التربية والتعليم والمستقبل

2019/01/17 الساعة 03:44 صباحاً

التربية والتعليم والمستقبل 
إن أي بلد وأي مجتمع لا يهتم بأطفاله لا يمثل أمة على الإطلاق (نيلسون مانديلا ).
الاهتمام بالأطفال هو الاهتمام في تعليمهم وتربيتهم ,  وما للتربية والتعليم من دور محوري ومهم في اعداد الانسان , وبناء الشخصية المتعددة المواهب والقدرات والكفاءات , تعليم اليوم هو ترمومتر الغد , لا مستقبل منشود دون تعليم يعد الانسان الجدير بهذا المستقبل , التعليم يبني الثقة عند الأفراد بشكل واضح، فهو يجعل الإنسان أكثر ثقة بنفسه وبقدراته وبالتالي يصبح أكثر إنتاجية من غيره، فمن خلال التعليم يصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات، ومن خلال التعليم يعلم ما هي القيم والأخلاق الحميدة التي يجب التحلي والاتصاف بها، ويصبح قادراً على الابتكار والريادة في الأعمال المختلفة، بالإضافة إلى تمكنه من بناء مستقبله كما يريد ليكن قادرا على خدمة المجتمع .
يبدأ الانحطاط من اهمال ممنهج للتربية والتعليم ,لتدمير روح الانسان , افراغه من القيم والمبادئ , والغيرة على وطنه و مجتمعه وانسانيتها , الغيرة على حق غيره في الحياه كما حقه فيها , تدمير يرسخ الانانية  والمصالح الضيقة , لتتصدر مشاريع صغيرة على مشروع وطن وامة .
الامم لا تنبض حياة دون تعليم ,دون فكر وعلم وثقافة , الحياة تبدأ من المدرسة والجامعة حيث يصنع الانسان , الذي يتسلح  منها علم ومعرفة وثقة وغيرة , انسان المستقبل , بنية الجيل الناشئ المعد جيدا ليواكب العصر وتطوراته  , ليتحمل دوره الرئيسي في بناء دعائم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية , الحياة الثقافية والفكرية , حياة مشبعة بالمشاعر الانسانية الرائعة , التي تعطي للحياة طعم الحب والتسامح والتوافق , ترفض العصبية بكل اشكالها ,الانسان الجدير بالنهضة والعلو لا مثير للشفقة بالتدمير والانحطاط .
مؤسف لحال التعليم اليوم والمعبر عن مخرجاته واقعنا البائس , قراءة محبطه للطامحين بالمستقبل المنشود , عن أي مستقبل نتحدث لبلد يفتقد لأبسط سبل التعليم ؟, واهمها المعلم المؤهل والجيد والخالي من منغصات الحياة وهموم المعيشة , ماذا تنتظر من مخرجات تعليم لمدرسة بطاقم غير مكتمل , وشواغر لمواد اساسية وعلمية , والكل يعرف ترابط المنهاج والتكامل للمواد الدراسية كسلسلة مترابطة ببعضها , اذا فقدت حلقة من هذا السلسلة فقد الهدف العام , وهنا مربط الفرس , يصير المجهود ناقص ولا فائدة منه .
شكوة مواطن مواطن مهتم بأبنائه , وحريص على تعليمهم والمتابع لأمور مدرستهم  , يشكوا من بداية العام الدراسي عدم توفر مدرس فيزيا لطلاب الثانوية العامة في مدرسة في خورمكسر عدن التي عرفت التعليم في القرن التاسع عشر , كسباقة في الجزيرة والخليج , اليس معيبا لنا  , حيث المجتمعات الانسانية تتقدم و ونحن نتخلف .
ظل يتابع ويطالب وينادي , دون ان يجد استجابة , طرق كل الابواب المعنية بالتعليم , والمختصة بالخلل القائم , لم يجد غير الوعود , هل من مستجيب , القضية ليست قضيته الشخصية  , هي قضية وطن ومستقبل وجيل وامة  .
نقدر ظروف البلد وتداعيات الحرب , لكنها ظروف تستدعي النضال والمثابرة , والاهتمام المتزايد بالاهم وهو التعليم , لن تنهض البلد دون تعليم , ولن نستطيع الخروج من ازماتنا دون تعليم , ولن تصلح احوالنا دون تعليم , من اهتمامنا بالتعليم نعرف مستقبلنا , والواقع هو انعكاس لهذا الاهتمام , واي مستقبل ننشد يستدعي ان نولي اهتمام بالتربية والتعليم .
المطلوب اليوم خلع رداء الهزيمة والتخلي عن مبرراتها القبيحة , لننتصر في داخلنا اولا وننهض , ونركز على التعليم ,ثم التعليم , نهضت المانيا ما بعد الحرب بما سمي ( نساء الانقاض ) اللاتي بحثن بين انقاض الحرب عن الكتب  ونفضن عنها الغبار وبدا بالتعليم كخطوة لتستعيد المانيا عافيتها , صنعوا الحياة من مخلفات الحرب , لم يندبن حظهن ويستسلمن للهزيمة في داخلهن , ويتقمصن دور الضحية , ويوجدن المبررات الواهية لهزيمتهن , اين نحن من هذا الدرس والعبرة , لنهتم بالتعليم والمعلم والعملية برمتها , لنضمن مخرجات بنا الانسان الجدير بالمستقبل .
احمد ناصر حميدان