مظالم السجون .. انتهاكات جسيمة

2019/01/08 الساعة 10:21 مساءً

الصورة اكثر تعبيرا من الف كلمة , سربت صور معبرة  من معتقل بير احمد , لمعتقلين مضربين عن الطعام , ومخيطين افواههم  كتعبير بليغ لتوصيل رسالة ظلمهم وقهرهم  , انهم معتقلين دون محاكمات عادلة بل بعضهم لدية قرار نيابة بالإفراج , لا يريدون غير تطبيق القانون وارساء النظام , صور كافية لتهز كيان مجتمع حي , لتحرك ضمائر الشعب , اتحدث هنا عن الشعوب الحية , وهناك فرق , الشعوب الحية ضمائرها حيه , والضمائر الحية لا تقبل الظلم ولا التعسف والقهر والاستبداد بكل اشكاله , ولن تنطلي عليها المبررات القبيحة الاقبح من الذنوب .

صور عبرت عن مظلومية , وانهم في ايادي لا تهتم لقوانين وادبيات الدولة والعهود ومواثيق الامم المتحدة لحقوق الانسان , وزاد حجم ظلمهم انهم في ايادي مرتهنة لأجندات غير وطنية , ايادي مسلوبة الارادة والسيادة , قبلت ان تكون سوط  يجلد ابناء وطنه واخوته ورفاقه في الجبهات والمصير والارض .

من يقول انهم مذنبون , ارهابيون , دواعش , او أي تهمة يستسيغها ليلصقها بهم , هم لم يطلبون اطلاق سراحهم , هم يطلبون تطبيق القانون والنظام والشرع والدستور في حقهم , الذي يقول المتهم برئ حتى تثبت ادانه , هولا لم يحاكموا ولم تتاح لهم فرصة الدفاع عن انفسهم وفق القوانين الانسانية و الوضعية , التي كفلتها المواثيق والدساتير , فترة حجزهم تجاوزت المحدد في النظام والقانون , بما يعني ان حجزهم صار غير قانوني , والقائمين على الحجز مصرين على هذا الحجز الغير قانوني مما يصفهم القانون منتهكين , قد يطالهم القانون يوما ما , قد يقول احدهم القانون لم يطل اسلافهم من القتلة والمجرمين والمنتهكين منذ نصف قرن واكثر , نقول لهم لا تسقط الجرائم بالتقادم , وكل شيء مدون , هناك منظمات حقوقية ترصد وتدون , مالم يتمكن هولا من متابعة المجرمين وتقديمهم للعدالة اليوم سياتي يوما الذي يحق فيه الحق ويقدمون للعدالة , عدالة الارض او عدالة السماء التي فيها لا ينفع غير ما قدمت يد الانسان من اعمال .

في بلدي تغيب الحقيقة ويتوه الناس في الاشاعات , وغياب الحقيقة هو غياب الحق , ومعالم الصورة , يقال انها سجون اماراتية , والامارات تتبرى منها في اكثر من تصريح تقول هذه السجون لا علاقة لنا بها يديرها حكام محليين , وسمعنا ايضا وزير داخليتنا يقول انها سجون تتبعه و تتبع حكومته , وهنا المصيبة الكبرى , حكومة ترفع شعار دولة النظام والقانون والمواطنة والعدالة , وهذه سلوكياتها , من يصدر الاوامر , يتخلى ويتبرى , ليتحملها القائمون على السجون , هم الاوراق التي سيضحي بها اصحاب القرار وقت الضرورة  , والسبب انهم قبلوا ان يكونوا ادوات , ينفذون تعليمات مدفوعة الثمن , ليمارس البغاة  هوايته في تعذيب البشر , وتخريب نسيج مجتمع , وتدمير بنية وطن , في اجندة وهدف ابقاء هذا الوطن في زوبعة المشكلة , التي تتوالد و تتدحرج وتكبر  بتراكماتها , في وهم تقييد مارد اليمن الذي يرعبهم في احلام اليقظة والمنام .

الصور التي سربت تحرك فينا ضمائرنا وتنعش ما تبقى من نبض حياة للإنسانية فينا , باستثناء من تجمدت في داخله انسانيته وافرغ من كل قيمها ومبادئها , صار كتلة من لحم ودم دون حياة ومشاعر انسانية , واهمها العدل الذي تحكمه القوانين والشرائع الوضعية والسماوية , تحكمه قيم الانسانية , عندما تنبض انسانية فانت حي ترزق , وفي مجموعنا نشكل مجتمع حي  , وضمائر حية في شعب حي , يرى الظلم ويحدد موقف وراي عام , ينصف فيه المظلومين ويحق الحق , الايام القامة حبلى بالمفاجئات اذا استمر الحال على ما هو عليه من ظلم وتعسف وقهر , لن يسكت هذا الشعب , وسيفوق المسحورين منه بالأكاذيب والتسويق للصراعات والمبررات السخيفة , لان الانسانية اقوى من كل محاولات السحر والشعوذة السياسية , اذا فاقت الضمائر ستنبض الناس حياة انسانية وستتحرك لتحمي نفسها من الظلم والقهر , هنا سيجد القانون قوة دافعة لتجعله نافذا على الكبير قبل الصغير والفساد الاخلاقي والقيمي والروحي والمادي , ليحق الحق ويزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا .

احمد ناصر حميدان