الشيخ من قبره ولا نفخ الروح في جسده ولو قُدر له الرجوع إلى الدنيا فإن الظروف وما أحدثناه من حماقات لن تُمكنه من إصلاح ما أفسدناه نعم من الصعب اليوم وفي الوضع الراهن أن نجد شخصاً يملاء الفراغ الذي خلفه الشيخ بعد وفاته لكنني أزعم أن مجلساً يضم أبرز العقلاء والحُكماء والوجهاء يُمكن أن يملاء الفراغ أو يسد أغلبه إن وُجِدَ فيهم العزم والصدق والتضحية ....... وَالنَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمُ كَوَاحِدٍ وَوَاحِدٌ كَالْأَلْفِ إِنْ أَمْرٌ عَنَا اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها #محمد_شبيبة